كيف للنفس أن تبتهج ؟؟؟ !!!
■ لا يكاد يمر يوم دون أن نسمع خبرا محزنا حتى بتنا معتادين على الحزن و الألم كأنهما أمران مألوفان ، و لعل توالي هذه الأخبار المؤلمة أمات فينا نوازع الحب ، و استبلد ضمائرنا ، فدب اليأس و القنوط في نفوسنا إلى درجة أننا فقدنا الأمل في سماع ما يفرح النفس و يبهجها .
● كيف للنفس الأبية أن تبتهج و هي ترى الأبرياء يبادون بوحشية في فلسطين من قبل الصهاينة الملاعين ، و ما يعمق الحزن و يدعو للإستغراب أنهم مدعومون من حلفائهم الأمريكان و من والاهم ، و العالم العربي الإسلامي الذي من المفروض أن ينتصر لإخوانه منشغل باللهو و المجون غير مبال بما يلحقهم من أذى .
● كيف للنفس الحرة أن تبتهج و هي ترى الشوارع
و الأزقة تعج بالمتسولين و المشردين والمختلين عقليا ، دون أن نوفر لهم ملاجئ تأويهم و تعتني بهم . ● كيف للنفس البريئة أن تبتهج و هي ترى الشباب في مقتبل العمر يتعاطون للمخدرات ، و مشرملين مدججين بالأسلحة البيضاء ، يعترضون سبيل المارة ليسلبونهم متاعهم و قد يمتد الأمر إلى القتل أحيانا .
● كيف للنفس الكريمة أن تبتهج و هي ترى التافهين
مبجلين و منعمين لا لشيء و إنما لأنهم تجردوا من كل معاني الإنسانية و جعلوا التفاهة شعارا لهم في الحياة
و وجدوا من يدعمهم و يمدهم في سفاهتهم يعمهون .
● كيف للنفس الغيورة أن تبتهج و هي ترى تعليمها
قد تذيل لائحة التصنيف العالمي .
● كيف للنفس الطيبةأن تبتهج و هي ترى الإهمال
و عدم المبالاة في المستشفيات و قلة التجهيزات الضرورية مما لا يبعث الاطمئنان على الصحة .
● كيف للنفس الرحيمة أن تبتهج و هي ترى المستضعفين من المواطنين مهمشين تداس حقوقهم المشروعة ، و تهان كرامتهم .
● كيف للنفس المتزنة أن تبتهج و هي ترى الأموال الطائلة تنفق على توافه الأمور ، في حين أن هناك أولويات و ضروريات تعاني من التهميش و الإقصاء ، علما أنها هي الدعامات الأساس لتقدم البلد و رقيه .
● باختصار كيف للنفس الشريفة حاملة الضمير الحي أن تبتهج و يصفو عيشها و هي ترى الفساد قد عم جميع القطاعات .
■ إن هذه النفس الأبية ، الحرة ، الطيبة ، البريئة، الرحيمة، الشريفة ، الغيورة ، تعيش أتعس أيامها و لا يرغد لها عيش ما دامت ترى كل هذه الجراح ، التي من المستبعد أن تلتئم في ظل هذه الظروف .
فصبرا و احتسابا لكل من يحمل ضميرا حيا يعذبه أكثر مما يسعده .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق