قرارات مجهولة العواقب

                 قرارات مجهولة العواقب


            و أنا أتصفح عناوين الأخبار و الأحداث على موقع هسبريس ، أثارني خبر مفاده أن الشركة البريطانية المصنعة للقاح أسترازينيكا المعد خصيصا للحماية ضد فيروس كورونا ، أعلنت مؤخرا سحب هذا اللقاح نظرا لما اكتشفه الخبراء في هذا المجال من مضاعفات جانبية خطيرة بسبب اللقاح المذكور .

و في خبر آخر في نفس الموقع ، أن أستاذة جامعية مغربية قد رفعت دعوى قضائية لدى المحكمة الإدارية بالرباط ضد وزارة الصحة و الحماية الاجتماعية بسبب تعرضها لمضاعفات صحية بسبب لقاح أسترازينيكا أدى إلى شلل دائم ، و طالبت التعويض عما لحقها من أضرار صحية و تعويضها كذلك عما أنفقته من أموال لاسترجاع عافيتها ، و حسب ما ورد في الخبر ، فقد أنصفتها المحكمة ، و لو كانت دعواها مجانبة للصواب ما قبلت و لا تم إنصافها ، و لأثبتت لها بالمقابل أن لا علاقة للقاح أسترازينيكا بمرضها ، و رغم ذلك فقد تم استئناف الدعوة من قبل الوزارة لدى محكمة الاستئناف في انتظار ما يصدر عن هذه الأخيرة .

لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل من قرأ هذه الأخبار هو ما مصير الملايين من المواطنين الذين لقحوا

بأسترازينيكا و قد اتضح الآن من طرف المصنعين أن اللقاح غير سليم مائة بالمائة ، و أقروا صراحة أن له

مضاعفات على صحة الملقحين به ؟ فربما هناك أناس

أصيبوا بمضاعفات هذا اللقاح ، و لا علم لهم أن ما أصابهم هو بسببه و إن علموا فهم لا حول لهم و لا قوة  لمواجهة الوزارة نظرا لجهلهم بالقانون و نظرا كذلك لضيق اليد . 

و السؤال الأهم هو لماذا ألحت و أصرت وزارة الصحة على المواطنين تلقيحهم قبل أن تتأكد تماما من سلامة اللقاح ، بل أجبرتهم على الإقبال عليه و الحصول على بطاقة التلقيح التي بموجبها يسمح لهم بالتنقل و قضاء الأغراض الإدارية ، في حين يمنع المواطن الغير الملقح و الذي طبعا ليس لديه بطاقة التلقيح من السفر و غيره من الأغراض التي تتطلب امتلاك بطاقة التلقيح ، و لعل هذا ما دفع الكثيرين إلى الإقبال على التلقيح رغم تخوفهم و عدم اقتناعهم .

إذن ما العمل الآن و قد جعلت الأخبار المتداولة الخوف يدب في نفوس الملقحين بأسترازينيكا ، الخوف مما قد يحصل لذواتهم إن عاجلا أو آجلا ، و هل فكرت الوزارة في علاج ناجع لتلك المضاعفات حتى تبعث بعض الاطمئنان في نفوس المواطنين ، أو أنها ستتفادى إثارة الموضوع و تتركهم يواجهون مصائرهم و قدرهم الذي لم يختاروه بل أجبروا عليه ؟؟؟ .   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق