👍 احترم شعور الآخرين - ح 9 - 👍
في هذا المقال من هذه السلسلة التربوية التي أود من خلالها التنبيه لبعض التصرفات اللاأخلاقية التي يأتيها البعض عن قصد أو عن غير قصد ، و التي من شأنها أن تترك انطباعا مقيتا في النفوس ، و هذا السلوك المنفر كثيرا ما نلمسه في مجالسنا .
فمجالسة الآخرين تقتضي آدابا ينبغي مراعاتها ، و كلنا نعلم أن المجلس قد يضم بين أعضائه شرائح مختلفة من الناس من حيث الطباع و مستوى الوعي و حتى الإختلافات البيولوجية في الخلقة ، فقد يضم المجلس الأعمى و الأعرج
و الأسود و الأبيض و البدين و النحيف إلى غير ذلك و هذه ليست معايير في التفاضل بين الناس لذلك ينبغي أن يراعي الإنسان أدب الحوار و النقاش مع جلسائه حتى لا يصدر منه قول يمس أحدهم في عرضه ، أو يخدش شعوره بالتنابز ، فكم من قول ينطق به أحدهم دون قصد و يقع موقعا جارحا في نفس الآخر .
و الأمثلة عديدة سنكتفي بذكر بعضها ، فما رأيك فيمن يريد أن يسلي جلساءه بقصة يحكي فيها ما وقع لرجل أعمى
و نسي أن من بين الحاضرين شخص أعمى ، كيف سيكون شعور هذا الأعمى و هو يسمع النكت عن العميان ، لا شك أن ذلك سيكون له الأثر الجارح المؤلم في نفسه ،
أو كالذي يسرد أمام جلسائه نكتا عن رجال التعليم
و يستنقص من قيمتهم و هو غير منتبه أن في الحضور أستاذا يسمع تلك الأوصاف القدحية عن رجال التعليم ، فكيف لا يشعر هذا الأستاذ بالاستصغار و السخرية التي تترك في نفسه جرحا بليغا ، هذا إذا تمالك ولم يبد ردة فعل قد تقلب المجلس خصاما .
هذا غيض من فيض و الأمثلة عديدة و متنوعة ، لهذا يجب أن نزن الكلام قبل أن نتفوه به ، فرب كلمة كانت سببا في قطع صلة رحم أو أثرت بشكل كبير في إفساد علاقة إجتماعية .
عزيزي القارئ ، أظنك قد فهمت القصد من هذا المقال ، لهذا أوصيك و نفسي أن تراعي شعور الآخرين في كل تصرفاتك ، فأي تصرف غير لائق سيحط من قدرك
و يجعلك تسقط في أعين الناس و لو صدر منك عن غير قصد .
💼 بقلم زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق