الأخ لا يعوض " بو عمران "

 



          🍀 الأخ لا يعوض  " بو عمران " 🍀


جلس الحكيم الأسطوري " بو عمران " يوما إلى ابنه يعظه ، عله يورثه  بعضا من فطنته و ذكائه،

فكان الابن في كل مرة يسأل أباه و هو في قرارة نفسه يأمل أن يعجزه ، و لكن لم يجد لذلك سبيلا ،

مما يجعله دائما يستسلم و قد تيقن أنه لن يستطيع أن يجاري أباه في الحكمة ، و رغم ذلك 

ما زال مصرا على التحدي ، فإذا به يسأل أباه مرة أخرى أسئلة يستعصى حلها على غير الحكماء .

قال لأبيه و الكلام هنا باللسان العامي ، و سنبين

المقصود من هذا الكلام ليتضح للقارئ المغزى من

هذه الحكم :

     الابن :   " ابيض من آش ؟ "

     الأب :   " من الثلج ف الاحراش "

     الابن :   " اكحل من آش ؟ "

     الأب :   " من البارود ف الابخاش "

     الابن :   " احلى من آش ؟ "

     الأب :   " من الصبيان ف الفراش "

     الابن :   " حر من آش ؟ "

     الأب :   " من لخوت ف النعاش "


 يقصد الابن بسؤاله ما هو أكثر شيء بياضا في الدنيا ؟

فيجيب الأب أنه ليس هناك شيء أكثر بياضا من

الثلج الكثيف عندما يغطي الأحراش و هي النباتات القصيرة التي تنمو من تلقاء نفسها .

أما أسود شيء على الإطلاق فهو مسحوق البارود

الذي يضعه المحاربون في الجراب .

و قوله أحلى شيء في الدنيا ، يجيب بو عمران

أن لا شيء أحلى و أكثر سعادة و بهجة من رؤية الصبيان و هم يمرحون في الفراش أمام والديهم .

أما سؤال الابن عن أحر شيء و أكثر حزنا ، فيقول

الأب أن أحر شيء على النفس هو موت الإخوة ،

لأن كل شيء يعوض إلا الأخ ، لذلك فموته لها مرارة و حزن لا يطاقان .

سر الابن بفطنة والده و سرعة بديهته و حسن جوابه ، و هرول نحو أمه يحدثها بما سمع من

والده و هو في غاية الفرح و السرور .


                  🌷  بقلم    زايد وهنا  🌷

 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق