⚫ الحرباء ⚫
عرت الريح رداء كنت دونه أتخفى
فتكشف الذي كنت أخشى أن يعرف
لبست من الذل ثوبا و دنست الشرف
فتراني دست العزة و تجرعت الأسف
لبست من الشماتة ما لا يستر سوأتي
و سقيت من الخيانة ما لا يمحو زلتي
و وصمت وصمة المهانة على ناصيتي
فلا حصنت ملتي ولا انحزت لعروبتي
ألست أنا بالأمس من ساند و دعم و انتفض و قال لا للحصار؟
فكيف أرضى أن أكون عبدا ذليلا في يد نخاس غاصب للديار
يمسك زمامي يسوقني حيث يشاء و يساوم عروبتي بالدولار
بؤسا لي و بؤسا لصفقة قايضت فيها المروءة و النخوة بالعار
لا أنا استترت بصمتي و وطنت نفسي
و لا أنا اليوم عند الحق ناصرت قدسي
كيف أجرأ إذا جاء النصر أن أرفع رأسي
بئس القرار المخزي و تبا له من كرسي
لا أدري أألوم الريح أم نفسي في خذلانها
أم ألوم النخاس الصهيوني الذي راودها ؟
و الحق ألوم نفسي التي تنكرت لقوميتها
فالحرة تموت جوعا و لا تأكل من ثديها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق