16 - احترم شعور الآخرين

 


     👍   احترم شعور الآخرين - ح 16- 👍


حلقة جديدة من سلسلة مشاهد يومية ، نتطرق فيها إلى ظاهرة مستشرية و مستفحلة في مجتمعنا ، و لعلها أحد الأسباب الرئيسية في قطع

حبل التعامل المادي بين الناس .

ترى الشخص إذا حلت به ضائقة مالية يطرق أبواب الأصدقاء ليقترض من أحدهم مبلغا من

المال ليسد به حاجته الملحة ، و يستعمل في ذلك

كل وسائل التوسل و الاستعطاف ، و يطلب المهلة

الكافية لتسديد الدين ، و يعد صاحبه بأن يلتزم  بالآجال المتفق عليه ، مما يجعل المقترض يحن لحاله ، و يستحضر المبدأ الشرعي الأخلاقي الذي يحث على إغاثة الملهوف ، و يقرضه المبلغ المرغوب طلبا للثواب و حفاظا على علاقة الصداقة . و لكن أكثرهم لا يراعون هذا الشعور عند مقترضهم ، فلا يلتزمون بالوعود التي قطعوها على أنفسهم ، فتجدهم بعد حلول الآجال المتفق عليه لاسترداد الدين ، يتحايلون على مقرضهم 

و يختلقون الأعذار الواهية لتمديد الآجال ، و رغم تمديدها مرات و مرات ، تراهم يتهربون من الواقع ، بل منهم من يجرح شعور مقترضه و قد تمتد به الوقاحة إلى الانفعال و الغضب في وجهه  فيهدده بالنكران إن هو استمر في طلب ماله .

و هذا السلوك لا يأتيه إلا اللئام ، أولها توسل

و استعطاف و آخرها خصام و نكران ، فكيف

لا ينقطع حبل الرحمة و التآزر بين الناس ، فتضيع

الفرص على الملتزمين بسبب تصرفات المخادعين،

و ينسى هذا المخادع أنه بسلوكه هذا قد أغلق

الباب في وجهه للمرات المقبلة ، إذ يفتضح أمره

بين الناس فلا يجد من يقف بجانبه في الشدائد .

العاقل اللبق إذا اقترض من أحدهم و وصل آجال

استرداد الدين و لم يجد بين يديه ما يسدد به

دينه لظروف ما ، يقصد أحد الأصدقاء الآخرين فيقترض منه المبلغ نفسه و يطلب المهلة الكافية لتسديده ، و يسلم المبلغ للمقترض الأول في وقته المحدد ، و ها هو قد أوفى بوعده مع الأول و ها هو قد حصل على مهلة أخرى من الثاني ، و هكذا يحفظ ما وجهه ، دون أن يشعر أحد بما فعله .


           عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .

    


                   💼   بقلم  زايد  وهنا   💼


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق