💼 عظ نفسك 💼
ربما حدث يوما أن ساقتك الظروف لتجلس لوحدك في مقهى لم ترتده من قبل في حي لا تعرف فيه أحدا ، إذن من الطبيعي في مثل هذا الموقف أن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في هاتفك المحمول ، فإن لم تجد بها ما يشدك و لن تجده إلا نادرا ، فقد تسرح بخيالك حيث يطيب له التأمل ، و تطلق العنان لبصرك تقلبه فيما يتوالى أمامك من مشاهد الحركة الدائبة التي يعج بها الشارع ، بل أحيانا تجعل من نفسك طرفا تحاوره متى رأيت ما يثير فضولك من هذه المشاهد ،
و دون أن تشعر تجعل من نفسك حكما و تنصب ضميرك محاسبا ، يحاسب الناس على تصرفاتهم ، فتثني في نفسك على من أحسن صنعا ، و تنقم على من أساء تصرفا و تشفق على من قاست عليه الحياة ، فتتمنى لو كان بمقدورك أن تهنئ الأول
و تقتص من الثاني و تقدم يد العون للثالث ،
و لكن ما دمت غير قادر على فعل ذلك ، فعينك بصيرة و يدك قصيرة ، لأنك أنت أيضا واحد من تلك المشاهد المتناقضة ، فربما و دون أن تعلم هناك من ينظر إليك نظرة كالتي تنظر بها للآخرين و قد يصدر في حقك أحكاما كالتي تصدرها على الآخرين .
إذن إذا كان الأمر كذلك فحاول أن تنتبه لعيوبك
و نقائصك فتصلح منها ما استطعت ، حتى لا تلفت انتباه الآخرين إليك ، فيشمئزون من تصرفك كما تشمئز أنت من تصرفاتهم .
💼 تأملات في الواقع بقلم زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق