هو غير ما تعتقد

 🔍   هو غير ما تعتقد  🔍


         رجل ذو بنية جسمانية تثير الدهشة ، تجعل من يصادفه ممن لا يعرفه حق المعرفة يتجنب الاحتكاك به درءا لردة فعله التي يتوقع أن تكون بنفس قوة بنيته ، خصوصا 

و أنه سريع الانفعال شديد الغضب إذا لاحظ من أحدهم تجرؤا للمس بكرامته أو إذا  شعر بإهانة لمبدإ من مبادئه التي لا يتزحزح عنها قيد أنملة . و لكن أولئك الذين عاشروه 

و احتكوا به يعرفون عنه ما يجهله الآخرون ، فو رجل في جوهره مسالم على جانب من حسن الخلق ، يكره النقائص ، 

و يصغر في عينيه من يأتيها و لو كان من أقرب المقربين ، 

لا يعرف النفاق إلى نفسه سبيلا ، و هي النقيصة التي يبغضها و أصحابها أشد البغض ، يجهر بما يراه حقا و صوابا و لا يخشى في ذلك لومة لائم .

لعل منهجه هذا في الحياة جعله لا يصحب إلا الأخيار ممن يستريح إليهم و يثق فيهم و يقاسمهم آماله و آلامه ، يعمل بما يشيرون عليه إذا استنصحهم في أمر ما دون تردد .

كنت واحدا من هؤلاء الذين عاشروه منذ زمن بعيد ، و لا أخفي سرا أنني كنت قبل أن أحتك به أظنه يحمل من الغلظة و الفضاضة ما ينطبق و بنيته الجسمية ، و لكن مع مرور الوقت و من خلال التقرب شيئا فشيئا منه ، تأكدت أن هذا الرجل يحمل قلبا سليما ، ظاهره كباطنه ، يتصرف ببراءة ، 

و أجمل خصلة فيه أنه سرعان ما يشعر بالندم و الأسى إذا أحس أنه أساء التصرف مع أحدهم ، فلا يهنأ له بال و ربما قد يبيت ليلته صاحيا يؤنبه ضميره ، فلا يتنفس الصعداء حتى  يطلب الصفح ممن أساء إليه و يأخذ بخاطره ، و هذه الخصلة لا يتصف بها إلا من كان بين جوانحه قلب سليم من الغل 

و الحقد .

ختاما أظن أن القراء من أبناء بلدتنا قد علموا الشخص الذي أعنيه ، و بالنسبة للذين يجهلونه فهو و بكل بساطة الموظف المتقاعد بوزارة الشبيبة و الرياضة ، و المدرب المقتدر في كرة القدم و الحكم المنصف إذا أدار مباراة لها ، هو الصديق     "  عبد القادر بنقدور "


      ✏  بقلم من لا يحابي أحدا  زايد وهنا  ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق