للوقاحة حدود !!!
من المعلوم لدى الجميع أن للسفر متعة لا تضاهيها متعة ، خصوصا إذا كان القصد منه استكشاف مناطق ذات منتجعات جميلة لم يسبق للمرء أن زارها من قبل ، ابتغاء الترويح عن النفس ، و قد ذكر الحكماء فوائد السفر و تغنى الشعراء بمتعته لما يخلفه في ذاكرة الزائر من أثر طيب و ما يبعثه في نفسه من راحة و ما يسري في جسده من نشاط و حيوية ، و لا داعي لاستحضار مأثوراتهم عن الأسفار ما دام الناس على بينة منها .
لكن ثمة أمور تفسد كل ما ذكر عن مزايا السفر ، هي ظواهر مقيتة مستحدثة و سلوكات مخزية مقززة ، تقلب متعة السفر إلى قلق
و اشمئزاز ، بل إلى ندم على التنقل خارج الديار ، و الأمر يزداد مقتا و حسرة إذا كان الزائر المغربي المسلم صحبة أسرته ، فكثيرة هي المنتجعات التي يرتادها شباب و شابات يأتون من التصرفات ما يتنافى و ديننا و هويتنا و خصوصياتنا ، يتلفظون بألفاظ نابية و بأصوات عالية و يقومون بحركات ذات إيحاءات مخجلة ، كل هذا على مرآى و مسمع من الحاضرين ، ناهيك عن العري إذ لا يرتدون ما يستر عوراتهم و عوراتهن ، شابات في مقتبل العمر ينفثون دخان السجائر في زهو و اعتداد ، و غير هذا كثير مما يحز في نفوس الحاضرين المصحوبين بزوجاتهم و أبنائهم و بناتهم
و هم يرون هذه السلوكات الغريبة و المنفرة ، و الخطر في ذلك هو خوف الأبوين على أبنائهم من التأثر بهذه السلوكات و محاولة تقليدهاإن عاجلا أو آجلا ، خصوصا إذا لم تكن تربية الأبوين
بمثابة حصن منيع يثنيهم عن الانجراف مع تيار هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم متحضرين و حداثيين متحررين من كل قيد ،
و الغريب في أمر هؤلاء أنهم يدعون التحضر في المظهر فقط ، أما ما عدا ذلك من التربية الحسنة المبنية على القيم النبيلة و العلوم المفيدة فلا رصيد لديهم منها ، اهتماماتهم تحوم حول المخدرات
و اللباس الباهض الثمن الغير المحتشم و الحلاقة الغريبة
و الأوشام و الأقراط في أماكن معينة من أجسامهم ، بعضهم يعيش عالة على أسرته ،و البعض الآخر يتعاطى للإجرام تلبية لرغباته المذكورة . و هذه الظاهرة منتشرة في كل المدن ،
بل أصبحت عدواها تنتقل إلى القرى و لو بنسب قليلة .
لهذا أعود و أقول أن هؤلاء يفسدون أحيانا متعة السفر إذا صادف أن جمعتك بهم الظروف في منتزه سياحي أو شاطئ أو أي مكان يرتاده الناس للاستجمام و الراحة من خلال تصرفاتهم الدنيئة التي تجعلك في موقف مخجل مقزز أمام أفراد أسرتك ، و هو نفس الشعور الذي ينتاب أفراد الأسرة في حضرتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق