اجراءات استباقية في حلقات
الحلقة الثالثة
لعل ما وقع مؤخرا ببعض المدن المغربية من تسمم لعدد كبير من الذين يتناولون الكحول المصنعة يدويا و التي تعرف في أوساط السكارى ب ( الماحيا ) ، التي أودت بحياة عدد من المدمنين ، لدليل آخر على عدم اتخاذ الاجراءات الاستباقية قبل وقوع هذه الفواجع ، فالتحركات و التحريات التي تقوم بها الجهات المسؤولة أثناء وقوع الفاجعة ، كان من الأجدر أن تكون قبل حدوثها ، و ذلك بتكثيف البحث قدر الإمكان عن المخابئ التي تصنع فيها هذه السموم ، و الضرب بيد من حديد على كل من تبث أن حضرها أو ساهم في تحضيرها ، و أن تتخذ في حقهم العقوبات القاسية جدا ، فلو تم الحزم في محاربة هذه الظاهرة ليل نهار في كل الأحياء و القرى الهامشية ، و إلحاق أقسى العقاب على مصنعيها ، فلا شك أن هذه التدابير ستجعل الكثير منهم يتراجع عن إنتاج هذه السموم ،و بذلك يقل الخطر بنسبة كبيرة ، أما أن نغض الطرف حتى تقع الكارثة فتقوم الأبحاث ساعتها على قدم و ساق لمعاقبة الجناة ، فما أن تمر تلك العاصفة ، حتى تعود الأمور إلى حالتها السابقة ، و تفتر فينا حماسة البحث عن المجرمين الذين يستأنسون بذلك الهدوء فيعودون إلى سالف أعمالهم الإجرامية ، لهذا فإن هذه الاجراءات الآنية لن تحد من الظاهرة ، ما لم يكن البحث و التحريات متواصلة و بجدية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق