أديب في الخفاء

                    ✏  أديب في الخفاء  ✏


         لم يخطر ببالي يوما أن هذا الشاب الذي

أعرفه منذ زمن بعيد هو روائي بارع ، حتى فاجأ

الجميع بإصدار روايته الأولى بعنوان :

  "  بين اللحاء و اللحى "

فصاحب هذه الرواية موضوع الحديث هو الصديق المخلص السيد " علي عديدو " .

 رجل مثقف ملم بكثير من المعارف و العلوم ، دائم المطالعة خصوصا باللغة الفرنسية ،و رغم أن ظروف العمل --- بحكم المهنة التي يزاولها في قطاع حساس --- لا تترك له الوقت الكافي للمطالعة ناهيك عن التأليف ، فهو الأمر الذي جعلني أستبعد أن تكون له هذه الملكة في التأليف باللغة العربية و بهذا الإتقان و الجودة المبهرين ، هذه الموهبة التي أبان عنها دون سابق إخبار ، مما أضفى عليها طابع المفاجأة، فكانت حقا و دون مجاملة مفاجأة من العيار الثقيل ، فقد لقيت إقبالا لدى عدد كبير من القراء و استحسنها النقاد بل أشادوا بها و ببراعة صاحبها في السرد بأسلوب بليغ لا يقل روعة و متعة عن انتاجات فحول الروائيين ، و مما يزيدنا و صاحبها فخرا أنها أول عمل روائي و أول تجربة ، إلا أنها حازت الحظوة 

و نالت الإعجاب .

قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن هذا الإطراء على عمل هذا الصديق هو من باب المحاباة و المجاملة،

و لكن أقول و بكل صدق و موضوعية أن العمل

يستحق كل الثناء و التنويه ، و من انتابه الشك في ذلك فما عليه إلا بقراءة الرواية ، حتى يتأكد

من صدق ما يقوله النقاد ، و له كامل الصلاحية في

إبداء رأيه ، لأن صاحب الرواية يحب النقد البناء

و يستريح للأراء المفيدة .

و لعل تنظيم السادة الأساتذة الجامعيين بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بني ملال ، جامعة السلطان مولاي سليمان للندوة الوطنية الموسومة

ب " قراءات لسانية و نقدية في رواية بين اللحاء

و اللحى لمؤلفها علي عديدو " لدليل قاطع و برهان

ساطع على جودة المنتوج و أحقيته بالبحث 

و النقد ، و قد كان لي شرف المشاركة في هذا اللقاء بورقة بحثية بعنوان :

 " الأسلوب في رواية بين اللحاء و اللحى ميثاق

معقود بين السارد و المسرود " .

و نظرا لقيمة هذا العمل الروائي الذي ذاع صيته

في أوساط القراء المتميزين ، تم كذلك تقديم 

و توقيع الرواية بالمركب الثقافي محمد المنوني

بمكناس بدعم من مديرية وزارة الثقافة و بحضور

ثلة من الدارسين و النقاد الباحثين الذين و بكل

موضوعية نوهوا بالعمل و صنفوه ضمن الانتاجات

الأدبية الجديرة بالقراءة و النقد .

ختاما أقول و بكل صدق أن هذا العمل أحيى فينا

 الأمل من جديد ، فكل التشجيع و التنويه لهذا الرجل الذي يجمع بين مكارم الأخلاق و النبوغ الأدبي و لولاه و أمثاله ممن يحملون الهم الثقافي ، و يعيدون للأدب مجده و فخره و ينيرون من حين لآخر عتمة التفاهة التي سادت و وجدت مرتعا لها في عقول التافهين لغزا اليأس نفوس الغيورين على الأدب و الفنون . 


               ✏ بقلم غير متحيز لزايد وهنا  ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق