👍 احترم شعور الآخرين - ح 12 -👍
حلقة خاصة بموضوع ذي أهمية يندرج ضمن سلسلة المشاهد اليومية التي قد يعيشها الإنسان نفسه ، أو يعاينها في مجلس من المجالس ، فإن أحسن التصرف فقد ارتقى بنفسه منازل العقلاء ، و إن أساء فقد انحدر بها إلى درك البلهاء .
كثيرا ما يجتمع الناس في مجلس بمناسبة من المناسبات ، هذا المجلس الذي يضم بين ظهرانيه أناسا من مختلف الشرائح من حيث المستويات العلمية و الثقافية ، و قد جرت العادة أن يتلى ما تيسر من الذكر الحكيم و أحيانا يتبع بدرس أو موعظة يتفضل بها من لمس في نفسه الكفاءة و حسن التواصل ليفيد الحاضرين ، وهذا أمر طبيعي ، اعتاد عليه الناس في مجامعهم ، و لكن ما ليس طبيعيا هو أن يتطاول أحدهم ممن لا يمتلك المؤهلات و دون استئذان ، فيتولى إلقاء الدرس و هو يعلم أن بالمجلس من هو أعلم منه و ربما قد يكون أستاذه في مرحلة من المراحل . و هنا يضع نفسه موضع السخرية لأنه في الحقيقة لم يحترم شعور الآخر .
فمن أدبيات المجالس أن يتواضع في حضرة العالم و لا يتجرأ للقيام بذلك و لو طلب منه إذ يعرف أن في المجلس من هو أهل لتلك المهمة ، فإن أذن له العالم و ألح عليه ، فلا بأس أن يقدم درسه في تواضع تام بعد أن يثني على من قدمه .
كان أسلافنا من العلماء يحترمون كبيرهم سنا و لو كان دونهم كفاءة ، و يبجلون أشياخهم الذين تتلمذوا على أيديهم و لو فاقوهم علما ، فلا يتطاولون في حضرتهم و لا يتعالمون أمامهم احتراما و إجلالا لمكانتهم ، و لا يفعلون إلا بعد أن يؤذن لهم .
فعليك بمثل أخلاقهم و ضع على رأسها التواضع فهو تاج المروءة ، به يقدرك الناس و يقدمونك على أنفسهم .
عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور
الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق
سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .
💼 بقلم زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق