6 - احترم شعور الآخرين

 👍احترم شعور الآخرين - ح 6 -👍


         في هذه الحلقة السادسة  من السلسلة التربوية ، أود أن أتحدث عن تصرف أراه حسب رأيي الشخصي غير أخلاقي ، و لكن البعض منا لا يعير لعواقبه اهتماما إذ يراه هو من وجهة نظره أمرا طبيعيا .

تختلف طباع الناس من حيث العلاقات الاجتماعية التي تربطهم بالآخرين ، و التي تحدد نوع التصرف مع كل فرد حسب العلاقة التي تجمع بينهم ، والناس معادن ، منهم الخجول الكتوم و الثرثار المتفيهق و الهادئ الرزين ، و لعل أقوى علاقة تجمع بين فردين هي الصداقة ، إلا أن مفهوم ألصداقة يختلف من شخص إلى آخر إذ كل يراها بمنظاره الخاص انطلاقا من تربيته و درجة وعيه ، كما تختلف درجاتها بنسب متفاوتة من حيث متانة روابطها و عمقها الانساني النبيل .

فهناك الصداقة المبنية على الاحترام و التقدير و لا شيء سوى ذلك و هناك من تزيد على هذه بالتعاضد و التآزر في السراء و الضراء و تبادل الأسرار و هذه أعلى درجات الصداقة .

أما النوع الذي نود الحديث عنه هي تلك التي تكون مجرد معرفة بين شخصين جمعتهما زمالة العمل أو زبانة المقهى 

و تتطور بمرور الوقت في الاتجاه السلبي حيث تكسر حواجز الاحترام و تكتسي صبغة المزاح ، فإذا التقيا  يتمازحان  بنعوت استهزائية ، و لا يكترثا لذلك ما داما قد اعتادا على هذا النوع من المزاح ، بحيث لا يغضب أحدهما من الآخر ، 

و قد يصل الأمر بأحدهما أحيانا ألا ينادي الآخر باسمه بل يناديه بألقاب استهجانية مخزية من مثل "  يا حمار  " يا بغل " يا حيوان" ...

إلى هذا الحد يصل المزاح بينهما ، و هذا المزاح و إن كان غير مقبول و لا يرقى إلى المستوى الإنساني ، فما دام متداولا بينهما و كلاهما راض به ، فيمكن القول أنه أمر يخصهما 

و غير محرج بالنسبة لهما ، و لكن متى سيكون الأمر محرجا 

و غاية في الوقاحة هو إذا التقيا و كان مع أحدهما صحبة فإذا لم يستحضر الذي بمفرده ذكاءه ، و تفوه كالمعتاد بكلام ساقط ليمازح صديقه ، و هو لا يعلم أن الذي بصحبته قد يكون أباه أو أخاه أو صهره أو أي أحد من أقاربه أو معارفه الذين يحترمهم و يستحيي من سماع مثل ذلك الكلام في حضرتهم ، فهنا ربما تقع الكارثة ، و التي تفضي إلى قطع تلك العلاقة الهشة المبنية على المزاح ، و ليت هذه و مثيلاتها تقطع ، فكل علاقة لا يكتنفها الاحترام أحق بالانفصال ، إذ لا خير يرجى من ورائها لكلا الطرفين .

لهذا ينبغي أن تكون للمزاح حدود ، فالشيء إذا فاق عن حده انقلب إلى ضده ،  و يجب على الممازح أن يراعي ظروف الآخر ، فإن كانت غير مناسبة لسبب من الأسباب كوجود رفقة مع صاحبه ،  فعليه أن يغير من تصرفه المعتاد ، لأن هذا الصديق و إن كان يتقبل المزاح لوحده ، فلن يتقبله إذا كان بصحبة طرف آخر ، لأن المزاح في ذلك الظرف قد يسبب إحراجا كبيرا يجعل الشخص المرافق له يستنقص من قيمتهما ، و ينزلهما منزلة السفهاء ، و هو ما لا يرضاه عاقل لنفسه .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك 

و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .


                  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق