⬛واتعليماه⬛

****    واتعليماه   ****

ولد  التعليم  بمفهومه العصري ايام الاستعمار        و قضى طفولته مرحا سعيدا مع بداية الاستقلال حتى نهاية الستينات حيث اصبح شابا يافعا نافعا وفي نهاية الثمانينات دخل مرحلة الكهولة يكابد ويجاهد رغم الظروف الصعبة حتى نهاية القرن ومع بداية القرن الحالي ظهرت عليه اعراض أمراض لم يعهدها من قبل حيث اصيب بمرض المخطط الاستعجالي ثم فاجأه مرض الكفايات  فتدهورت صحته الى درجة لم يسبق لطبيب ان عاين مثلها ، نقل على اثرها الى الانعاش حيث سهر عليه اطباء اجانب ووصفوا له دواء الادماج دون تحليلات فازدادت حالته سوءا فمنعوا عنه جميع الادوية لأن صحته لم تعد تحتمل ادويتهم وتركوه يكابد الألم في غرفة الإنعاش  ، اجتمع أهله و أقاربه ، و أغلقوا دونهم الباب ، و منعوا عنه زيارة المجربين المحنكين ممن لازموه مدة طويلة و لهم ذراية بأسراره و هم أحق و أولى بمعالجته ، أجمعوا أمرهم بينهم وتناقشوا في أمر علته  و اهتدوا إلى حلول من قبيل التداوي بالأعشاب العامية و الرقية العشوائية ، فلم يزده ذلك إلا ألما ، فتح عينيه قليلا ، فرأى الفوضى و التسيب قد عم بين أبنائه  و بناته ، و حلت المخدرات محل التربية و الأسلحة البيضاء محل الأدوات و الكراطي وفنون القتال محل الرياضة ، فتكسرت أنوف المربين و شجت جباههم و تورمت أعينهم و جرحت وجوههم على مرآى و مسمع من أولي العقد و الحل ممن يعتبرون أنفسهم أهله و أقاربه ، فهوى على سريره و راح في غيبوبة يصحو تارة و يغيب أخرى ، و ليس لمحبيه الأوفياء الغيورين من سبيل غير المواساة و الدعاء له  بالشفاء ، مرضه خطير جدا لا يبعث على الارتياح  و الأعمار بيد الله......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق