كيف للنفس أن تبتهج ؟؟؟

                    كيف للنفس أن تبتهج ؟؟؟ !!!


■         لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع خبرا محزنا حتى بتنا معتادين على الحزن و الألم كأنهما أمران مألوفان ، و لعل توالي هذه الأخبار المؤلمة أمات فينا نوازع الحب ، و استبلد ضمائرنا ، فدب اليأس و القنوط في نفوسنا إلى درجة أننا فقدنا الأمل في سماع ما يفرح النفس و يبهجها . 

● كيف للنفس الأبية أن تبتهج و هي ترى الأبرياء يبادون بوحشية في فلسطين من قبل الصهاينة الملاعين ، و ما يعمق الحزن و يدعو للإستغراب أنهم مدعومون من حلفائهم الأمريكان و من والاهم ، و العالم العربي الإسلامي الذي من المفروض أن ينتصر لإخوانه منشغل باللهو و المجون غير مبال بما يلحقهم من أذى . 

● كيف للنفس الحرة أن تبتهج و هي ترى الشوارع 

و الأزقة تعج بالمتسولين و المشردين  والمختلين عقليا ، دون أن نوفر لهم ملاجئ تأويهم و تعتني بهم .  ● كيف للنفس البريئة أن تبتهج و هي ترى الشباب في مقتبل العمر يتعاطون للمخدرات ، و مشرملين مدججين بالأسلحة البيضاء ،  يعترضون سبيل المارة ليسلبونهم متاعهم و قد يمتد الأمر إلى القتل أحيانا .

● كيف للنفس الكريمة أن تبتهج و هي ترى التافهين

مبجلين و منعمين لا لشيء و إنما لأنهم تجردوا من كل معاني الإنسانية و جعلوا التفاهة شعارا لهم في الحياة 

و وجدوا من يدعمهم و يمدهم في سفاهتهم يعمهون .

● كيف للنفس الغيورة أن تبتهج و هي ترى تعليمها

قد تذيل لائحة التصنيف العالمي .

● كيف للنفس الطيبةأن تبتهج و هي ترى الإهمال 

و عدم المبالاة في المستشفيات و قلة التجهيزات الضرورية مما لا يبعث الاطمئنان على الصحة .

● كيف للنفس الرحيمة أن تبتهج و هي ترى المستضعفين من المواطنين مهمشين تداس حقوقهم المشروعة ، و تهان كرامتهم .

● كيف للنفس المتزنة أن تبتهج و هي ترى الأموال الطائلة تنفق على توافه الأمور ، في حين أن هناك أولويات و ضروريات تعاني من التهميش و الإقصاء ، علما أنها هي الدعامات الأساس لتقدم البلد و رقيه .

● باختصار كيف للنفس الشريفة حاملة الضمير الحي أن تبتهج و يصفو عيشها و هي ترى الفساد قد عم جميع القطاعات .

■ إن هذه النفس الأبية ، الحرة ، الطيبة ، البريئة، الرحيمة،  الشريفة ، الغيورة ، تعيش أتعس أيامها و لا يرغد لها عيش ما دامت ترى كل هذه الجراح ، التي من المستبعد أن تلتئم في ظل هذه الظروف .

فصبرا و احتسابا لكل من يحمل ضميرا حيا يعذبه أكثر مما يسعده . 



 

رجالات بصموا تاريخ المغرب و طالهم النسيان

           رجالات تركوا بصمات خالدة في تاريخ المغرب 

                         و طالهم النسيان .

            لا يمكن أن يتصور المرء مدى القطيعة التي أحدثها الإعلام بين ماضينا القريب و حاضرنا المعاش ، 

و لا مدى الحزن و الغيظ اللذين يشعر بهما أي مغربي 

عاش مرحلة ما بعد الاستقلال و عاصر رجالات صنعوا

مجد المغرب بما قدموه في مجالات العلم و الفقه  

و الأدب و الفن و ما خلدوه من روائع غالية لا يمكن أن

تنسى بل لازال الجيل القديم يعيش على ذكراها .

فئة عريضة من هؤلاء الجهابدة اختطفتهم يد المنون 

في تسعينات القرن الماضي ، و لحقت بهم القلة المتبقية مع بداية هذا القرن .

و لكن المؤسف في الأمر أن إعلامنا طوى تلك المرحلة 

الذهبية و لم يعد يحيي لها ذكرا حتى بات الجيل الحالي لا يعرف عنها شيئا ، و في المقابل عمل الإعلام

على نشر الأعمال التافهة و أنزل التافهين منزلة عالية

فأصبح شبابنا يعرف الكثير عن هؤلاء التافهين و يجهل

تماما ما عرفته تلك الفترة من نبوغ في مجالات ثقافية و فنية ، و لو سألت شبابنا اليوم مثلا عن علماء و أدباء من طينة علال الفاسي أو المختار السوسي أو عبد الله كنون أو عن المهدي المنجرة أو الجابري و غيرهم كثير ممن أثروا الخزينة بمؤلفاتهم القيمة ، و في الفنون من أمثال رواد الأغنية العصرية و المجموعات الغنائية 

و اللائحة طويلة ممن شنفوا أسماعنا بأغاني قمة في

الروعة من حيث الكلمات و الألحان و الأداء ، ما استرحت منهم إلى جواب ، و شبابنا معذور لأنه لم يعاصر تلك الفترة و كيف له أن يتذوق آدابها و فنونها

 و إعلامنا قد قطع معها و قابلها بالجحود و النكران 

و طوى ملفها نهائيا ، و لا يعود لذكراها و الإشادة

بأصحابها ليربط الماضي بالحاضر و يجعل الشباب يستقي من ذلك الماضي أجوده و يبني حاضره

على ضوء المستجدات الحديثة دون تفريط في القيم  و مجاهدة النفس للتنافس نحو الإبداع المتزن الرصين .

لهذا أحمل المسؤولية كاملة للإعلام بكل وسائله التواصلية على اختلافها ، كما أنه يحز في النفس أن

ترى موهوبا قدم الكثير لهذا الوطن و ضحى بكل غال

و نفيس في سبيل الرفع من شأن بلده ، و في الأخير يقابل إبداعه بالنكران و النسيان و لم يعد أحد يذكره

و كأننا لما دفناه ، دفنا معه أعماله ، و هذا سبب كاف

يجعل بعض الموهوبين و لو على قلتهم في أيامنا هذه لا يتشجعون على الإبداع الراقي الهادف ، مادامت 

التفاهة هي السائدة و أصحابها هم المبجلون .


تصنيف مخجل

                      تصنيف مخجل


               مما يثير التعجب و يجعل المرء يتساءل في

حيرة و استغراب هو أن المغاربة كلما شاركوا في المسابقات الثقافية خارج الوطن كأولمبياد الرياضيات أو فن تجويد القرآن الكريم أو غيرها إلا و يحصلون على المراتب الأولى عن جدارة و استحقاق ، و ينالون إلى جانب تلك الميزات المشرفة إعجاب المنظمين 

و الحاضرين ، و هذا يدل دلالة قاطعة أن المغاربة شعب ذكي ، لكن في المقابل نجد أن تصنيفه من حيث جودة التعليم يكاد يكون مخجلا ، فقد صنف في المرتبة 154 من أصل 199 دولة ، و هذا التصنيف يثير العديد من التساؤلات لمعرفة مكامن الخلل التي جعلته يتذيل

اللائحة ، أليس من باب الغيرة و دافع العزة بالنفس

أن نبحث عاجلا غير آجل عن مكامن الخلل و نحاول

إصلاحها لننافس غيرنا على المراتب المتقدمة .

نعم لقد قامت الوزارة الوصية على قطاع التعليم بعدة

إصلاحات متتالية و أنفقت عليها الأموال الطائلة و لكن محاولاتهم جميعها باءت بالفشل و لم تؤت أكلها ، و هذا

ما يزيد من استغراب المتتبعين للشأن التعليمي الذين

تهزهم الغيرة على بلدهم ، و هنا ثمة سؤال يفرض نفسه

و هو لماذا لم يتحقق المرغوب رغم هذه الجهود 

و المحاولات ؟ .

الجواب بكل بساطة أن المسؤولين عن هذا القطاع 

يعالجون الأعراض بالمسكنات و لا يكلفون أنفسهم البحث عن أصل الداء و إيجاد العلاج الناجع للداء ، إذ متى وجد العلاج الحقيقي للداء إلا و اختفت الأعراض

و أصبح الجسم معافى تماما ، و هذا لا يتأتى إلا 

بالتحليلات الدقيقة من قبل الخبراء و ذوي التجربة 

و الميراس في هذا المجال ، فالمسؤولون يكتفون بنقل بعض المناهج الناجحة في أقطار أخرى و يأتون بها منفردة منفصلة عن توابعها التي تعتبر الأساس في نجاحها .

فإذا أردنا و كان في نيتنا صدق الإصلاح ، فينبغي أن

ننطلق من خصوصياتنا و مقوماتنا الدينية و الوطنية ،

و نوفر لكل منهاج و برنامج ظروفه التي لا يمكنه

تحقيق المنشود بدونها ، إذ لا يمكن أن نصل إلى ما نهفو إليه ببرنامج أجنبي لوحده ، فلا بأس إذا أعجبنا ببرامج و مناهج الغير ، و لكن نقلها و العمل بها ، يتطلب نقل كل الظروف المصاحبة لها و التي لها بالغ الأثر في نجاحها و منها على سبيل المثال لا الحصر توفير بنية تحتية متكاملة من قاعات للدرس و قاعات للمطالعة الحرة و فضاءات الأنشطة الموازية و مكتبات ورقية 

و رقمية و توفير عيادة طبية بالمؤسسات ، و تعيين مرشدين و مصلحين اجتماعيين للنظر في الحالات المتعثرة ، إضافة إلى توفير ملاعب رياضية مجهزة 

و غير هذا من الضروريات التي تساعد في إنجاح المنظومة التعليمية عامة .

 هذا من حيث البنية و اللوجستيك أما من حيث الأمور

التربوية ، فيجب التخفيف من الاكتظاظ في الأقسام

و التخفيف من ساعات العمل حسب السن و المستوى ،

و تعيين حراس مساعدين و عدم تكليف الأستاذ بمهام غير التدريس ، و تعيين أساتذة احتياطيين يتولون تعويض الأستاذ أثناء غيابه ، و فوق هذا و ذاك العمل على إرجاع الهيبة للمؤسسات التعليمية و السهر على

القيم التربوية بحيث لا يقبل من أي متعلم ما يخالف

قيمنا و خصوصياتنا و لا يقبل منه التطاول على أساتذته و فرض العقوبات الزاجرة و الرادعة لكل من سولت له نفسه أن يثير ما يكدر صفو العملية التربوية

التعلمية ، و تحسين الوضعية المادية للمدرس و الرفع

من قيمته الاعتبارية في المجتمع ، و إعادة النظر في الخريطة المدرسية التي تفرض نسبة نجاح تكاد تكون 

100% دون استحقاق ، و العمل على توعية الأسرة 

بدورها الريادي في التربية و حثها للتنسيق مع المؤسسات التعليمية لتوجيه المتعلم الوجهة الصحيحة .

و لا ننسى دور الإعلام و وسائل التواصل الحديثة ، فهذه لها من الأهمية و التأثير ما ليس لغيرها ، لهذا ينبغي أن تكون في خدمة العلم و تنزل العلماء 

و الباحثين و المفكرين منازلهم الراقية ليتخذهم الشباب قدوة ، و أن تقطع مع التفاهة و تحارب أصحابها حتى لا

تمتد تفاهتهم إلى الشباب ، و غير هذا كثير مما يخدم

مصالح شبابنا و يحقق أهداف أمتنا الدينية و الوطنية .

فهل يا ترى قمنا بكل هذا و لم يتحقق الهدف ، بكل صراحة و موضوعية يجب الاعتراف بالفشل و الإقرار

بتقاعسنا عن أخذ المبادرة الصحيحة السليمة التي ترفع

من شأن التعليم ببلادنا .

فهذه الشروط و الظروف التي ذكرناها و غيرها مما أغفلناه سهوا ينبغي أن تطبق كليا لا جزئيا ، و هو ما اعتمدته الدول الرائدة و وفرته في مؤسساتها ،و جعلته أولى أولوياتها ، و بذلك تصدرت لائحة التصنيف ، لأنها تنظر إلى الإصلاح في شموليته و لم تغفل أي جانب تراه مساعدا على تحقيق الهدف ، و أي إخلال بأحد هذه الشروط ينعكس سلبا على العملية التربوية التعلمية برمتها و لا تحقق المطلوب منها .

أما و الحالة هذه في بلادنا  ،فإننا نهتم بجانب البرنامج و المنهاج لوحدهما ، و نغفل الجوانب المدعمة لهما ، 

و هذا ما جعلنا و سيجعلنا دوما ندور في حلقة مفرغة 

و ننفق الأموال دون أي نتيجة تذكر .

 

ما ذنب هذا إذا كان ذاك يريد الانتحار

        ● ما ذنب هذا إذا كان ذاك يريد الانتحار ●


في الحقيقة ينبغي إعادة النظر في المساطر المتبعة أثناء وقوع أي حادثة سير ، حفظنا الله و إياكم من بأسها ،  و من عيوب هذه المساطر التي يتشكى منها الجميع ، إخضاع السائق لعدة إجراءات رغم كونه غير

مخطئ ، هذه الإجراءات التي بموجبها يتوقف عن عمله

ليتفرغ للبحث و الاستجوابات و التحقيقات و الحضور لجلسات المحكمة و غيرها من العراقيل و التي ليس له يد فيها ، و إنما وقعت بمحض الصدفة و بخطإ من الغير ، و هذا يحدث كثيرا خصوصا بالمدن التي تعرف اكتظاظا و ازدحاما في السير ، و لعل أغلب ضحايا حوادث السير داخل المدن و ضواحيها هم من الشباب أصحاب الدراجات النارية الذين لا يحترمون قانون السير ، و لا ينضبطون لعلامات المرور ، بحيث يقودون بسرعة جنونية و يتهورون في القيادة و هم يراوغون السيارات كأنهم في حلبة سباق ، و هو الأمر الذي يؤدي إلى وقوع حوادث مميتة و في أحسن الأحوال تصيبهم بعاهات مستديمة ، فيصبحون بين عشية و ضحاها عالة على أسرهم و مجتمعهم ، و رغم أن سائق المركبة لم يرتكب أي خطإ فيما وقع ، إلا أنه يبقى رهن إشارة البحث و الأخذ و الرد ، يحرم لأيام طويلة من مزاولة عمله و التفرغ لشؤون بيته ، أمله الوحيد أن يخرج من هذه الورطة سالما .

و قد حدث مرة بإحدى المدن السياحية الكبيرة التي تعج بالدراجات النارية و المشهورة وطنيا بهذه الظاهرة

أن شاحنة كبيرة من النوع الثقيل كانت تدور حول محور ملتقى الطرق بسرعة بطيئة جدا ، و لها حق الأسبقية في المرور ، توقفت السيارات الأخرى في

انتظار مرور الشاحنة لأن الأولوية لها ، إلا شابا كان

على متن دراجة نارية من النوع السريع ، لم يحترم 

كغيره ، بل جاء بسرعة البرق يريد أن يسبق الشاحنة 

قبل أن تكمل دورتها ، فإذا به يفاجأ أن مابقي من 

الطريق لا يكفيه للمرور ، فاصطدم بالعجلات الأمامية للشاحنة ، و هذه ألقت به إلى العجلات الخلفية التي

دهسته و ألصقته بالأرض في منظر جد مؤلم أصاب الحاضرين بالرعب و الهلع لشدة هوله .

إذن ما ذنب سائق الشاحنة ، إذا كان صاحب الدراجة

يريد الانتحار و بحضور الشهود ، و كيف يعقل أن تتخذ ضده كل تلك الاجراءات التي تؤرقه و تزيده ألما على الألم الذي خلفته في نفسه تلك الحادثة التي أودت بحياة شاب في مقتبل العمر .

لهذا أظن أنه لا داعي لتعقيد المسطرة على السائق الذي

ثبت بالمعاينة و الأدلة و الشهود أنه بريء مما حدث و لا يد له فيه ، إذ لم يرتكب أدنى خطإ ليحاسب ذلك الحساب العسير . 

و مثل ذلك ما حكى لي أحد الأصدقاء عن سيارة كانت مركونة في مكان مسموح لصاحبها أن يركنها فيه ، إلى جانب سيارات مصطفة في نفس الاتجاه ، و إذا بصاحب دراجة نارية يقودها هو كذلك بسرعة فائقة ، أراد أن ينحرف عن سيارة أخرى حتى يتفادى الاصطدام بها ، فانزلقت به دراجته نحو السيارة

المركونة ، ارتطمت الدراجة بأبواب السيارة ، أما هو فقد انزلق بفعل السرعة أسفل السيارة المركونة ، و لم يعد يظهر منه إلا سيل من الدماء و قد انسابت من أسفل السيارة .

بالله عليكم ما ذنب صاحب السيارة و قد أركنها في وضع قانوني سليم ، و كيف يتعرض للبحث و المشاكل و هو بريء كل البراءة مما وقع ، فهو أصلا كان جالسا بالمقهى يحتسي مشروبه .

لهذا ينبغي إعادة النظر في مثل هذه الأمور ، و ألا نحمل البريء الذي  لا ذنب له ما لا يطيق من الاجراءات 

و العراقيل ، فكل إنسان له مسؤوليات في عمله و في

بيته ، فلنخفف عنه ليتفرغ لها مادام لم يخل بالقانون

و لم يكن سببا في حدوث ما وقع .

 

الطامة الكبرى

                   الطامة الكبرى 


           رغم ما وصل إليه العلم الحديث من تقدم تكنولوجي ، و رغم ما وصلت إليه العلوم الدينية من

شرح و تفسير للقرآن الكريم و السنة النبوية ، بفضل

علماء جهابدة في أصول الفقه و فروعه ، إلا أننا ما زلنا

نرى و نسمع عمن يؤمن بالخرافات من قبيل زيارة

الأضرحة معتقدا اعتقادا راسخا أن حل مشاكله بأيدي هؤلاء الموتى ، و هذا الصنف من الجهلة يقعون في الشرك الأكبر ، أما عقلاء القوم الذين لا يجعلون لله أندادا  فلا أحد منهم يجزم في صلاح هؤلاء الموتى ،  لأن خفايا الأمور لا يعلمها إلا الله ، و لا ندري في أي من الخلق يجعل الله ولايته ، و إن علمناها افتراضا فليس الولي الصالح إلا بشر لا يملك لنفسه فبالأحرى لغيره نفعا و لا ضرا ، لأن ناصية الخلق بيد الخالق وحده لا شريك له ، فهو المحيي و المميت و هو العاطي و المانع ، و هو المبتلي و الشافي ، و لا أحد من الخلق يشاركه في حكمه و قدرته و إرادته ، لذلك وجب على المسلم المؤمن أن يكون اعتقاده صادقا في خالقه دون غيره ، 

و لنا في وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم المنهاج المنير الذي لا يضل من استنار به ، فقد أوصى صلى الله عليه وسلم ابن عمه ابن عباس قائلا : 

《 إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف 》

(رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح) .

فمتى نصفي عقيدتنا و نزيل عنها هذه الشوائب التي لا

تزيدنا إلا جهلا و تخلفا و تجعل غير المسلم ينظر إلى

الإسلام نظرة دونية و هو يرى مثل هذه التصرفات الغير المنطقية التي تصدر من بعض الجهلة من المسلمين الذين يعتقدون أن صاحب الضريح يتوسط لهم في قضاء ما يريدونه ، بل قد يقدسونه حد الألوهية ، و الأدهى و الأمر عندما يصدر هذا الشرك الممقوت ، ممن يعتبرون أنفسهم متحضرين و مثقفين ، و هذه هي الطامة الكبرى . 


قرارات مجهولة العواقب

                 قرارات مجهولة العواقب


            و أنا أتصفح عناوين الأخبار و الأحداث على موقع هسبريس ، أثارني خبر مفاده أن الشركة البريطانية المصنعة للقاح أسترازينيكا المعد خصيصا للحماية ضد فيروس كورونا ، أعلنت مؤخرا سحب هذا اللقاح نظرا لما اكتشفه الخبراء في هذا المجال من مضاعفات جانبية خطيرة بسبب اللقاح المذكور .

و في خبر آخر في نفس الموقع ، أن أستاذة جامعية مغربية قد رفعت دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية بالرباط ضد وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بسبب تعرضها لمضاعفات صحية بسبب لقاح أسترازينيكا أدى إلى شلل دائم ، و طالبت التعويض عما لحقها من أضرار صحية و تعويضها كذلك عما أنفقته من أموال لاسترجاع عافيتها ، و حسب ما ورد في الخبر ، فقد أنصفتها المحكمة ، و لو كانت دعواها مجانبة للصواب ما قبلت و لا تم إنصافها ، و لأثبتت لها بالمقابل أن لا علاقة للقاح أسترازينيكا بمرضها ، و رغم ذلك فقد تم استئناف الدعوة من قبل الوزارة لدى محكمة الاستئناف في انتظار ما يصدر عن هذه الأخيرة .

لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل من قرأ هذه الأخبار هو ما مصير الملايين من المواطنين الذين لقحوا

بأسترازينيكا و قد اتضح الآن من طرف المصنعين أن اللقاح غير سليم مائة بالمائة ، و أقروا صراحة أن له

مضاعفات على صحة الملقحين به ؟ فربما هناك أناس

أصيبوا بمضاعفات هذا اللقاح ، و لا علم لهم أن ما أصابهم هو بسببه و إن علموا فهم لا حول لهم و لا قوة  لمواجهة الوزارة نظرا لجهلهم بالقانون و نظرا كذلك لضيق اليد . 

و السؤال الأهم هو لماذا ألحت و أصرت وزارة الصحة على المواطنين تلقيحهم قبل أن تتأكد تماما من سلامة اللقاح ، بل أجبرتهم على الإقبال عليه و الحصول على بطاقة التلقيح التي بموجبها يسمح لهم بالتنقل و قضاء الأغراض الإدارية ، في حين يمنع المواطن الغير الملقح و الذي طبعا ليس لديه بطاقة التلقيح من السفر و غيره من الأغراض التي تتطلب امتلاك بطاقة التلقيح ، و لعل هذا ما دفع الكثيرين إلى الإقبال على التلقيح رغم تخوفهم و عدم اقتناعهم .

إذن ما العمل الآن و قد جعلت الأخبار المتداولة الخوف يدب في نفوس الملقحين بأسترازينيكا ، الخوف مما قد يحصل لذواتهم إن عاجلا أو آجلا ، و هل فكرت الوزارة في علاج ناجع لتلك المضاعفات حتى تبعث بعض الاطمئنان في نفوس المواطنين ، أو أنها ستتفادى إثارة الموضوع و تتركهم يواجهون مصائرهم و قدرهم الذي لم يختاروه بل أجبروا عليه ؟؟؟ .   


ما لم يكن في الحسبان

 ما لم يكن في الحسبان


           منذ أن وجد الإنسان على هذه الأرض و هو يسعى لتطوير أساليب عيشه بما يضمن له الاستمرار في الحياة ، فسخر كل طاقاته البدنية و الفكرية لمواجهة قساوة الطبيعة و إخضاعها لما يريحه و يسعده ، و ذلك بأن يصير الصعب سهلا و المعسر ميسرا ، فالإنسان القديم عاش ظروفا قاسية و شظفا في العيش مستعملا في ذلك الوسائل البدائية المتاحة و التي بدأ يطورها شيئا فشيئا مع تعاقب الحقب و الأزمنة ، و باختصار فقد كان الإنسان ومايزال يبحث عن سبل السعادة في الحياة و يسعى جاهدا وراء عيش سهل و مريح ، و هذا ما دفعه إلى استعمال العقل و تسخير العلم لأجل تحقيق ذلك . و بفضل الاكتشافات و الاختراعات عبر مراحل تطور البشرية تمكن الإنسان من توفير الكثير مما حرم منه أسلافه القدامى ، و أصبح السعي وراء العيش أسهل مما كان عليه . تقدمت العلوم فلم يعد الإنسان يجد مشقة في طلب العلم ، و لا نصبا في السفر ، كما لم يعد يقتصر على أطعمة قليلة  بل أصبح يتنعم بكل ما تنتجه الأرض من خضر و فواكه و أضحى يلبس مما تنتجه معامل الخياطة ، و ما يتقنه الصانع التقليدي من أزياء تبهر الأنظار و تخلب الأذهان .

استخلف الله الإنسان في الأرض بعدما سخر له كل مكونات الطبيعة و أمده بكل مقومات الحياة ، و أنزل عليه الشرائع السماوية لتنظم حياته و استقراره ، ليظفر بالأمن و الأمان و العدل و المساواة .

لكن ما نراه اليوم من تقدم تكنولوجي و ما يعرفه العصر من مستجدات فاقت كل التوقعات ، قلبت سعادة الإنسان تعاسة ، فرغم بحبوحة العيش ، أقول بحبوحة العيش مقارنة مع الماضي ، أمسى الإنسان لا يجد لهذا العيش طعما ، و كيف يستلذ بمتع الحياة و هو يرى الحروب في أنحاء كثيرة من العالم تستهدف بالخصوص محاربة الإسلام و النيل منه ، و ذلك بإذلال المسلمين 

و تركيعهم و إبعادهم عن دينهم و تشكيكهم فيه بنشر الإلحاد ، 

و محاولة هدم القيم النبيلة و تعويضها بما يبعد المسلمين عن دينهم ، علما منهم أن الإسلام هو الدين القيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، و يعلمون كذلك علم اليقين أنه متى استمسك المسلمون بدينهم و طبقوه في حياتهم أسوة بسلفهم ، فسيتقوون و لن تستطيع أي قوة في العالم أن تكسر شوكتهم أو تخضعهم لهواها .

لذلك عمل الصهاينة و أتباعهم في الغرب على إفراغ الإسلام من غاياته السامية و أهدافه النبيلة بإبعاد الشباب المسلم عنه و بغرس العلمانية و الانحلال في نفوسهم باسم الحضارة و التقدم 

و الانفتاح ، فأباح الغربيون و الصهاينة الماكرون زنى المحارم 

و شجعوا المثلية و عمدوا إلى تغيير الجنس من ذكر إلى أنثى

 و من أنثى إلى ذكر ، و جعلوا من المرأة بضاعة للإغراء ، و خربوا الأسرة ، و تطاولوا على شرع الله بالخوض في النصوص القطعية كتغيير أصول الميراث ، و وصلت بهم  الهمجية و هم الذين يعتبرون أنفسهم متحضرين  إلى الحيوان الأعجم ، فتزاوجوا معه ، و غير هذا كثير مما أفقد الحياة لذتها و خرج عن سكة الفطرة و المنطق ، و بالتالي بعثر السعادة التي يهفو إليها الناس ، فبات العالم في تدافع بين قوى الخير و قوى الشر ، و رجحت كفة الشر و طغى الفساد ، لأن أغلب شباب الأمة الاسلامية الغير المحصن ، انبهر و انخدع بحضارة الغرب الماجنة ، و انساق وراء هذه المظاهر المقيتة ، ظنا منه أنه الأسلوب الحضاري الذي قد يسعده ، ما دامت الدول المتقدمة تنتهجه .

إذن كيف يطيب العيش و ينعم بالسعادة من يرى أن الأمور تسير نحو الهاوية ، و قد انفلت زمام الأمر من يد الأباء في تربية أبنائهم على النحو الصحيح الذي يقره ديننا الحنيف ، و أهمل العلم 

و همش العلماء ، فتفشت المخدرات و كثر الإجرام ،  و تفككت الأسر إذ لم تعد للمرأة أي حرمة ، و عميت قلوب الناس و أبصارهم عن طريق الحق ، و عم الفساد البر و البحر ، و استشرى الطمع 

و الغش و الخذلان و النصب و الاحتيال ، و احتقر الضعيف ذو الفضائل و بجل الغني ذو الفضائح ، غاب الحياء و تدنى مستوى الوعي ، و أضحت التفاهة في المقام الأعلى ،  و التافهون هم المبجلون .

الحقيقة التي لا ينكرها جاحد أن بساطة العيش في الماضي أضفى عليها الوازع الديني و الترية الحسنة قناعة و عفة ، فغمرت الناس بالسعادة و الهناء ، و كان تنافسهم ينصب على التشبع بمكارم الأخلاق و عزة النفس من كبرياء و أنفة و غيرة على النفس و العرض و البلد و الإسلام و المسلمين عامة ، على عكس ما نراه اليوم ، تطورت الوسائل على اختلافها ، و لكنها أفقدت الإنسان تلك السعادة التي كانت تغمره فيما مضى .لهذا أقول -- و أنا جد مقتنع -- لأولئك الذين يعيبون العصر الجاهلي و يستنقصون من أهله لما كان يتفشى بينهم وقتئذ من رذائل ، أنهم مخطئون حقا ، فجاهلية عصرنا فاقت جاهلية عصر ما قبل الرسالة بكثير ، بحيث لم تترك رذيلة قد تخطر على بال زنديق إلا و ها نحن نراها أو نسمع عنها ، و لم تترك قيمة من القيم الفاضلة إلا و في طريقها إلى الإقبار ، في حين أن أسلافنا في الجاهلية مهما أجرموا لم يخرجوا عن الفطرة الانسانية ، فهم و إن كانوا يزنون و يشربون الخمر و يئدون البنات ، فقد كانوا يتميزون بصفات و خصال حميدة ، كالشجاعة 

و الحماسة و الغيرة و الكرم و الوفاء بالعهد و النعرة و الأنفة 

و الكبرياء و نصرة المظلوم و غيرها كثير مما يعلمه كل دارس لذلك العصر ، فإذا وضعنا هذه المزايا في كفة ، و عيوبهم في كفة أخرى ، فلا شك أن الأولى سترجح على الثانية ، و لو قمنا بنفس المقارنة لجاهلية عصرنا هذا ، لا أحد يجادل في رجوح كفة الفواحش بل لن تجد ما تضعه في كفة المزايا إلا القليل النادر الذي لا يكاد يسمع له حثيث ، ففساد هذا العصر جمع من الفواحش ما تفرق في غيره من العصور السابقة ، فأضحى عصر الفاحشة بلا منازع و لا منافس ، اللهم إذا استثنينا  قلة من المسلمين ذوي الإيمان الراسخ ، الذين يتمسكون بالقيم الانسانية النبيلة و لا يحيدون عن شرع الله مهما كانت المغريات ، فهؤلاء صراحة مهمشون يعيشون غربة قاتلة في هذا الزمن ، و لا حيلة لهم في تغيير المناكر إلا بالقلوب و ذلك أضعف الإيمان .

ختاما لنا اليقين أنه مهما فعل المغرضون ، تبقى يد الله فوق أيديهم ، أليس هو سبحانه و تعالى القائل :

《  يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ  》

 فهذه الآية كفيلة بأن تبعث الطمأنينة في النفوس المسلمة السليمة ، فاللهم مالك الملك ، رد بنا و بشبابنا إلى الطريق المستقيم هذا حالنا لا يخفى عليك ، أنت القوي الجبار ، بك نستغيث من هذه الفتن و الفواحش ، فلا تواخذنا بما فعل السفهاء منا ، و ارفع مقتك و غضبك عنا ، و انصر إخواننا المسلمين في فلسطين و في سائر البلاد الإسلامية ، نسألك يا ذا الجلال و الإكرام أن تجعل كيد كل من يريد سوءا بالإسلام و المسلمين  في نحره ، و اخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين ، و اجعلنا يا مولانا ممن غشيهم سترك في الدنيا و الآخرة ، آمين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبيه الكريم و آله و الصحب أجمعين ، و من سار على نهجهم إلى يوم الدين .

الاستغلال الفضيع

         

          الاستغلال الفضيع 


كل أمم العالم تقدر و تبجل أي مواطن أسدى خدمة جليلة لوطنه في أي مجال من المجالات التي تساهم في تقدم البلد و رقيه ، و لذلك جعلوا للمتقاعد منزلة

رفيعة في نفوسهم ، و وفروا له كل الإمكانيات التي 

تريح حياته و ترغد عيشه ، لأنهم يعلمون أن هذا المتقاعد قد أفنى زهرة شبابه في خدمة بلده ، و لو أحصيت هذه الخدمات لما يربو عن أربعين سنة لعجزت الذاكرة عن إحصائها ، لذلك يعمدون إلى كل السبل التي

ترفه عنه لتعويضه عن متع الحياة التي فاتته بسبب العمل ، و التي كان غيره يستمتع بها .

كان هذا الموظف لظروف العمل لا يسافر إلا نادرا ، و لا يحضر الحفلات و المهرجانات و المناسبات العائلية إلا مرات قليلة في حياته المهنية ، الناس في بيوتهم و في المقاهي يستمتعون بمشاهدة المباريات القارية 

و العالمية و هو منكب على عمله لا يصل إلى مسامعه إلا هتاف المتفرجين ، حتى أوقات فراغه كان يشغلها بالتحضير و الإعداد للعمل الموالي كما هو الشأن في مهنة التعليم و بعض المهن الأخرى التي تزعج راحتهم

الاتصالات الهاتفية في شأن العمل ، و لا يجوز له أن يترك العمل لزيارة قريب مريض ، و لا يمكنه حضور جنازته إلا إذا كان من أفراد أسرته ، من كثرة مشاغله لا يجد وقتا للقراءة ، و لا وقتا لمساعدة أبنائه في القيام بواجباتهم المدرسية ، و غير هذا مما حرم منه الموظف

خلال حياته المهنية كلها ، و تجد المسكين يتوق إلى ذلك اليوم الذي يتم فيه إحالته على المعاش ليتفرغ لحياته الشخصية و يعوض بعضا مما فاته من متع الحياة رغم كبر سنه و وهن بدنه و ضعف بصره .

الأمم الراقية تقدر كل هذه الظروف و تعمل جاهدة على 

تعويض المتقاعد بحيث توفر له كل الإمكانات المادية

و المعنوية التي تخفف عنه وطأة العجز البدني و تروح عن نفسه بكل ما يشتهيه من المتع الدنيوية .

في حين أن بلدنا المسلم الذي من المفروض أن يكون

قدوة الأمم الأخرى في العناية بالمتقاعد ، مدد سن

التقاعد إلى ما فوق الستين مما زاد من عجز و ألم الموظف ، و انتقص من راتبه المعاشي مبلغا كبيرا ،

و لم يجعل له أي امتياز في حياته كمتقاعد ، كل هذا الظلم و الحيف و الاحتقار مرده إلى إفلاس صندوق التقاعد بسبب النهب و التسيب من قبل القيمين عليه ،

و عوض أن يحاسب الجناة على أفعالهم ، تسلطت الحكومة إلى هذا المتقاعد العاجز المريض الذي كان يقتطع من أجره لهذا الصندوق طيلة مدة عمله ، لتجد الحلول التي ترضيها على حسابه  فمددت من سنوات عمله و نقصت من راتبه المعاشي ، و زادته مآسي على مآسيه ، فلا هو استمتع كغيره كموظف ، و لا هو استراح كمتقاعد .

إذن لماذا هذا النكران و الجحود في حق المتقاعد ، أهو جزاء من أراد بوطنه خيرا ، و أفنى عنفوانه في خدمته

و سخر كل طاقته في منفعته ، من يلتفت إليه الآن 

و قد تكالبت عليه المواجع ، لا ملاذ له و لا معين إلا الله

سبحانه و تعالى ، أما حكومته فقد كافأته بالنكران

و الاحتقار لأنه أصبح عالة عليها يثقل كاهلها بذلك المبلغ الزهيد الذي لا يكاد يكفي لسد ضروريات الحياة .


قتلة الأنبياء

                    قتلة الأنبياء

ملاحظة :

            في أحد أيام رمضان المبارك ، بين صلاة العصر و وقت الإيذان بالإفطار ، استلقيت  أمام التلفاز دون نية التفرج عليه ، إذ ليس فيه ما يغري بالمشاهدة ، إلا قناة واحدة و وحيدة التي تنقل عن كثب صور 

و مشاهد الإبادة الشرسة التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون من قبل الصهاينة و أعوانهم ، تأثرت 

و تألمت من جديد ، لأنها ليست المرة الأولى ،فقد اعتدنا كل يوم على هذه المجازر الوحشية ، حينها راودني حماس للكتابة ، كان مبعثه ذلك الحزن الذي شعرت به في تلك اللحظة ، و الذي خرج عبر زفرات و غصص ترجمت في الجملة الأولى ، و تلتها جمل أخرى ، 

و هكذا طفقت أقول و أكتب  ، و مادامت الجملة الأولى تنتهي بكلمة اليهود ، فقد ارتأيت أن تكون أواخر الجمل التي تأتي بعدها سجعا تنتهي بالواو و الدال على غرارها ، و لا أدري كيف وجدت في نفسي ميلا لجعلها كلها كذلك من حيث الشكل كأنها شعر منثور ، أما مضمونها فكله ألم و حسرة تمزق الأحشاء من الداخل ،  كما أن قراءتها تستوجب جزم أواخرها تجاوزا للضوابط الإعرابية المعروفة ، لعل القارئ يجد في ارتجالها جرسا موسيقيا محزنا أليما .



                  قتلة الأنبياء 


بعد التشردم و التشرد تكتل اليهود   ،   

و تقوى لديهم بدعم من الغرب النفوذ   ،     

اجتمعت لهم من المشردين وفود   ، 

فأصبح لهم وجود من غير وجود   ،   

كونوا جيشا من كل مرتزق حقود   ،   

طغوا و تعدوا الحدود ،

تجبروا و نقضوا الوعود   ، 

ورثوا الكفر عن  عاد و ثمود   ،   

و عن السبتيين أرباب الجحود ،     

تبنى حركتهم حزب الليكود   ،

و لأجل أن يكون لكيانهم وجود  ،

جعلوا الأقصى هدفهم المنشود

 فجسدوا  قصة أصحاب الأخدود   ،  

قتلوا الوالدة و وأدوا المولود   ،      

و آسروا عددا  غير محدود   ،    

يتموا أبرياء في سن الورود   ،    

أحرقوا الشجر الأخضر و العود   ،   

و دنسوا مواضع السجود  ، 

و الملأ على إبادتهم شهود  ،

و العرب على كثرتهم كالدود   ،   

أصابهم  اللهو  بالبرود   ،   

و أضحوا عن النصرة قعود   ،   

على شعوبهم يزأرون كالأسود   ،   

و أمام أسيادهم كالقرود   ،   

رأيهم في المحافل  مردود   ،  

و تحركهم مراقب مرصود    ،    

باعوا الذمم و خانوا العهود   ،   

لأن المنصب عندهم معبود   ، 

قست قلوبهم فهي كالجلمود   ،   

لا يبذلون للنصرة أي مجهود   ،    

حتى معبر الدعم بابه موصود   ،   

فلا أمل منهم غير الصدود   ، 

هم أعدى  من العدو اللدود  ،

إذ لا شيء في طبعهم محمود   ،    

خنوع و تطبع و جمود   ،       

لا يقوون على المجابهة و الصمود   ،   

الجبن و الخذلان فيهم معهود

فلا عربي مؤازر بأخيه معضود   ،   

و لا أمل في جمع كلمتهم معقود   ، 

كبلهم الغرب المتصهين بالقيود   ،  

و زين إليهم المجون و الشذوذ   ،   

شباب لا في الذكور و لا في الإناث معدود   ،  

 صرفته المخدرات و التفاهة عن المقصود   ، 

حتى باتوا لا يرعون لله حدود   ،   

فزادهم الله ركودا على ركود   ،   

فكيف لمن هذا حاله أن يسود   ، 

ما لم يعتصم  بحبل الله المشدود   .

يا مالك الملك يا ودود   ،    

يا من إليه الأمر كله يعود   ، 

عجل بالنصر الموعود   ،   

فالقدس بك يستغيث و يلوذ  ،   

طهر بيتك من دنس اليهود   ،   

هذا كف التضرع إليك ممدود  ،  

و الواقف ببابك غير مطرود  ،   

و دعاء المظلوم غير مردود   ،  

أنت أهل للكرم و الجود   ،    

امحق اليهود من الوجود   ، 

و اصلهم نارا ذات الوقود   ،   

هم و أعوانهم فيها خلود   .  








موتوا بغيضكم

                         موتوا بغيضكم


          عرفت الكوميديا العربية مؤخرا نوعا من الركود بحيث أصبحت المسرحيات الكوميدية و السكيتشات الفكاهية لا تضحك أحدا بل بالعكس عرفت نفورا 

و تقززا من لدن المشاهدين ، و لكن في السنوات الخمس الأخيرة ظهرت للوجود كوميديا جديدة مخالفة للمألوف ، فكاهة من نوع آخر ، أبهرت العالم كله عربه 

و عجمه تجمع بين الجهل و الأمية و الغباء و الكذب 

و الهرطقة ، برع فيها مهرج بليد اسمه عبد المجيد تبون و بعض الجهلة من وزرائه و أتباعه المطبلين له ، فأصبح الناس في كل بقاع العالم يتربصون بوسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي عساهم يسمعون طرفة مضحكة أو كذبة مفترية أو هرطقة من هرطقات الرئيس ، خصوصا و أنه لم يسبق  لتاريخ البشرية أن عرف رئيسا  بهذا الحمق و الجهل و الطرهات التي تنفجر لها بطون الناس ضحكا ، و العجيب في موهبة هذا الرئيس البهلوان أنها تتطور يوما بعد يوم حتى وصلت حد الحمق و الجنون ، فهي بقدر ما  تضحك ، أصبحت تؤلم و تثير التقزز لأنها تصدر من الرئيس الذي لا تسمح له مكانته أن يكون على هذه الشاكلة الغريبة في عصر فيه من الوسائل التكنولوجية المتطورة ما يفضح كل الأكاذيب و الافتراءات ، و وصل وعي الناس مستوى لم يعد فيه للخرافات أي تصديق .

سنكتفي هنا بإحدى الخرجات التهريجية البلهاء التي

تدل دلالة قاطعة أن قائلها يجب فورا تنحيه عن السلطة

و إدخاله مصحة الأمراض العقلية لعل هذه الأخيرة تجد

له دواءا ناجعا أو مهدئا على الأقل ، قال رئيسهم المفدى 

أنه سيعمل على استصلاح مئة ألف هكتار من الأرض لزراعة غبرة الحليب ، لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، و حتى لا يقف المواطنون في طوابير طويلة لاقتناء هذه المادة الغذائية الضرورية ، إذن بعد هذا المشروع الخيالي الوهمي ، سيستغني الناس عن تربية الحيوانات الحلوب ما دام الحليب يزرع ، رأيتم الذكاء الوقاد و الفطنة الراجحة التي يتمتع بها هذا التافه ، هذه واحدة فقط 

و غيرها كثير لا يتسع المقال لذكرها ، لهذا أظنها كافية ليعلم الجميع مع من حشرنا الله في الجوار ، فكيف ترتجي من مثل هذا الأمي أن يسوس دولة و هو لا يملك أدنى مقومات الديبلوماسية السياسية ، و ليتفادى انفجار الشعب الذي يعاني التخلف في جميع القطاعات ، فقد اختلق سيرا على نهج سابقيه من الكبرانات الكراغلة قضية الصحراء المغربية ليغرس الحقد في نفوس مواطنيه اتجاه جارهم و الأهم أن يجعلها ذريعة يتلهون بها  فتنسيهم ما هم فيه من ويلات ، و بذلك يستغل الكابرنات الأميون خيرات البلاد دون أن يحاسبهم أحد .

و لعل هذا ما جعلهم يقعون في أخطاء ديبلوماسية ، 

فهم يخبطون خبط عشواء في كل الأمور حتى أضحوا أضحوكة العالم ، و خير دليل ما وقع مؤخرا في مجال الرياضة بحيث امتنع فريق العاصمة الجزائر خوض مباراة في كرة القدم ضد فريق نهضة بركان المغربي لا لشيء و إنما اعتراضا على خريطة المغرب المرسومة على قمصان فريق النهضة ، لهذا الحد بلغ بهم الحقد 

و الحماقة و البلادة ، و هذا فقط غيض من فيض و لو وقفنا على سلوكات أخرى لنفذ مداد القلم دون أن نلم بها .

لهذا قلت أننا نستمتع و ننفجر ضحكا كلما نطق هؤلاء المهرجون ، و لهذا السبب لقيت خرجاتهم إقبالا من لدن المهمومين و المغمومين للترويح عنهم ، و يتمنى الناس في قرارة أنفسهم أن يبقى الكراغلة على رأس الحكومة البلهاء لفترة طويلة ليسمعوا المزيد من الهرطقات المضحكة التي لم يسبق لأحد من الحمقى  قبلهم أن خرج بمثلها ، بل حتى المجانين يستحيون أن يأتوها .

ختاما أنصح كل إنسان أينما كان ، إذا أراد أن يروح عن

نفسه ، فما عليه إلا أن يشاهد في وسائل الإعلام أو في مواقع التواصل خرجات عبد المجيد تبون و كراغلته ليستمتع و يضحك و يتأكد في الوقت نفسه من كل أنواع الخساسة التي تملأ نفوسهم اتجاه جار مسلم طالما قدم لهم يد العون إبان الاستعمار و بعده ،

و لكن للأسف الشديد فقد صدق المتنبي حين قال :

   إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

                  و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا

و  لكن مع تنامي هذه الهرطقات البعيدة كل البعد عن المنطق ، لم تعد مؤخرا تضحك و إنما أضحت تؤلم  

و تتقزز النفس لسماعها لأن هذا المستوى من الحمق لا يصدقه العقل السليم و لا يمكن أن يصدر من رئيس دولة ، و ممن حوله من الكبرنات لولا  الجهل و الأمية 

و الخساسة و الحقد .