💪 المناضل الغيور 💪
إني مخبركم عن رجل من أبناء بلدتي ، له في النفس من التقدير و الاحترام نصيب كبير .
رجل مهذب أنيق مثقف ، و لكن ما استأثرني فيه
أكثر من غيره هو غيرته الشديدة على قريته
( أولاد علي ) التابعة لجماعة واد النعام ببوذنيب ،
فهذا الرجل و إن كان غيورا على وطنه و جهته
و إقليمه و جماعته إلا أن حبه الكبير لقريته
( أولاد علي ) جعله يسخر كل طاقاته البدنية
و الفكرية ليراها تحقق طفرة و تخطو خطوة
و لو بطيئة نحو الانعتاق من التهميش ، و أن يشعر
أهلها بنوع من السعادة و يتنعموا بما حرم منه
سلفهم ، لذلك تراه يبذل ما في وسعه عسى يظفر
بما يحلم به رغم الاكراهات و العراقيل التي لا تخفى على أحد .
عرفته أول مرة عندما كان تلميذا بالمدرسة الابتدائية حيث انتدب ليمثلها في إحدى المسابقات الثقافية و التي كان لي شرف تسييرها،
و لاحظت في هذا الطفل بوادر فطنة و رجاحة عقل تنم عنها نظراته ، و ربما أعجب بطريقتي
في الحديث و في أسلوب التسيير الذي كنت آنذاك أعتمده لتحفيز التلاميذ .
و ها هو ذاك الطفل الذكي قد أصبح مربيا حكيما
و أستاذا مقتدرا و مثقفا غيورا ، و كان اللقاء بيني
و بينه من جديد في مهرجان ( أولاد علي) الذي
يعود إليه الفضل أولا في تنظيمه بدعم من شباب القرية و رجالاتها الذين اصطفوا عن بكرة أبيهم إلى جانبه و أبانوا عن مؤهلات ما كانت تخطر على بال أحد ، إنهم بصبرهم واتحادهم و تفانيهم
و حسن ضيافتهم و دقة تنظيمهم استمالوا قلوب
الناس الذين حجوا إلى هذه القرية من كل حدب
و صوب و الذين انبهروا بهذا التنظيم المحكم
من أول نسخة ، و دون سابق تجربة ، ثم توالت
نسخ أخرى لم تكن أقل من سابقاتها ، بنفس النهج و الحزم ، و اعتاد الناس ترقب موعد المهرجان
بشوق و حماس ، و لكن لأسباب أو أخرى توقف
هذا النشاط غير أن أثره بقي عالقا بالذاكرة .
و نظرا لتواضع هذا الرجل ، فقد كان يستشيرني
في أمور عديدة تخص المهرجان في نسخه تلك، مما أشعل في دواخلي نار الغيرة على أن يكون المهرجان ناجحا فوضعت كل ما لدي من طاقات بين يديه ، و قدمت ما استطعت و فوق ما استطعت ليمر المهرجان في أجواء غاية في الدقة و أن يسعد و يستفيد الوافدون عليه ، و تكرم وفادتهم أيما تكريم ، و ذاك ما تحقق و الحمد لله بفضل هذا الرجل و أبناء هذه القرية الجميلة ، مما ترك صدى كبيرا ، امتدت شهرته شرقا و غربا ،
و صار مضرب المثل بين الناس .
ختاما أظن أن عزيزي القارئ قد تعرف على هذا الرجل الذي أكثرت عنه الحديث ، و لكن و بدون مجاملة فهو يستحق الثناء و التقدير ، إنه الأستاذ المحترم " عبد الرحيم دحاوي "
كما أتمنى أن يعود المهرجان إلى سابق عهده ،
فكل عمل هادف و مفيد كهذا يجمع كلمة الأهالي
و يذيب الصراعات و ينشر دفء المحبة ، هو عمل
مرغوب و صاحبه مأجور .
✏ محبكم في الله زايد وهنا ✏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق