موتوا بغيضكم

                         موتوا بغيضكم


          عرفت الكوميديا العربية مؤخرا نوعا من الركود بحيث أصبحت المسرحيات الكوميدية و السكيتشات الفكاهية لا تضحك أحدا بل بالعكس عرفت نفورا 

و تقززا من لدن المشاهدين ، و لكن في السنوات الخمس الأخيرة ظهرت للوجود كوميديا جديدة مخالفة للمألوف ، فكاهة من نوع آخر ، أبهرت العالم كله عربه 

و عجمه تجمع بين الجهل و الأمية و الغباء و الكذب 

و الهرطقة ، برع فيها مهرج بليد اسمه عبد المجيد تبون و بعض الجهلة من وزرائه و أتباعه المطبلين له ، فأصبح الناس في كل بقاع العالم يتربصون بوسائل الإعلام أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي عساهم يسمعون طرفة مضحكة أو كذبة مفترية أو هرطقة من هرطقات الرئيس ، خصوصا و أنه لم يسبق  لتاريخ البشرية أن عرف رئيسا  بهذا الحمق و الجهل و الطرهات التي تنفجر لها بطون الناس ضحكا ، و العجيب في موهبة هذا الرئيس البهلوان أنها تتطور يوما بعد يوم حتى وصلت حد الحمق و الجنون ، فهي بقدر ما  تضحك ، أصبحت تؤلم و تثير التقزز لأنها تصدر من الرئيس الذي لا تسمح له مكانته أن يكون على هذه الشاكلة الغريبة في عصر فيه من الوسائل التكنولوجية المتطورة ما يفضح كل الأكاذيب و الافتراءات ، و وصل وعي الناس مستوى لم يعد فيه للخرافات أي تصديق .

سنكتفي هنا بإحدى الخرجات التهريجية البلهاء التي

تدل دلالة قاطعة أن قائلها يجب فورا تنحيه عن السلطة

و إدخاله مصحة الأمراض العقلية لعل هذه الأخيرة تجد

له دواءا ناجعا أو مهدئا على الأقل ، قال رئيسهم المفدى 

أنه سيعمل على استصلاح مئة ألف هكتار من الأرض لزراعة غبرة الحليب ، لتحقيق الاكتفاء الذاتي ، و حتى لا يقف المواطنون في طوابير طويلة لاقتناء هذه المادة الغذائية الضرورية ، إذن بعد هذا المشروع الخيالي الوهمي ، سيستغني الناس عن تربية الحيوانات الحلوب ما دام الحليب يزرع ، رأيتم الذكاء الوقاد و الفطنة الراجحة التي يتمتع بها هذا التافه ، هذه واحدة فقط 

و غيرها كثير لا يتسع المقال لذكرها ، لهذا أظنها كافية ليعلم الجميع مع من حشرنا الله في الجوار ، فكيف ترتجي من مثل هذا الأمي أن يسوس دولة و هو لا يملك أدنى مقومات الديبلوماسية السياسية ، و ليتفادى انفجار الشعب الذي يعاني التخلف في جميع القطاعات ، فقد اختلق سيرا على نهج سابقيه من الكبرانات الكراغلة قضية الصحراء المغربية ليغرس الحقد في نفوس مواطنيه اتجاه جارهم و الأهم أن يجعلها ذريعة يتلهون بها  فتنسيهم ما هم فيه من ويلات ، و بذلك يستغل الكابرنات الأميون خيرات البلاد دون أن يحاسبهم أحد .

و لعل هذا ما جعلهم يقعون في أخطاء ديبلوماسية ، 

فهم يخبطون خبط عشواء في كل الأمور حتى أضحوا أضحوكة العالم ، و خير دليل ما وقع مؤخرا في مجال الرياضة بحيث امتنع فريق العاصمة الجزائر خوض مباراة في كرة القدم ضد فريق نهضة بركان المغربي لا لشيء و إنما اعتراضا على خريطة المغرب المرسومة على قمصان فريق النهضة ، لهذا الحد بلغ بهم الحقد 

و الحماقة و البلادة ، و هذا فقط غيض من فيض و لو وقفنا على سلوكات أخرى لنفذ مداد القلم دون أن نلم بها .

لهذا قلت أننا نستمتع و ننفجر ضحكا كلما نطق هؤلاء المهرجون ، و لهذا السبب لقيت خرجاتهم إقبالا من لدن المهمومين و المغمومين للترويح عنهم ، و يتمنى الناس في قرارة أنفسهم أن يبقى الكراغلة على رأس الحكومة البلهاء لفترة طويلة ليسمعوا المزيد من الهرطقات المضحكة التي لم يسبق لأحد من الحمقى  قبلهم أن خرج بمثلها ، بل حتى المجانين يستحيون أن يأتوها .

ختاما أنصح كل إنسان أينما كان ، إذا أراد أن يروح عن

نفسه ، فما عليه إلا أن يشاهد في وسائل الإعلام أو في مواقع التواصل خرجات عبد المجيد تبون و كراغلته ليستمتع و يضحك و يتأكد في الوقت نفسه من كل أنواع الخساسة التي تملأ نفوسهم اتجاه جار مسلم طالما قدم لهم يد العون إبان الاستعمار و بعده ،

و لكن للأسف الشديد فقد صدق المتنبي حين قال :

   إذا أنت أكرمت الكريم ملكته

                  و إن أنت أكرمت اللئيم تمردا

و  لكن مع تنامي هذه الهرطقات البعيدة كل البعد عن المنطق ، لم تعد مؤخرا تضحك و إنما أضحت تؤلم  

و تتقزز النفس لسماعها لأن هذا المستوى من الحمق لا يصدقه العقل السليم و لا يمكن أن يصدر من رئيس دولة ، و ممن حوله من الكبرنات لولا  الجهل و الأمية 

و الخساسة و الحقد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق