🔍 رجلان من عيار ثقيل 🔍
كلما عادت بي الذاكرة إلى بلدتي ، و هزني
الشوق و الحنين إلى أهلها إلا و توالت أمام ناظري
ذكريات حلوة و ما أكثرها ، و لكن أجملها عندي
تلك التي لها علاقة بالمجال الثقافي ، فالأنشطة الثقافية ببلدتي كانت و إلى وقت قريب منارا
يشع نوره و يسطع بريقه بفضل بعض الجمعيات
التي جعلت تربية الناشئة و تنوير عقولهم أسمى
أهدافها ، و لم تقتصر أدوارها على ذلك بل أخذت
على عاتقها توعية الساكنة بجميع فئاتهم
و شرائحهم و بمختلف أعمارهم و أجناسهم من خلال تنظيم لقاءات ثقافية توعوية هادفة ، و هذا كله بفضل ثلة من رجالات البلدة المثقفين و الذين تطوعوا بنية صادقة لخدمة الساكنة باعتبارها الرأسمال البشري الذي يساهم في تنمية البلدة .
رغم وجود جمعيات كثيرة و بتوجهات مختلفة ،
إلا أن الجمعيات الرائدة في مجال الثقافة و التي
أبانت عن براعة و اقتدار ، و تركت بصمات
و آثارا في أوساط المثقفين و حتى الغير المثقفين
هي جمعيات قليلة تعد على رؤوس الأصابع
و لا غرو إذا قلت أن عددها لا يتجاوز أربعا .
الحقيقة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها أن رواد هذه الجمعيات الأربع و القيمين عليها ، ضحوا بأوقاتهم
و قدموا أعمالا هادفة لا زالت أصداؤها تردد في
مجالس الناس و أحاديثهم .
كنت و بكل تواضع أحد المنخرطين في جمعية
الواحة للتربية و الثقافة ، و لم أمتنع يوما من
المشاركة في أعمال الجمعيات الأخرى متى طلب
مني ذلك لأنني أولا و أخيرا أعمل لصالح البلدة
و في كل ما من شأنه أن يرفع قدرها ، غير أن
لي استثناء أود أن أعلنه حتى أكون أكثر صدقا ،
فبفعل احتكاكي الدائم بصديقين عزيزين ، و نظرا
لما اكتشفته فيهما من سعة في زادهما المعرفي
و نبل خلقهما من صبر و سماحة و نكران للذات
كل هذه الخصال أوثقت الصلة بيني و بينهما
بروابط متينة خصوصا و أننا نسعى جميعا
لتحقيق نفس الأهداف و لو برؤى تتفق في
كثير و قد تختلف في قليل و لكنها موسومة بحسن النية .
لعلك أخي القارئ تستعجل في قراءتك لتعرف من
هذان الرجلان ، إنهما الصديقان الفاضلان :
" مصطفى لفضيلي و مولاي محمد بنشريف "
رغم فارق السن بيننا ، فقد لمست فيهما رجاحة عقل و حسن خلق ، يدبران الأمور بحكمة
و رصانة ، لهما غيرة لا تصفها الأقلام على البلدة ، و يعملان المستحيل للسير بها نحو الأمام ، لا لغرض في نفسيهما أو مصلحة شخصية يسعيان
خلفها و إنما يناضلان عسى أن تتزحزح البلدة من
دائرة التهميش و الإقصاء .
هذان الرجلان و أمثالهما من رجالات بلدتي الذين
قدموا الكثير و إن لم أذكر الجميع في هذا المقال ،
فليس نكرانا لخدمات الآخرين و لا لحزازة في النفس فكلهم إخواني و أصدقائي ، و لكن اقتصرت الحديث عن هذين اللذين عملت معهما لوقت طويل ، و الشكر و الامتنان لكل غيور ساهم و لو بالقليل في سبيل إشاعة الوعي و الفضائل بين ساكنة بلدتنا الحبيبة .
ختاما من لا يشكر الناس ، لا يشكر الله ، و قمة الجحود أن يتنكر الإنسان لمن أسدى إليه فضلا ،
أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم ،
و أحمده جل في علاه و لا أحصي ثناء عليه .
✏ محبكم في الله زايد وهنا ✏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق