الطامة الكبرى

                   الطامة الكبرى 


           رغم ما وصل إليه العلم الحديث من تقدم تكنولوجي ، و رغم ما وصلت إليه العلوم الدينية من

شرح و تفسير للقرآن الكريم و السنة النبوية ، بفضل

علماء جهابدة في أصول الفقه و فروعه ، إلا أننا ما زلنا

نرى و نسمع عمن يؤمن بالخرافات من قبيل زيارة

الأضرحة معتقدا اعتقادا راسخا أن حل مشاكله بأيدي هؤلاء الموتى ، و هذا الصنف من الجهلة يقعون في الشرك الأكبر ، أما عقلاء القوم الذين لا يجعلون لله أندادا  فلا أحد منهم يجزم في صلاح هؤلاء الموتى ،  لأن خفايا الأمور لا يعلمها إلا الله ، و لا ندري في أي من الخلق يجعل الله ولايته ، و إن علمناها افتراضا فليس الولي الصالح إلا بشر لا يملك لنفسه فبالأحرى لغيره نفعا و لا ضرا ، لأن ناصية الخلق بيد الخالق وحده لا شريك له ، فهو المحيي و المميت و هو العاطي و المانع ، و هو المبتلي و الشافي ، و لا أحد من الخلق يشاركه في حكمه و قدرته و إرادته ، لذلك وجب على المسلم المؤمن أن يكون اعتقاده صادقا في خالقه دون غيره ، 

و لنا في وصايا الرسول صلى الله عليه و سلم المنهاج المنير الذي لا يضل من استنار به ، فقد أوصى صلى الله عليه وسلم ابن عمه ابن عباس قائلا : 

《 إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف 》

(رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح) .

فمتى نصفي عقيدتنا و نزيل عنها هذه الشوائب التي لا

تزيدنا إلا جهلا و تخلفا و تجعل غير المسلم ينظر إلى

الإسلام نظرة دونية و هو يرى مثل هذه التصرفات الغير المنطقية التي تصدر من بعض الجهلة من المسلمين الذين يعتقدون أن صاحب الضريح يتوسط لهم في قضاء ما يريدونه ، بل قد يقدسونه حد الألوهية ، و الأدهى و الأمر عندما يصدر هذا الشرك الممقوت ، ممن يعتبرون أنفسهم متحضرين و مثقفين ، و هذه هي الطامة الكبرى . 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق