قتلة الأنبياء
ملاحظة :
في أحد أيام رمضان المبارك ، بين صلاة العصر و وقت الإيذان بالإفطار ، استلقيت أمام التلفاز دون نية التفرج عليه ، إذ ليس فيه ما يغري بالمشاهدة ، إلا قناة واحدة و وحيدة التي تنقل عن كثب صور
و مشاهد الإبادة الشرسة التي يتعرض لها إخواننا الفلسطينيون من قبل الصهاينة و أعوانهم ، تأثرت
و تألمت من جديد ، لأنها ليست المرة الأولى ،فقد اعتدنا كل يوم على هذه المجازر الوحشية ، حينها راودني حماس للكتابة ، كان مبعثه ذلك الحزن الذي شعرت به في تلك اللحظة ، و الذي خرج عبر زفرات و غصص ترجمت في الجملة الأولى ، و تلتها جمل أخرى ،
و هكذا طفقت أقول و أكتب ، و مادامت الجملة الأولى تنتهي بكلمة اليهود ، فقد ارتأيت أن تكون أواخر الجمل التي تأتي بعدها سجعا تنتهي بالواو و الدال على غرارها ، و لا أدري كيف وجدت في نفسي ميلا لجعلها كلها كذلك من حيث الشكل كأنها شعر منثور ، أما مضمونها فكله ألم و حسرة تمزق الأحشاء من الداخل ، كما أن قراءتها تستوجب جزم أواخرها تجاوزا للضوابط الإعرابية المعروفة ، لعل القارئ يجد في ارتجالها جرسا موسيقيا محزنا أليما .
قتلة الأنبياء
بعد التشردم و التشرد تكتل اليهود ،
و تقوى لديهم بدعم من الغرب النفوذ ،
اجتمعت لهم من المشردين وفود ،
فأصبح لهم وجود من غير وجود ،
كونوا جيشا من كل مرتزق حقود ،
طغوا و تعدوا الحدود ،
تجبروا و نقضوا الوعود ،
ورثوا الكفر عن عاد و ثمود ،
و عن السبتيين أرباب الجحود ،
تبنى حركتهم حزب الليكود ،
و لأجل أن يكون لكيانهم وجود ،
جعلوا الأقصى هدفهم المنشود
فجسدوا قصة أصحاب الأخدود ،
قتلوا الوالدة و وأدوا المولود ،
و آسروا عددا غير محدود ،
يتموا أبرياء في سن الورود ،
أحرقوا الشجر الأخضر و العود ،
و دنسوا مواضع السجود ،
و الملأ على إبادتهم شهود ،
و العرب على كثرتهم كالدود ،
أصابهم اللهو بالبرود ،
و أضحوا عن النصرة قعود ،
على شعوبهم يزأرون كالأسود ،
و أمام أسيادهم كالقرود ،
رأيهم في المحافل مردود ،
و تحركهم مراقب مرصود ،
باعوا الذمم و خانوا العهود ،
لأن المنصب عندهم معبود ،
قست قلوبهم فهي كالجلمود ،
لا يبذلون للنصرة أي مجهود ،
حتى معبر الدعم بابه موصود ،
فلا أمل منهم غير الصدود ،
هم أعدى من العدو اللدود ،
إذ لا شيء في طبعهم محمود ،
خنوع و تطبع و جمود ،
لا يقوون على المجابهة و الصمود ،
الجبن و الخذلان فيهم معهود
فلا عربي مؤازر بأخيه معضود ،
و لا أمل في جمع كلمتهم معقود ،
كبلهم الغرب المتصهين بالقيود ،
و زين إليهم المجون و الشذوذ ،
شباب لا في الذكور و لا في الإناث معدود ،
صرفته المخدرات و التفاهة عن المقصود ،
حتى باتوا لا يرعون لله حدود ،
فزادهم الله ركودا على ركود ،
فكيف لمن هذا حاله أن يسود ،
ما لم يعتصم بحبل الله المشدود .
يا مالك الملك يا ودود ،
يا من إليه الأمر كله يعود ،
عجل بالنصر الموعود ،
فالقدس بك يستغيث و يلوذ ،
طهر بيتك من دنس اليهود ،
هذا كف التضرع إليك ممدود ،
و الواقف ببابك غير مطرود ،
و دعاء المظلوم غير مردود ،
أنت أهل للكرم و الجود ،
امحق اليهود من الوجود ،
و اصلهم نارا ذات الوقود ،
هم و أعوانهم فيها خلود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق