18 - احترم شعور الآخرين

         👍   احترم شعور الآخرين - ح 18 -👍


         كثيرا ما نلاحظ في حياتنا اليومية مشاهد تتقزز منها الأنفس و تشمئز لها الأذواق ، و فاعلها لا يبالي بها من كثرة إتيانها ، حتى أصبحت بالنسبة إليه شيئا عاديا ، و لكنها ليست بالشيء العادي ما دامت تثير ما ذكر سلفا .

لعلك جالست أحدهم في مقهى أو في بيت ، أو في أي مكان ، فتراه بين الحين و الآخر يريد أن ينظف أنفه فيغرز أصبعه فيه ، و يخرج المخاط العالق به ، دون أن يراعي شعور الجليس أو الجلساء ، و هذا فعل يثير التقزز خصوصا إذا تكرر عدة مرات في جلسة واحدة .

نعم تنظيف الأنف أمر طبيعي ، و كل الناس يفعله ، و لكن من المفروض أن يفعله الإنسان في حمام بيته قبل الخروج ، فيغسل أنفه و يديه و يسرح شعره و يعتني بهندامه ثم يخرج بعدها لقضاء مآربه و ملاقاة الناس ، فلا يحتاج و هو خارج البيت إلى فعل تلك الأمور أمام الناس ، 

و إن كان و لا بد من فعل ذلك لضرورة فليختلي بنفسه في مكان حيث لا يراه أحد ، حتى لا يحرج الآخرين و يشعرهم بالتقزز  .

أتعجب كذلك ممن يتجرأ و يبصق التفال أمام الناس ، و هو يظنه أمرا عاديا ، و لكن الحقيقة ليس بالأمر العادي ، بل هو سوء أدب يدل دلالة قاطعة على وقاحة و جهل فاعله . فبصق التفال أمر طبيعي في البشر ، و كلنا نفعله ، و لكن ليس أمام الناس ، فالإنسان المؤدب الذي يراعي 

و يحترم شعور الآخرين إذا أراد أن يبصق أو يلقي من فمه شيئا ما ، تراه يتنحى مكانا بعيدا عن أعين الناس حتى لا يثير تقزز أحدهم ، و بذلك يكون قد راعى الآداب العامة ، و هذا الصنف يكون محبوبا عند الغير بعكس الصنف الأول الذي يعافه الناس 

و يتجنبون مجالسته .

ربما قد صادفت يوما ما مثل هذه الحالات 

و تقززت ممن يقوم بها حتى أصبحت تتهرب من مجالسته ، فاحذر أن تفعلها فيعاملك الناس بما لا ترضاه .


          عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور

الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق

سيحط من قدرك و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .



  💼   بقلم    زايد  وهنا   💼




          


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق