غيروا اتجاه البوصلة

 🕤  غيروا اتجاه البوصلة  🕖


          لقد اعتاد الناس منذ زمن بعيد أن يقضوا عطلة الأسبوع في أنشطة يروحون بها عن أنفسهم لتنسيهم تعب الأسبوع ، فمنهم مثلا من يقوم بنزهة ، و منهم من يصطاد السمك ، و منهم من يمارس هوايته المفضلة في إحدى الرياضات التي تستهويه سواء كانت فردية أو جماعية ، فكان

الكثير يميل نحو كرة القدم لأنها لعبة جماعية تجمعك بمن تعرف من الأصدقاء فتوطد علاقتك بهم و بمن لا تعرف فتجعلك تربط معهم علاقات ودية ، و يستوي في ذلك المنتصر و المنهزم ، إذ الهدف عند الجميع هو صحة الأبدان 

و إسعاد النفس و التخفيف عنها من ضغوط الحياة 

و همومها ، حتى الذين لا يمارسون اللعبة يجدون متعة في التفرج على الآخرين  فيشجعون هذا أو ذاك في جو من المرح و السعادة ، فإذا انقضت تلك اللحظات الجميلة ، يعود الناس لمزاولة مهامهم و وظائفهم و قد شحنوا بطاريات العزم 

و الصبر ، و هم ينتظرون آخر الأسبوع المقبل في شوق لممارسة هواياتهم و اللقاء بأصدقائهم .

هكذا كانت تجري الأمور من غير تعصب لأن الكل

يعتبر ذلك من وسائل الترفيه و المنافسة فيه بريئة لا طائل من ورائها غير ما ذكر سلفا من صحة الأبدان و سعادة النفوس .

فليت الناس اليوم يعلمون ذلك ، و ليصبوا كامل اهتماماتهم على الأمور الجادة التي ترفع من شأن أوطانهم ، و ليكن تنافسهم الحقيقي في مجالات العلم و الطب و الصناعة 

و الفلاحة و التجارة و غيرها من المجالات التي تضمن العيش الكريم لكل الناس و تبوئهم المنزلة الراقية بين الأمم ،

ليتجردوا من التبعية لغيرهم ، فيحتاج إليهم الغير أكثر مما يحتاجونه هم ، فعوض أن تبذر الأموال الطائلة على ألعاب لا تعود على الشعب بمنافع تذكر ، فلم لا تنفق هذه الأموال في الضروريات التي يعاني الشعب من نقصانها أو انعدامها .

و حتى لو افترضنا أن هذا الشعب حاز كأسا قارية أو عالمية هل هذه الكأس توفر مقعدا دراسيا لطفل في قرية نائية ، أو توفر سريرا لمريض في مستشفى ليس به من ضروريات العلاج قليلها ، أو توفر وظيفة لشاب عاطل تنقذه من الانحراف ، أو تحد من ظاهرة التسول أو تجمع الحمقى 

و المجانين من الشوارع أو تنشئ مصانع و معامل و سدود أو ، أو ، أو .

 أظن هذه الكؤوس لا تغير في الواقع شيئا بل بالعكس تستنزف ميزانية البلد ، الذي هو في أمس الحاجة إليها .

و لعل أبلغ دليل هو ما نراه جليا في عالمنا العجيب هذا ، فدولة البرازيل حازت خمس ألقاب عالمية ، فماذا تغير فيها 

و أغلبية شعبها ترزح تحت وطأة الفقر و الانحراف و الاجرام ، و نفس الشيء بالنسبة لدولة مصر فقد فازت بسبعة ألقاب قارية أي سبعة كؤوس إفريقية ، فأي أثر أحدثته هذه

الألقاب على شعبها ، و قس على ذلك .

أنا لا أقول بإهمال الرياضة ، أبدا فأنا أحبها و مارستها في شبابي و ها أنا قد نيفت على الستين و ما زلت أعشقها لما لها من فوائد جمة خصوصا على ممارسها ، و لكن يجب أن نحسن تدبير أمورها حتى لا تأخذ منا أكثر مما تأخذه

القطاعات الحية في المجتمع ، فأي منطق سلكنا لنعين مدربا من خارج الوطن براتب شهري مبالغ فيه ، قد لا يحصل عليه أستاذ تخرجت على يديه أطرا أو طبيب أنقذ حياة الكثيرين  طيلة حياتهما المهنية ، أو غير هذين ممن أفنوا زهرة شبابهم

في خدمة هذا الوطن ، ماذا سيفعل هذا المدرب أكثر مما يفعله مدرب من داخل الوطن ، ماذا حقق لنا هؤلاء المدربون الأجانب طيلة هذه العقود الماضية ، لم لا يتم تعيين مدرب من أبناء جلدتنا و براتب يوازي راتب الوزير أو أكثر قليلا ، أقلها أن هذا المدرب المحلي قد يستثمر أمواله داخل البلد في مشاريع يستفيد منها أبناء بلده ، فإذا فزنا بلقب فبها و نعم ،

و إن لم يحالفنا الحظ فما خسرنا كثيرا ، و تبقى كرة القدم لعبة ترفيهية لا أقل و لا أكثر .

كما أن هذه القيمة التي أعطيت لكرة القدم من طرف المسؤولين ، و كذا الهالة الإعلامية التي عظمت قدرها جعلت الطالب يوليها اهتماما أكثر مما يوليه لدروسه ، فتراه يهمل التحضير للإمتحان ليتفرج على المباراة ، و تجد الموظف يغادر مكان عمله ليشاهد المباراة غير مبال بما يحدثه غيابه من ضياع لمصالح البلاد و العباد ، و قد تمتد العصبية التي تثيرها كرة القدم بين أنصار هذا الفريق و أنصار الفريق الخصم إلى العنف الذي يسفر عن خسائر مادية و أحيانا بشرية ، أليس هذا إدمان قد يفوق المخدرات ضررا ؟ .

باختصار شديد ينبغي الوعي بهذه الأمور ، و لا ننساق وراء الغرب ، فلهم دينهم و لنا ديننا و لهم إمكانياتهم و لنا إمكانياتنا ، لهذا يجب ترشيد النفقات في هذا القطاع إلى الحد الأدنى الذي لا يؤثر على ميزانية الدولة ، ومتى حصل لدينا اكتفاء ذاتي و تخلصنا من الديون الخارجية و ازدهر اقتصادنا و تعلم جاهلنا و صح مريضنا و عني بذوي الاحتياجات الخاصة ، و حققنا الغاية في كل الأولويات ، 

و فضل لدينا فائض ، آنذاك قد لا نلام إذا صرفناه في الترفيه و الكماليات ، أسوة ببعض الدول المتقدمة.

         أعرف أن البعض من القراء قد لا يشاطرونني الرأي 

و لكن هذه وجهة نظري و يكفيني أنني مقتنع بها فمن شاء فليؤيد و من شاء فليعارض و ما أنا إلا بشر قد أصيب و قد أخطئ ، و أحمد الله و لا أحصي ثناء عليه .


         💼   بقلم   زايد  وهنا 💼

1 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين -ح1-👍


         في حياتنا اليومية مشاهد قد تثير بعض الامتعاض في النفس ، هي تصرفات عفوية في نظر من يقوم بها ، إذ لا يعير لأثرها في نفوس الآخرين اهتماما و لا يعي مدى تقزز الناس منها .

و لا أدل على ذلك من أن يصادف أحدهم شخصين ، فيصافح الشخص الذي تجمعه به معرفة سابقة و لا يصافح مرافقه الذي يقف بجانبه و لا يحييه و لو بكلمة طيبة و لا ينظر إليه حتى ، بل يتجاهله تماما بدعوى أنه لا يعرفه ، وفي أحسن الأحوال قد يمد يده لمصافحة الرجل الواقف بجانب صديقه ، و يشيح بوجهه في اتجاه آخر بحيث لا ينظر في وجهه و هذه أدهى و أمر .

 هذا الصنف من الناس كثير ، و ربما عزيزي القارئ قد تعرضت يوما ما لمثل هذا الموقف ، و لو استعمل المتصرف على هذا النحو عقله ، و كان على خلق حسن ، لأدرك أن مصافحة الآخر في حضرة صديقه ترفع من قيمته و تؤكد صفو الصداقة التي تجمعهما ، فالتأدب مع الآخر الذي لا تعرفه هو دليل محبتك 

و تقديرك لصديقك الذي تعرف ، و ما يدريك لعل الشخص المرافق لصديقك قد يكون  أحد معارفه المقربين ، على أي فأنت لا تعرف نوع العلاقة التي تربط بينهما ، لذلك وجب عليك أن تحسن التصرف و تتلطف في معاملتك مع من تعرف و مع من يرافقه و إن لم تكن لك سابق معرفة به .

لذلك فمن الصواب و اللباقة أن تصافح صديقك و مرافقه 

و أنت تنظر في وجهيهما مبديا نوعا من البشاشة .

        عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


      

                💼   بقلم  زايد وهنا   💼

2 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 2 - 👍


          في هذا المقال الثاني من هذه السلسلة التربوية ، أود أن أثير مشهدا لتصرف غريب و غير لائق كثيرا ما نلاحظه بين الناس ، أو نعاينه بأنفسنا ، فيثير في نفوسنا ونفوس الحاضرين نوعا من الامتعاض .

فهناك من الناس من يلتقي بأحد أصدقائه صحبة شخص آخر  ، فيدعو صديقه لحضور وليمة بمناسبة ما ، على مرآى 

و مسمع من الطرف الثاني ، غير مبال بما يتركه تصرفه هذا من شعور لدى الآخر ، و تجده يكرر الدعوة و يلح على صاحبه في الحضور إلى الوليمة دون أن يعتريه الخجل و الحرج من الشخص الواقف بجانبهما  .

نعم قد لا تربطه بالشخص الآخر أي علاقة ، و لكن من اللباقة و حسن التصرف ألا يدعو صديقه أمام الآخر ، فإن كان لا يرغب في حضور الطرف الآخر و هذا من حقه ، فليتحين فرصة ينفرد فيها بصاحبه  و يدعوه للوليمة دون أن يسمعه أحد ، درءا لأي حرج يسببه لنفسه و لغيره .

       

           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼

3 - احترم شعور الآخرين

 👍  احترم شعور الآخرين - ح 3 -  👍

 

                في هذا الجزء الثالث من السلسلة التربوية التي نتناول في كل حلقة من حلقاتها إحدى النقائص ، ارتأيت أن أتحدث عن تصرف يأتيه البعض من الناس ، فيحرجون به الآخرين .

كثيرا ما تقع مشادات كلامية بين شخصين أو أكثر

على إثر خصام نشب بينهما ، فيمتد الغضب بأحدهما أو بكليهما فيتلفظان بالكلام النابي أمام الناس و على مرآى 

و مسمع من المارة  مما يسبب الحرج للسامعين خصوصا لمن كان رفقة أبيه أو أمه أو أخته أو أحد محارمه ممن يستحيي منهم عند سماع تلك الألفاظ الساقطة .

هذه المشاهد الملوثة للسمع ، المسببة للحرج تتكرر يوميا بين سفهاء القوم ، و ربما سبق لك عزيزي القارئ أن تعرضت يوما ما لمثلها .

فالعاقل الخلوق اللبق هو من يملك نفسه عند الغضب ، فلا يسيء بيده و لسانه مهما اشتد الخصام ، مراعيا في ذلك شعور الآخرين ، فيعالج الموقف بالهدوء في أدب تام ، فإن تعذر الأمر فالإنسحاب أفضل قرار في مثل تلك النوازل .

لا تجيب السفيه على سفاهته ، فتكون سفيها مثله ، 

و سكوتك عنه شرف لك و تحقير له ، و لا يضرك في شيء سفه قوله ، فهو الملام في نظر العقلاء إذ هوى بنفسه إلى الحضيض ، و مرغ كرامته في الوحل .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

4 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 4  -👍


            في هذه الحلقة الرابعة من سلسلة مشاهد يومية ، نتعرض لتصرف من التصرفات التي تثير الإشمئزاز إن لم نقل الغضب أحيانا ، و لكن للأسف الشديد لا يبالي بها فاعلها إلا بعد أن يصطدم بردة فعل غيره .

قد يسافر أحدهم في حافلة أو سيارة و معه ركاب ، فتراه لا يلتزم بمكانه ، و يستلقي متمرحا مستغلا مكان شخصين ، أو يحتل أكثر مما هو مخصص له ، فلا يترك لشريكه في المقعد إلا بضع سنتمترات ، و الغريب في أمره أنه يرى جليسه في حرج عند الجلوس و لا يتزحزح قليلا ليخلي له مكانه ،

و الأدهى من هذا كله أن بعضهم يغفو خلال الطريق فيلقي بثقله على جليسه و يتخذ من كتفه متكأ و وسادة للنوم ، و لا يخجل من فعله هذا بل يستلذه و مما يزيد الطين بللا رفع

صوته بالشخير ، فيكون أقرب إلى الحيوان منه إلى الإنسان ، فإن صادف و كان جليسه صبورا ، فقد يتحمل تصرف هذا الخنزير و لو على مضض ، أما إذا كان الجليس ممن لا يتحملون ، فهو بلا شك لن يقبل منه هذا التصرف و قد ينبهه بأسلوب لاذع ساخر ، فإن تكرر الأمر فربما سيؤدي إلى القلق 

و الغضب ، و له الحق أن ينتفض في وجهه رافضا منه هذا التصرف البهائمي .

لا أخفي أنني أنا شخصيا لن أتحمل و لن أطيق صبرا لو تعرضت لمثل هذا السلوك  المقزز المنفر ، فإذا كنت لا أقبله ، فكيف أمارسه على الغير .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذ المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                            💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

5 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 5 -👍


        في هذه الحلقة الخامسة من سلسلة المشاهد اليومية التي  تثير القلق و التقزز ، نتناول ظاهرة اللامبالاة ، التي ينبغي أن ننتبه لها حتى لا ينظر إلينا الآخرون نظرة استصغار ، و التي قد تشكل أكثر من ذلك خطرا على حياتنا .

 أنت لست وحدك لتتصرف وفق هواك ، اعلم أن الناس معك يقاسمونك الكثير من الأشياء ، لذلك وجب عليك مراعاة ما يسبب الازعاج و القلق لهم و حاول أن تتجنبه ، لتقي نفسك أولا و تكبر في أعين الناس ثانيا .

فأنت لست وحدك لتقف في قارعة الطريق و تحادث أصدقاءك دون مراعاة حقوق المارة سواء الراجلين منهم أو الراكبين ، فأنت بفعلك ذاك تعرض نفسك للخطر ، و تعرقل حركة المرور ، مما يضطر معه سائقو السيارات إلى التنبيه بأبواقهم ، و التنحي جانبا تفاديا لأي اصطدام قد تكون عواقبه وخيمة ، فقارعة الطريق ليست بالمكان المناسب للوقوف و الحديث ، و إن فعلت فاعلم أنك تسبب الإزعاج للآخرين ، و تأكد بأنك عرضت نفسك للسخرية قبل الخطر .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                       💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

6 - احترم شعور الآخرين

 👍احترم شعور الآخرين - ح 6 -👍


         في هذه الحلقة السادسة  من السلسلة التربوية ، أود أن أتحدث عن تصرف أراه حسب رأيي الشخصي غير أخلاقي ، و لكن البعض منا لا يعير لعواقبه اهتماما إذ يراه هو من وجهة نظره أمرا طبيعيا .

تختلف طباع الناس من حيث العلاقات الاجتماعية التي تربطهم بالآخرين ، و التي تحدد نوع التصرف مع كل فرد حسب العلاقة التي تجمع بينهم ، والناس معادن ، منهم الخجول الكتوم و الثرثار المتفيهق و الهادئ الرزين ، و لعل أقوى علاقة تجمع بين فردين هي الصداقة ، إلا أن مفهوم ألصداقة يختلف من شخص إلى آخر إذ كل يراها بمنظاره الخاص انطلاقا من تربيته و درجة وعيه ، كما تختلف درجاتها بنسب متفاوتة من حيث متانة روابطها و عمقها الانساني النبيل .

فهناك الصداقة المبنية على الاحترام و التقدير و لا شيء سوى ذلك و هناك من تزيد على هذه بالتعاضد و التآزر في السراء و الضراء و تبادل الأسرار و هذه أعلى درجات الصداقة .

أما النوع الذي نود الحديث عنه هي تلك التي تكون مجرد معرفة بين شخصين جمعتهما زمالة العمل أو زبانة المقهى 

و تتطور بمرور الوقت في الاتجاه السلبي حيث تكسر حواجز الاحترام و تكتسي صبغة المزاح ، فإذا التقيا  يتمازحان  بنعوت استهزائية ، و لا يكترثا لذلك ما داما قد اعتادا على هذا النوع من المزاح ، بحيث لا يغضب أحدهما من الآخر ، 

و قد يصل الأمر بأحدهما أحيانا ألا ينادي الآخر باسمه بل يناديه بألقاب استهجانية مخزية من مثل "  يا حمار  " يا بغل " يا حيوان" ...

إلى هذا الحد يصل المزاح بينهما ، و هذا المزاح و إن كان غير مقبول و لا يرقى إلى المستوى الإنساني ، فما دام متداولا بينهما و كلاهما راض به ، فيمكن القول أنه أمر يخصهما 

و غير محرج بالنسبة لهما ، و لكن متى سيكون الأمر محرجا 

و غاية في الوقاحة هو إذا التقيا و كان مع أحدهما صحبة فإذا لم يستحضر الذي بمفرده ذكاءه ، و تفوه كالمعتاد بكلام ساقط ليمازح صديقه ، و هو لا يعلم أن الذي بصحبته قد يكون أباه أو أخاه أو صهره أو أي أحد من أقاربه أو معارفه الذين يحترمهم و يستحيي من سماع مثل ذلك الكلام في حضرتهم ، فهنا ربما تقع الكارثة ، و التي تفضي إلى قطع تلك العلاقة الهشة المبنية على المزاح ، و ليت هذه و مثيلاتها تقطع ، فكل علاقة لا يكتنفها الاحترام أحق بالانفصال ، إذ لا خير يرجى من ورائها لكلا الطرفين .

لهذا ينبغي أن تكون للمزاح حدود ، فالشيء إذا فاق عن حده انقلب إلى ضده ،  و يجب على الممازح أن يراعي ظروف الآخر ، فإن كانت غير مناسبة لسبب من الأسباب كوجود رفقة مع صاحبه ،  فعليه أن يغير من تصرفه المعتاد ، لأن هذا الصديق و إن كان يتقبل المزاح لوحده ، فلن يتقبله إذا كان بصحبة طرف آخر ، لأن المزاح في ذلك الظرف قد يسبب إحراجا كبيرا يجعل الشخص المرافق له يستنقص من قيمتهما ، و ينزلهما منزلة السفهاء ، و هو ما لا يرضاه عاقل لنفسه .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

7 - احترم شعور الآخرين

 👍   احترم شعور الآخرين - ح 7 -👍 


            في هذه الحلقة السابعة أود أن أتحدث عن تصرف غير انساني ، لا تأتيه حتى بعض الحيوانات العجماء ، و لكن للأسف الشديد يأتيه بعض البشر .

القطط حيوانات و تراها عند قضاء حاجتها تبحث عن مكان به تراب و تحفر حفرة صغيرة تقضي فيها حاجتها ثم تحثو عليها التراب ، أليس كذلك ؟

فكيف بهذا المخلوق الذي اسمه الإنسان ، و الذي ميزه الخالق بالعقل و فضله على سائر المخلوقات ، فالبعض من الناس  يدخل  المرحاض لقضاء حاجته ، فيخرج منه دون أن ينظفه ، ألا ينتابه الشعور بالخجل و الاستصغار إن دخل أحدهم بعده

مباشرة و وجده متسخا ، كيف سيكون موقفه و الأعين ترمقه بنوع من الازدراء  من جراء تصرفه المقيت هذا ، و لو لمته على فعله لبرأ نفسه مدعيا أنه وجده على تلك الحال ، و إن يكن قد وجده كذلك، فمن المفروض عليه أن ينظفه قبل قضاء حاجته و بعدها ، ليبرئ ذمته وليكون قدوة لغيره .

نظافة المراحيض سواء العمومية منها أو الخاصة تدل على مدى وعي الإنسان و تحضره .

        

           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                   💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

8 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 8 -👍


              في هذه الحلقة الثامنة من سلسلة المشاهد اليومية التي نرمي من ورائها إلى تنبيه أنفسنا أولا و القارئ ثانيا إلى بعض التصرفات الغير المقبولة ، و التي تحط من قدرنا في نظر العقلاء ، أود الإشارة إلى تصرف أحدهم حين يخرج من المسجد و يجلس بعتبة بابه لينتعل حذاءه ، و يقضي في ذلك وقتا غير يسير ، متناسيا أنه قد أغلق الممر لخروج المصلين ، مما يضطرهم إلى انتظاره مدة طويلة ،  و هو التصرف الذي يثير قلق الناس ، و يدفعهم إلى نعته بنعوت استهزائية ، هو في غنى عنها لو أحسن التصرف .

و الصواب أن يحمل حذاءه بين يديه و يتنحى جانبا في مكان حيث لا يعرقل المرور ، و ينتعله في هدوء ، 

و اليستغرق ما شاء من الوقت ما دام لا يسبب حرجا للآخرين .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                          💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

9 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 9 - 👍


            في هذا المقال من هذه السلسلة التربوية التي أود من خلالها التنبيه لبعض التصرفات اللاأخلاقية التي يأتيها البعض عن قصد أو عن غير قصد ، و التي من شأنها أن تترك انطباعا مقيتا في النفوس ، و هذا السلوك المنفر كثيرا ما نلمسه في مجالسنا .

فمجالسة الآخرين تقتضي آدابا ينبغي مراعاتها ، و كلنا نعلم أن المجلس قد يضم بين أعضائه شرائح مختلفة من الناس من حيث الطباع و مستوى الوعي و حتى الإختلافات البيولوجية في الخلقة ، فقد يضم المجلس الأعمى و الأعرج

و الأسود و الأبيض و البدين و النحيف إلى غير ذلك و هذه ليست معايير في التفاضل بين الناس لذلك ينبغي أن يراعي الإنسان أدب الحوار و النقاش مع جلسائه حتى لا يصدر منه قول يمس أحدهم في عرضه ، أو يخدش شعوره بالتنابز ، فكم من قول ينطق به أحدهم دون قصد و يقع موقعا جارحا في نفس الآخر .

و الأمثلة عديدة سنكتفي بذكر بعضها ، فما رأيك فيمن يريد أن يسلي جلساءه بقصة يحكي فيها ما وقع لرجل أعمى 

و نسي أن من بين الحاضرين شخص أعمى ، كيف سيكون شعور هذا الأعمى و هو يسمع النكت عن العميان ، لا شك أن ذلك سيكون له الأثر الجارح المؤلم في نفسه ،

 أو كالذي يسرد أمام جلسائه نكتا عن رجال التعليم 

و يستنقص من قيمتهم و هو غير منتبه أن في الحضور  أستاذا يسمع تلك الأوصاف القدحية عن رجال التعليم ، فكيف لا يشعر هذا الأستاذ بالاستصغار و السخرية التي تترك في نفسه جرحا بليغا ، هذا إذا تمالك ولم يبد ردة فعل قد تقلب المجلس خصاما .

هذا غيض من فيض و الأمثلة عديدة و متنوعة ، لهذا يجب أن نزن الكلام قبل أن نتفوه به ، فرب كلمة كانت سببا في قطع صلة رحم أو أثرت بشكل كبير في إفساد علاقة إجتماعية .

       

           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

10 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح  10 -👍


        الحلقة العاشرة من سلسلة المشاهد اليومية ، تخوض في الحديث عن تصرف مخجل ينضاف إلى ما سبق من التصرفات المقيتة في الحلقات السابقة ، و الذي لا يعجب الكثير من الناس و لكن البعض يقدم عليه دون حياء ، مما يستنقص من قدر فاعله .

كيف يتجرأ أحدهم فتطاوعه نفسه أن يقيم حفلا في بيته ، 

و بأحد بيوت جيرانه مأتما على إثر وفاة أحد أفراد أسرهم .

كيف يستقيم الأمر إذا كان في بيته جوق موسيقي 

و زغاريد ، و في البيت المجاور بكاء و عويل ،

ألا يخجل و قد وضع نفسه موضع السفهاء الذين لا يملكون أدنى حس إنساني ، فلا هو استحضر الوازع الديني حيث أوصى الخالق سبحانه و تعالى بالإحسان إلى الجار و عدم إيذائه، و لا هو استحيى من المخلوق ، و لا هو استعمل بصيصا من العقل إن كان له عقل أصلا .

فمثل هذا و أشباهه يظنون من جهلهم و وضاعتهم أنهم يحسنون صنعا بتحديهم و عدم اكتراثهم لمشاعر الآخرين ، 

و لكنهم في الحقيقة يضعون أنفسهم موضع السخرية ، 

و تبقى تصرفاتهم اللاإنسانية وصمة عار على جباههم تلوكها الأفواه في المجالس و يضرب بها المثل في الوقاحة .

فالعاقل الخلوق هو الذي يعرف كيف يتصرف في مثل هذه المواقف ، فإذا حدثت الوفاة و الحفل قائم ، فإن صاحب الحفل يوقف مظاهر الفرح في بيته و يعلن الحداد تضامنا مع جاره ، و يضطر لإنهاء مراسم العرس في صمت ، و في حالة حدوث الوفاة قبل بداية الحفل فبإمكان صاحب الحفل أن يؤجله إلى وقت لاحق و يذهب لمواساة جاره و الوقوف بجانبه ، و بتصرفه هذا يكون قد أدى الواجب الانساني ، فينال الثواب مع الخالق و يكسب ود و محبة المخلوق .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

11-احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 11 -👍


          في هذه الحلقة الحادية عشر من سلسلة المشاهد اليومية المحرجة ، نتعرض لبعض الأدبيات التي ينبغي أن يتحلى بها كل شخص سوي حتى لا يجرح شعور الآخرين ، 

و بالتالي يعرض نفسه للسخرية و المقت .

البعض من الناس لا يراعي آداب زيارة المريض ، فتجده يزور في وقت غير مناسب ، أو يبطئ في الجلوس بجانب المريض لوقت طويل ، و هو لا يدري أن المريض مثلا في حاجة إلى النوم قليلا ، أو غير ذلك مما يرغب فيه و لا يستطيع البوح به أمام الزائر ، و الأدهى من هذا أنه يجهل أدبيات مواساة المريض و التخفيف عنه ، بل بالعكس تراه يحكي للمريض 

و الحاضرين معه حكايات عن أناس عانوا من نفس المرض الذي يشكو منه المزار و منهم من فارق الحياة نظرا لخطورة هذا المرض . 

بالله عليك كيف ستكون نفسية هذا المريض و هو يسمع مثل هذه القصص التي وقعت لمن يشكون مثله من نفس المرض ، و مثل هذا الكلام لا يزيد المريض إلا سقما و كآبة و تشاؤما ، مما يجعل الحاضرين و المريض نفسه يشمئزون من كلامه 

و يتمنون مغادرته .

في حين أن الزائر اللبيب اللبق يراعي ظروف المريض ، فلا يزور إلا في الوقت المناسب و لا يطيل في ذلك ، و تراه ينتقي من كلامه ما يشجع المريض و يبعث في نفسه الأمل ، و لو كان يلمس في حالته ما لا يبعث على الإرتياح .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                   💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

12 - احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 12 -👍


       حلقة خاصة بموضوع ذي أهمية يندرج ضمن سلسلة المشاهد اليومية التي قد يعيشها الإنسان نفسه ، أو يعاينها في مجلس من المجالس ، فإن أحسن التصرف فقد ارتقى بنفسه منازل العقلاء ، و إن أساء فقد انحدر بها إلى درك البلهاء .

كثيرا ما يجتمع الناس في مجلس بمناسبة من المناسبات ، هذا المجلس الذي يضم بين ظهرانيه أناسا من مختلف الشرائح من حيث المستويات العلمية و الثقافية ، و قد جرت العادة أن يتلى ما تيسر من الذكر الحكيم و أحيانا يتبع بدرس أو موعظة يتفضل بها من لمس في نفسه الكفاءة و حسن التواصل ليفيد الحاضرين ، وهذا أمر طبيعي ، اعتاد عليه الناس في مجامعهم ، و لكن ما ليس طبيعيا هو أن يتطاول أحدهم ممن لا يمتلك المؤهلات و دون استئذان ، فيتولى إلقاء الدرس و هو يعلم أن بالمجلس من هو أعلم منه و ربما قد يكون أستاذه في مرحلة من المراحل . و هنا يضع نفسه موضع السخرية لأنه في الحقيقة لم يحترم شعور الآخر .

فمن أدبيات المجالس أن يتواضع في حضرة العالم و لا يتجرأ للقيام بذلك و لو طلب منه إذ يعرف أن في المجلس من هو أهل لتلك المهمة ، فإن أذن له العالم و ألح عليه ، فلا بأس أن يقدم درسه في تواضع تام بعد أن يثني على من قدمه .

كان أسلافنا من العلماء يحترمون كبيرهم سنا و لو كان دونهم كفاءة ، و يبجلون أشياخهم الذين تتلمذوا على أيديهم و لو فاقوهم علما ، فلا يتطاولون في حضرتهم و لا يتعالمون أمامهم احتراما و إجلالا لمكانتهم ، و لا يفعلون إلا بعد أن يؤذن لهم .

فعليك بمثل أخلاقهم و ضع على رأسها التواضع فهو تاج المروءة ، به يقدرك الناس و يقدمونك على أنفسهم .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼

13 -احترم شعور الآخرين

 👍 احترم شعور الآخرين - ح 13 -👍


           في هذه الحلقة من سلسلة مشاهد يومية ، و التي

نحاول من خلالها رصد بعض التصرفات الغير الأخلاقية 

و التي يتضجر منها الناس ، و الهدف منها هو تنبيه أنفسنا أولا و القارئ ثانيا ، حتى لا ننعت بما يسيء لسمعتنا 

و كرامتنا .

في الحياة العامة نلاحظ بعض السلوكات التي تتنافى مع أدبيات التعامل مع الناس ، و ربما عزيزي القارئ قد لاحظت مثلها يوما ، عندما ترى شخصا يساوم بائعا بسيطا في ثمن البقول أو البيض أو أي منتوج تقليدي يسترزق به ذلك

البائع المسكين ليعول أسرته ، فيريد المشتري أن يبتاع المنتوج على بساطته بأقل من الثمن الذي يطلبه البائع ، علما بأن الثمن المطلوب أصلا زهيد جدا ، فإذا كان البائع يطلب درهما واحدا للبيضة الواحدة ترى المشتري يساوم ليبتاعها بأقل من ذلك ، و الغريب في الأمر أن هذا المشتري نفسه يحتسي فنجان قهوة في أحد المقاهي و قد يتبرع على النادل بخمسة دراهم أو أكثر ولا يبالي ، فإذا كان يشعر بالعطف 

و الشفقة على النادل فهذا فعل محمود و لكن لماذا لا يعامل

ذلك الفلاح البسيط أو ذاك البائع الجائل بنفس العطف 

و الشفقة التي يتعامل بها مع النادل ، فكلاهما في حاجة إلى الرفق .

أتدري لماذا لا يعامل هذا مثل ذاك ، لأنه يريد أن يظهر بمظهر الكرماء مقلدا في ذلك نبلاء القوم من الطبقة الراقية في نظره ، فهو لم يكرم النادل لإحساسه بالعطف نحوه و إنما رياء .

و لو علم قدر التعب و الضنك الذي يعيشه الفلاح البسيط ما ساومه في ذلك المبلغ الزهيد .

و الصواب أن يحسن الإنسان لمثل هؤلاء جميعا محتسبا ذلك لوجه الله ، فإن لم يستطع فلا يأخذ من حقهم شيئا و ذلك أضعف الإيمان .

 

            عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼

14- احترم شعور الآخرين

 


     👍  احترم شعور الآخرين - ح 14 - 👍


حلقة جديدة من سلسلة مشاهد يومية ، و التي نحاول من خلالها التنبيه لبعض السلوكات المتنافية مع الأخلاق ، و التي تجعل من فاعلها

شخصا ممقوتا عند الناس ، و هكذا فنحن نعظ أنفسنا أولا و القارئ ثانيا ، لنجتنب كل ما يسيء

لسمعتنا .

من المعلوم أن لكل شخص صديق مقرب ، قد يكون أحيانا بمثابة الأخ ، بحيث يضع ثقته كاملة فيه فيبثه شكواه و يسر له بكل أسراره ، لأن الإنسان بطبعه يرغب فيمن يفضفض عليه 

و يشاركه همومه ، و يقترح عليه حلولا لها ، و لعل الصديق هو أقرب الناس إليه ، و أكثرهم حفظا للأسرار .

فإذا كان الصديق من هذا النوع فمن العار أن

يسمع المسر أسراره عند الغير بعدما أودعها في صدر صديقه ، فنظرا لثقته به فقد أسر له بما لم يطلع غيره عليه و هو يظن أنها لن تذاع إذ جعلها في مأمن ، فيصاب بخيبة الأمل عند افتضاح أسراره بين الناس ، و هذا الفعل الشنيع قد يفضي إلى الانفصال و يقضي على الصداقة تماما ، 

و يورث الحقد و الضغينة عوض المودة و الأخوة .

لا تخون من استودعك سرا ، فهو لم يقبل على

إخبارك إلا لأنه يثق بك و يقدرك و لك في نفسه

منزلة عالية لم ينزل بها أحدا غيرك ، فلا تفشي

أسراره ، فإن فعلت فاعلم أنك ارتكبت كبيرة ، 

و من حقه أن ينزلك منزلة اللئام ، و هو ما لا ترضاه لنفسك .

ضع نفسك مكانه هل يرضيك أن تسمع أسرارك التي أفشيت لصديقك يتداولها الناس ، طبعا لا ،

إذن عامل الصديق كما تحب أن يعاملك لتحفظ 

المودة و تطول الصداقة و تتجدر الثقة .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼

15 - احترم شعور الآخرين

 


 👍   احترم شعور الآخرين - ح 15 - 👍


          لعل هذه الحلقة من سلسلة مشاهد يومية التي نثير من خلالها تصرفا مقرفا قد عاينه القراء كثيرا في حياتهم اليومية و لا شك أنهم تقززوا منه ، و ترك في نفوسهم انطباعا مقيتا عن فاعلها .

ما رأيك في شخص يأتي متأخرا فيجد أمامه مجموعة من الناس مصطفين ينتظرون دورهم لقضاء مآربهم في إحدى الإدارات ، فتراه لا يطيق

الانتظار مثلهم و لا يلتزم بالنظام المعمول به ،

فيتقدم الجميع في نوع من الاستعلاء دون خجل

و لا اكتراث ، مما يجعل الآخرين ينتفضون 

و يشجبون هذا التصرف ، بل منهم من ينعته بنعوت استهزائية ، فيضطر للتراجع ذليلا حقيرا

و قد وضع نفسه موضع اللئام ، لأنه لم يراع شعور

الآخرين ، و لو كان على خلق حسن ما تصرف على ذلك النحو ، و لنفرض أن لديه دافعا قاهرا  يحتم عليه قضاء مأربه على وجه السرعة ، كان من المفروض عليه أن يطلب الإذن ممن سبقوه ، 

و يشرح لهم ظروفه الخاصة ،  و يتوسل إليهم لتقديمه على أنفسهم ، ربما في هذه الحالة قد يتفهمون موقفه و يتحقق له ما يريد دون أن يلحق بنفسه الذل و الهوان ، و لكن الاستعلاء و التذاكي على الناس و عدم احترام شعورهم  قد ينقلب على صاحبه بالحقارة و الاستصغار .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼

16 - احترم شعور الآخرين

 


     👍   احترم شعور الآخرين - ح 16- 👍


حلقة جديدة من سلسلة مشاهد يومية ، نتطرق فيها إلى ظاهرة مستشرية و مستفحلة في مجتمعنا ، و لعلها أحد الأسباب الرئيسية في قطع

حبل التعامل المادي بين الناس .

ترى الشخص إذا حلت به ضائقة مالية يطرق أبواب الأصدقاء ليقترض من أحدهم مبلغا من

المال ليسد به حاجته الملحة ، و يستعمل في ذلك

كل وسائل التوسل و الاستعطاف ، و يطلب المهلة

الكافية لتسديد الدين ، و يعد صاحبه بأن يلتزم  بالآجال المتفق عليه ، مما يجعل المقترض يحن لحاله ، و يستحضر المبدأ الشرعي الأخلاقي الذي يحث على إغاثة الملهوف ، و يقرضه المبلغ المرغوب طلبا للثواب و حفاظا على علاقة الصداقة . و لكن أكثرهم لا يراعون هذا الشعور عند مقترضهم ، فلا يلتزمون بالوعود التي قطعوها على أنفسهم ، فتجدهم بعد حلول الآجال المتفق عليه لاسترداد الدين ، يتحايلون على مقرضهم 

و يختلقون الأعذار الواهية لتمديد الآجال ، و رغم تمديدها مرات و مرات ، تراهم يتهربون من الواقع ، بل منهم من يجرح شعور مقترضه و قد تمتد به الوقاحة إلى الانفعال و الغضب في وجهه  فيهدده بالنكران إن هو استمر في طلب ماله .

و هذا السلوك لا يأتيه إلا اللئام ، أولها توسل

و استعطاف و آخرها خصام و نكران ، فكيف

لا ينقطع حبل الرحمة و التآزر بين الناس ، فتضيع

الفرص على الملتزمين بسبب تصرفات المخادعين،

و ينسى هذا المخادع أنه بسلوكه هذا قد أغلق

الباب في وجهه للمرات المقبلة ، إذ يفتضح أمره

بين الناس فلا يجد من يقف بجانبه في الشدائد .

العاقل اللبق إذا اقترض من أحدهم و وصل آجال

استرداد الدين و لم يجد بين يديه ما يسدد به

دينه لظروف ما ، يقصد أحد الأصدقاء الآخرين فيقترض منه المبلغ نفسه و يطلب المهلة الكافية لتسديده ، و يسلم المبلغ للمقترض الأول في وقته المحدد ، و ها هو قد أوفى بوعده مع الأول و ها هو قد حصل على مهلة أخرى من الثاني ، و هكذا يحفظ ما وجهه ، دون أن يشعر أحد بما فعله .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼


17-احترم شعور الآخرين

        👍   احترم شعور الآخرين - ح 17  -👍


          هذه حلقة جديدة من سلسلة مشاهد يومية

و التي سنتناول فيها تصرفا من التصرفات المقيتة

التي تنزل الشخص منزلة البهائم عند عقلاء القوم.

أتعجب ممن يكون ضيفا عند أحدهم ، فيتخذ لنفسه موضعا في غرفة الضيوف ، و يستلقي بجسمه أمام الناس ، و قد يضع وسادة خلف رأسه و أخرى تحت ركبتيه و ثالثة على جنبه في نوع

من التكبر و كأنه أمير في بلاطه ، في حين أن ضيفا آخر لم يجد و لا وسادة واحدة يضعها خلف ظهره تقيه برد الحائط ، و لشدة وضاعته و بلادته لا تلهمه نفسه أن يلاحظ ذلك فيعطي جليسه وسادة من تلك الوسائد التي يتأبطها .

ترى كيف سينظر الناس لمثل هذا الغبي ، فالذين يعرفونه فقد اعتادوا على خساسته و أنزلوه منزلة اللئام و ينظرون إليه نظرة الازدراء و هو في غفلة من أمره ، أما الذين لا يعرفونه فهم و لا شك سيصنفونه ضمن فصيلة غير فصيلة الإنسان ،

و عند هؤلاء و أولئك يبقى شخصا مذموما .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

18 - احترم شعور الآخرين

         👍   احترم شعور الآخرين - ح 18 -👍


         كثيرا ما نلاحظ في حياتنا اليومية مشاهد تتقزز منها الأنفس و تشمئز لها الأذواق ، و فاعلها لا يبالي بها من كثرة إتيانها ، حتى أصبحت بالنسبة إليه شيئا عاديا ، و لكنها ليست بالشيء العادي ما دامت تثير ما ذكر سلفا .

لعلك جالست أحدهم في مقهى أو في بيت ، أو في أي مكان ، فتراه بين الحين و الآخر يريد أن ينظف أنفه فيغرز أصبعه فيه ، و يخرج المخاط العالق به ، دون أن يراعي شعور الجليس أو الجلساء ، و هذا فعل يثير التقزز خصوصا إذا تكرر عدة مرات في جلسة واحدة .

نعم تنظيف الأنف أمر طبيعي ، و كل الناس يفعله ، و لكن من المفروض أن يفعله الإنسان في حمام بيته قبل الخروج ، فيغسل أنفه و يديه و يسرح شعره و يعتني بهندامه ثم يخرج بعدها لقضاء مآربه و ملاقاة الناس ، فلا يحتاج و هو خارج البيت إلى فعل تلك الأمور أمام الناس ، 

و إن كان و لا بد من فعل ذلك لضرورة فليختلي بنفسه في مكان حيث لا يراه أحد ، حتى لا يحرج الآخرين و يشعرهم بالتقزز  .

أتعجب كذلك ممن يتجرأ و يبصق التفال أمام الناس ، و هو يظنه أمرا عاديا ، و لكن الحقيقة ليس بالأمر العادي ، بل هو سوء أدب يدل دلالة قاطعة على وقاحة و جهل فاعله . فبصق التفال أمر طبيعي في البشر ، و كلنا نفعله ، و لكن ليس أمام الناس ، فالإنسان المؤدب الذي يراعي 

و يحترم شعور الآخرين إذا أراد أن يبصق أو يلقي من فمه شيئا ما ، تراه يتنحى مكانا بعيدا عن أعين الناس حتى لا يثير تقزز أحدهم ، و بذلك يكون قد راعى الآداب العامة ، و هذا الصنف يكون محبوبا عند الغير بعكس الصنف الأول الذي يعافه الناس 

و يتجنبون مجالسته .

ربما قد صادفت يوما ما مثل هذه الحالات 

و تقززت ممن يقوم بها حتى أصبحت تتهرب من مجالسته ، فاحذر أن تفعلها فيعاملك الناس بما لا ترضاه .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .



  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼




          


أي تحضر هذا

           👌 أي تحضر هذا 👌


    أعزائي القراء أود أن أثير موضوعا طالما أرقني 

و شغل بالي كثيرا و لكنني كنت أكتم مشاعري 

لأنني أعلم علم اليقين أن الكثير من القراء لن

يشاطرونني الرأي ، و مهما يكن فقد قررت أن أتناوله بالشرح و التحليل فإن أصبت فبتوفيق من

الله و إن جانبت الصواب ، فما أنا إلا بشر معرض 

للخطإ ، و لعل الغاية القصوى هي إثارة الموضوع و نشره بين أيديكم و بفضل مداخلاتكم 

و مناقشتكم له قد نصل إلى المبتغى إن شاء الله .

         كثيرا ما نشاهد عبر قنوات التواصل الاجتماعي أو الفضائيات العالمية بعض المبارزات المحسوبة على الألعاب الرياضية من مثل الملاكمة و الكيك بوكسين و غيرها من المبارايات العنيفة الخطيرة التي تسيل فيها الدماء بغزارة و التي تؤدي بأغلب ممارسيها إلى الإصابة بعاهة مستديمة

إن لم نقل الموت أحيانا .

و لعل أبلغ دليل هو ما عانى منه أسطورة الملاكمة المرحوم محمد علي كلاي من ارتجاجات في المخ

جعلته يرتاد المستشفيات قصد العلاج و لكن بدون جدوى فأصبحت حياته جحيما لا يطاق و لم يرحه

من ذلك الألم الحاد إلا الموت .

أتعجب كيف أن هذا العالم المعاصر الذي يدعي

الحداثة و الذي يسعى إلى تحقيق مدنية متحضرة

تتبجح بالقطع مع وحشية الماضي كما كان سائدا في مسارح القتال عند الرومان قديما ، وتهفو إلى الرقي بالإنسان إلى مدارج التعقل و الحكمة 

و ممارسة الحق في الحياة السعيدة أن يسمح بهذه المبارزات البدنية الوحشية ويعتبرها من الألعاب الرياضية و ينفق عليها الأموال الطائلة ليتفرج على ضعاف العقول من ذوي أجسام البغال و هم يتناحرون على الحلبة و كأنهم حيوانات ضارية تتقاتل على نيل لقب الهمجية و كسب أموال لا تجدي نفعا أمام فقدان نعمة الصحة .

فإذا كان الإسبان و بطلب و إلحاح من عقلائهم قد أوقفوا لعبة مصارعة الثيران رفقا بالحيوان الأعجم ، و قد فعلوا خيرا ، فكيف بالعالم يسمح بالمصارعة العنيفة بين بني البشر ، أعتقد أن الإنسان أحق بالرفق .

 إذن لماذا لا يسحب العالم هذه الأنواع الوحشية الخطيرة من الألعاب الرياضية و يمنعها منعا كليا في كل البقاع ، و يشجع في المقابل الألعاب الرياضية التي لا تنطوي ممارستها على أخطار كبيرة و هي كثيرة و متنوعة ، و لكل رياضي الحق في اختيار إحداها يظهر من خلالها براعته 

و موهبته و إبداعه بعيدا عن الوحشية العنيفة .

        مهما تقول أخي القارئ ، فلن أقتنع إلا بما

أومن به ، قد أكون مخطئا أو ربما غابت عني حقائق أخرى و لكن هذا رأيي المتواضع ، و رأيك يحترم و لو كنت معارضا لي فيما أدليت به ، و لك

الحق في الرد و الاختلاف لا يفسد للود قضية .


              💼  بقلم   زايد  وهنا  💼

استيقظوا من سباتكم

 🕭   استيقظوا من سباتكم  🕭


          أنا لم أكتب هذه السطور لأفند الأكاذيب و الادعاءات التي ما انفك جيران السوء يخرجون بها من حين لآخر دون حياء و لا خجل ، لأنها لا تحتاج إلى بينة ما دامت براهينها ساطعة و لا شك في ثبوتها ما دامت أدلتها قائمة يشهد لها التاريخ العريق و الحركة العلمية و الأدبية منذ أزيد من أربعة عشر قرنا لم يكن آنذاك و لا بعدها لجارنا تاريخ يذكر .

 و لكن الدافع للكتابة هو عندما تصدر مثل هذه الهرطقات ممن يعتبرون أنفسهم دكاترة مثقفين ، و الحقيقة أن الثقافة بريئة من أمثالهم و لا تربطهم بها أي علاقة و الدليل واضح وضوح الشمس في كبد السماء من خلال كتاباتهم التي تثير الغثيان شكلا و مضمونا ، حتى لا يخال إلى القارئ أن من كتب تلك العفونات لا يعدو أن يكون تلميذا في الإعدادي .

فلو صدرت هذه الخزعبلات من صبيانهم أو من مجانينهم ما كانوا عندي ملومين ، و لكن أن تصدر ممن يحسبون على الثقافة والبحث العلمي ، فهذا ما يثير التقزز و الإسفاف في أبهى صوره .

و إليكم بعضا من هذه الأكاذيب و كأنها نكت تضحك أكثر مما تحز ، فقد سمعت من أحد دكاترتهم في ملتقى مستغانم للملحون في عرض تناول فيه تاريخ الملحون عندهم ، و بغض النظر عن الأخطاء و الخلط و الارتباك في تحديد المفاهيم 

و التعريف بها ، فقد ادعى الدكتور المحاضر  أن سيدي عبد الرحمن المجدوب صاحب الرباعيات هو جزائري عاصر

الشاعر لخضر بن خلوف ، و العجب كيف لا ينتابه الخجل 

و هو يهرطق دون أدلة و لا براهين.

كما أنهم يدعون أن المنشد محمد بلكبير هو كذلك  جزائري ، و نحن نعرف الرجل تمام المعرفة فهو من تافيلالت و قد حضرنا حفلاته في الأعراس غير مرة ، نعم كان يتردد على مدينة بشار من حين لآخر و قد سجل بها عدة قصائد خصوصا في أواخر أيام حياته .

و قالوا نفس الكلام عن مولاي امبارك المراني ، والد الشريف المراني مايسترو مجموعة المشاهب و هو أصلا من مدينة بوذنيب فيها نشأ و ترعرع و أحيى حفلاتها و لم يغادرها إلا كهلا حيث ذهب إلى الجزائر و انضم إلى جوق مدينة وهران لمدة تسع سنين و هناك ولد له ابنه الشريف و لم يلبث أن عاد بعدها إلى المغرب إلى أحضان بلدته بوذنيب .

هذا ناهيك عن ادعائهم أن القفطان المغربي أصله جزائري 

و أن الكسكس المغربي هو كذلك منقول من الطبخ الجزائري و غير هذا من الافتراءات التي لا تستند على أساس علمي .

بل منهم من يقول أن بعض الأنبياء و الصحابة مدفونين بأرضهم ، و أن القرآن الكريم تراث جزائري ، و أن الجزائر مذكورة في الثوراة في أكثر من عشرين موضعا ، و هلم جرة من التخاريف التي لا يأتيها الحمقى فما بالك بذوي العقول السليمة .

و لكن هل تعلم عزيزي القارئ لماذا يفعلون كل هذا لأنهم يشعرون بالنقص لأن ليس لهم تاريخ عريق و لا حضارة راقية ، فهم يحاولون من خلال هذه الافتراءات أن يجدوا لأنفسهم مكانة حضارية على غرار دول الجوار ممن كان لهم جامع القرويين و جامع الزيتونة و جامع الأزهر ، هذه الجامعات التي تخرج منها عبر العصور علماء أفذاذ أغنوا خزانات الدنيا بمؤلفاتهم ، أما هؤلاء فأول جامع بني عندهم هو المسجد الكبير الذي بناه يوسف بن تاشفين بتلمسان حين توسعت الإمبراطورية المرابطية ، و اقتصر دوره على الشعائر الدينيةو لم يثبت أن كانت فيه مجالس العلم و الفقه و الأدب كما كان عند جيرانه ، بمعنى آخر لم يكن له إشعاعا ثقافيا .

         ختاما أظن أن الكذب وإن كان مذموما ، فعلى الكذاب أن يكون ذكيا ، فلا يفتري إلا على الأمور التي لا دليل لها 

و التي يسهل عليه أن يخادع بها الناس دون أن يشعروا ، أما الأمور الواضحة المحسومة التي أجمع عليها العالم فلا سبيل لديهم للخوض فيها ، و نسبتها إليهم أمر مردود عليهم ، 

و لو سكتنا على هذه الخزعبلات لتوهموا أنها حقا من حقوقهم ، و لا غرو أن تمتد بهم الحماقة و الجهل و خساسة نفوسهم فتسمعهم يقولون يوما أن آدم عليه السلام و عنترة بن شداد  و ابن خلدون و المتنبي و محمد علي كلاي 

و إنشتاين و عبد الباسط و فيكتور هيجو والتولالي و ناس الغيوان  و رويشة كلهم جزائريون ، نعم هذا غير مستبعد أن يصدر من مثل هؤلاء المثقفين المجانين ما داموا على هذا الحال يهرطقون و يتنطعون كأنهم حمر مستنفرة .

و كلمتنا هذه لا نقصد بها الشرفاء من أبناء الجزائر الذين لا يحملون في قلوبهم غلا و لا حقدا على أحد ، و لا نتهم مثقفيهم النبلاء الذين تركوا بصماتهم في مجال العلم و الأدب من أمثال المرحوم مالك بن نبي و غيره ، فهؤلاء العقلاء إخوتنا تجمعنا معهم روابط الدين و اللغة و الجوار و هذه كلها مقومات تحثنا على حسن المعاملة و التعاون و التآزر ، و هو ما كنا عليه قديما  ، و يا ما قدم لهم المغرب من مساعدات 

و دعم لنيل استقلالهم ، فقابلوا الإحسان بالإساءة و الشكر بالجحود و النكران ، شأنهم في ذلك شأن اللئام ، إذ فيهم يصدق قول المتنبي :

          إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

                   و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا

 شاءت الأقدار و لسوء حظ الشعب الجزائري أن يتسلط عليه هذا النظام العسكري المقيت و المتمسحين به من المتملقين المحسوبين على الثقافة فكانوا سببا في هذه القطيعة ، لا لشيء و إنما حسدا من أنفسهم ، فموتوا بغيضكم ، و إلى الله المشتكى .

فهم يدعون الثقافة ، و يجتهدون في هذه الافتراءات التي لا تزيدهم إلا جهلا و انحطاطا حتى أضحوا أضحوكة العالم أجمع ، ليتهم استيقظوا من سباتهم و وجهوا سهامهم نحو النظام العسكري الذي استحود على كل خيرات البلد و صنع لهم الأوهام في عداوة جيرانهم بل امتدت الوقاحة بهذا النظام الفاشل الجاهل أن جعل من كرة القدم التي هي مجرد لعبة قضية وطنية يخدر بها أبناء الجزائر ليصرفهم عن الأهم .

ماذا استفدتم من استفزاز جيرانكم و حقدكم عليهم طيلة هذه المدة ، لو كنتم حقا تعقلون ، فجيرانكم لا وقت لديهم للرد عليكم بالمثل ثم إن تربيتهم و أخلاقهم التي ورثوها عن أجدادهم تأبى أن تنزل إلى ذلك المستوى المنحط ، فهم يسيرون ببلدهم من أحسن إلى أحسن ، و تركوا لنظامكم الخساسة يسبح في مستنقعها حتى وصل به الجهل أن وضع نفسه موضع السخرية بين الأمم .

و الحقيقة أننا نحن أنفسنا لا نرضى أن يكون لنا جار لئيم نظامه ينعته الناس بهذه النعوت القدحية، و لكن للأسف هذا ابتلاء ابتلي به شعبه و جيرانه ، 

و مسك الختام قول خير البرية صلى الله عليه و سلم : 

 "  دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب "


                   💼  بقلم   زايد  وهنا  💼