إجراءات استباقية ( الحلقة 1)

 اجراءات استباقية في حلقات

                            الحلقة الأولى


           أحيانا أتساءل في قرارة نفسي ، لماذا لا تتخذ السلطات المعنية الاحتياطات اللازمة و الاجراءات الاستباقية قبل وقوع الكارثة ، ففي أيامنا هذه نلاحظ ظاهرة خطيرة قد اكتسحت كل المدن و القرى ، و هي ظاهرة لعب كرة القدم في الشوارع المأهولة التي تعج بالسيارات و الدراجات النارية ، و المكتظة بالراجلين ، 

و هذه الظاهرة المميتة  يزداد خطرها بنسبة كبيرة في المدن ، 

و رغم الخطر الذي يمكن أن تسببه هذه الظاهرة و الذي يصل في أغلب الحوادث إلى إزهاق أرواح الأطفال و الشباب ، إلا أن لا أحد من المسؤولين يحرك ساكنا ، و يمنع اللعب في الشوارع حفاظا على سلامتهم ، و هو الأمر الذي أصبح يزعج السائقين الذين يعملون المستحيل لتجنب وقوع الحوادث مما يثير في نفوسهم القلق و الغضب ، و في حالة ما إذا وقع مكروه ليس للسائق فيه أي ذنب ، تتخذ في حقه إجراءات و كأنه هو المخطئ ، و يتعرض لأنواع الاستنطاقات و التحريات باعتباره مجرما ، بينما الجاني الحقيقي هو من غض الطرف و لم يمنع اللعب في الشوارع ، 

و المساهم الأكبر في هذه الحوادث هي الأسر التي لا تحرص على سلامة أبنائها ، و التي تاهت في مشاغل الحياة غافلة عن الأخطار المحدقة بأبنائها جراء لعبهم في الشوارع ، و لا تشعر بالندم إلا بعد أن تقع الفاجعة ، و أنى ينفعها الندم حينها . 

فإذا كنا فعلا نريد حقن الدماء التي تسببها حوادث السير ، فهذه إحدى الاجراءات التي يجب اتخاذها عاجلا ، و هي منع اللعب في الشوارع ، و بالمقابل يجب توفير ملاعب القرب ينشد فيها الشباب و الأطفال ضالتهم ، و يستمتعون بممارسة هواياتهم بعيدا عن كل خطر محدق .

أرجو أن يجد هذا النداء أذانا صاغية من قبل السلطات التي بموجب القانون المخول لها يمكنها أن تمنع ممارسة أي نشاط رياضي في الشوارع خصوصا كرة القدم التي تستهوي فئة كبيرة من الشباب و الأطفال ، كإجراء استباقي تحسبا لأي فاجعة قد

تحدث ، و لا شك أنها ستحدث إن استمر الحال على ما هو عليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق