إلى متى ؟

 إلى متى ؟

أتساءل مع نفسي أحيانا ، ماذا حقق الكتاب بكتاباتهم و الشعراء بقصائدهم و المغنون بأغانيهم و التشكيليون بكريكاتوراتهم و الدعويون بخطبهم بل حتى الجماهير بتظاهراتهم في كل شعوب العالم المتخلفة التي تعاني من الفقر و الحروب 

و التبعية للدول العظمى التي فرضت هيمنتها و طغيانها على هؤلاء المستضعفين ؟

منذ زمن بعيد و شعوب العالم المغلوب على أمرها تعبر عن آمالها للخروج من دائرة التخلف بما ملكت يدها من فنون الكتابة النثرية و الشعرية و الخطب التي تدعو بالويل 

و الثبور و الدمار لتلك القوى الطاغية و لكن لا شيء تحقق من ذلك بل ازدادت المسافة بعدا ، و الهوة اتساعا فهم ازدادوا قوة و تقدما و نحن ازددنا ضعفا و تخلفا .

إذن ألم يان لهذه الشعوب المتخلفة أن تستوعب أن هذه الوسائل لم و لا و لن تجدي نفعا أمام التقدم العلمي و النمو الاقتصادي و الغلبة العسكرية ، فلماذا لا تحاول أن تغير نهجها و عوض الوقوف على الأطلال و التفاخر بالأمجاد البائدة و التباكي على الحاضر المقرف أن تستفيق و تعلم علم اليقين أن العالم اليوم لا يؤمن إلا بالقوة و أن البقاء للأقوى و أن العيش الرغيد لا تضمنه إلا الهيمنة الاقتصادية في جميع المجالات الصناعية و الفلاحية و التجارية ، التي تتنافسها اليوم الأمم المتقدمة في السوق العالمية .

قد يسأل سائل و ما السبيل إلى ذلك ؟ 

الجواب على هذا السؤال قد يبدو للبعض مستحيلا خصوصا و أننا تعودنا على هذا الاستسلام و هذا الخضوع و لكن في حقيقة الأمر لا شيء مستحيل إذا توفرت الإرادة 

و النية الصادقة لدى الشعوب و أنظمتها على حد سواء .

نعم قد يتطلب ذلك ردحا من الزمن و لكن في آخر الأمر ستصل إلى المبتغى .

لعل أول ركيزة أساسية ترفع شأن الأمم هي التعليم ، لهذا ينبغي بل يجب إلزاما إعادة النظر في مناهجه و برامجه و وضع خطة مدروسة العواقب لتتخرج منه أطر ذات كفاءات عالية في شتى العلوم التي يتطلبها العصر و أن تشجع البحوث العلمية ليكون لدينا مخترعون و خبراء باحثون في مجال الطب و الهندسة و سائر العلوم التكنولوجية و الميكانيكية فنبتكر و نصنع و نشيد و ننافس الآخرين ، حينها قد نصدر أكثر مما نستورد ، و قد حبا الله شعوبنا بالمواد الخام من معادن و غاز و نفط و منتوجات غذائية و غيرها مما يتهافت عليه الغرب و يستعمله في صناعاته التي يستأسد بها علينا .

و هذا لن يتأتى إلا بعقد العزم على استئصال الفساد من جميع القطاعات و القطع معه 

و مع التفاهة و التافهين و ضمان العيش الكريم للمواطنين بتوفير فرص الشغل و الضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه أن يشيع الفساد أو يمس بأمن المواطنين ، لأن الأمن و الأمان و الاطمئنان في الحياة يبعث على التفاني في العمل و الإخلاص فيه ، و يذكي روح الابتكار و الابداع .

باختصار هذه أحلام يقظة تاه في سديمها الخيال فلن تعدو أن تكون إلا مقالا من مثل تلك المقالات التي نجترها كلما نظرنا إلى حالنا . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق