⚫ يوميات عزيزة الخادمة ⚫
أصبت باليتم و ذقت مرارته صغيرة ، فقد مات والدي قبل ولادتي بشهرين ، و لا أعرف عنه شيئا إلا ما كانت أمي تحكي عنه و أنا أتأمل صوره التي لم يترك لنا غيرها ، فقد كان رحمه الله يعمل أجيرا في إحدى الضيعات المجاورة للقرية ، فشاءت حكمة الله أن تختطفه يد المنون و هو في ريعان شبابه إذ انهار عليه سقف الزريبة التي كان يتناول فيها غذاءه و يقضي بها وقت القيلولة . و بعد تلك الفاجعة ، لم تجد أمي معيلا لها فكان لزاما عليها أن تأخذني إلى بيت أبويها إذ لا ملاد لنا غيرهما .
و هناك ترعرعت بين أحضان جدي و جدتي العجوزين ، أساعدهما قدر ما يسمح به سني
و أرافق أمي في البحث عن لقمة العيش بين أهالي القرية المزارعين الطيبين ، الذين كانوا لا يبخلون علينا بما تجود به عليهم الأرض من خيراتها ، كنا نساعدهم في جميع الأعمال سواء داخل البيوت أو في المزارع ، و رغم التعب الذي يلحقنا من كثرة المشاغل إلا أننا عشنا حياة بسيطة هادئة لا يكدر صفوها أحيانا إلا تذكر والدي ، فكثيرا ما كنت استشعر حزن أمي على فقده و هي تكابر على ألا تبديه لنا و لكن دموعها تفشي أسرار الترمل الذي اكتوت بناره و هي في مقتبل عمرها ، فكل الأماني التي كانت تبنيها في خيالها انهارت أمامها في رمشة عين ، و أصبح أملها الوحيد أن تراني سعيدة ، و لذلك سعت جاهدة أن تحقق في ما لم تسعفها الظروف في تحقيقه لنفسها ، و رغم أن أمي لم يسبق لها أن ارتادت المدرسة إلا أنها كانت امرأة فاضلة يضرب بها المثل في العفة و الكرامة
و حسن المعاملة ، كما كانت بارعة في الطبخ
و سائر الأعمال المنزلية ، حتى أصبح أهل القرية لا يستطعون الاستغناء عن خدماتها في أفراحهم
و أتراحهم و قد ورثت عنها هذه الخصال ما عدا الطبخ .
كم كانت فرحتي كبيرة يوم التحقت بالمدرسة كسائر أبناء و بنات القرية ، فقد أقبلت على الدراسة إقبال الظمآن على الماء و تفوقت تفوقا استرعى انتباه الجميع و ما هي إلا ست سنوات حتى نلت شهادة الدروس الابتدائية بأعلى معدل في مجموعاتنا المدرسية ، و صرت حديث القرويين يتسامرون في مجامعهم عن تفوقي و ذكائي ، ولكن بقدر ما فرحت أمي بهذه النتيجة التي رفعت رأسها أمام أهالي القرية بقدر ما أضحت تفكر في صعوبة انتقالي إلى المدينة لمتابعة الدراسة ، و لعل خوفها علي ، نغص عليها فرحة النجاح ، لذلك قضينا تلك العطلة الصيفية في البحث عن أسهل حل و أيسر سبيل حتى أتمكن من الدراسة في ظروف مواتية ، فما كان منها إلا أن فاجأتني يوما بقرارها القاضي بانتقالنا سويا الى المدينة لتكون قريبة مني ، إذ لا تستطيع أن تتركني بمفردي في تلك السن و في مدينة تبعد عنا سبعين ميلا ، سيما
و أنها تسمع الكثير عن الجرائم في المدينة و عن فساد أخلاق أبنائها .
جمعنا أمتعتنا البسيطة و كل ما قد نحتاجه في مقامنا الجديد و توجهنا صوب المدينة ، و لا أخفي أنني أكاد حينها أطير من الفرحة لأنها المرة الأولى التي سأزور فيها مدينة و لكنها فرحة مشوبة بالخوف و الحذر من المجهول الذي يتربص بنا .
بحثنا عن مسكن متواضع قدر استطاعتنا فلم نجده إلا بعد عناء كبير و جهد جهيد ، غرفة واحدة
و مرحاض مجاور لها في سطح إحدى العمارات .
قدمت أمي لصاحب الغرفة مقدم الكراء ، و اشترت لنا من أحد الأسواق الشعبية بعض المؤن الضرورية .
في صباح اليوم الموالي رافقتني الى الاعدادية حيث أدينا للإدارة واجب التسجيل و أدلينا بالوثائق المطلوبة ، و انصرفنا نبحث عمن يبيع الكتب المستعملة لنقتني منه مقرر السنة الأولى إعدادي ، وجدنا بعضها هنا و هناك ، جمعتها
و وضعتها في محفظة كنت قد أخذتها عن صديقة لي في القرية ، و شرعت أتصفح الكتب واحدا تلوى الآخر و أنا في أشد الشوق لبداية الموسم الجديد ، غير أن بعض هذا الحماس يطفئه حينا تفكيري في معاناة أمي معي و أحيانا أخرى يزيدني إصرارا في التحصيل الجيد ، فرغم صغر سني فأنا أشعر بما في نفسها من آمال ، و لعله الحافز الأساسي في إقبالي على الدرس بكل حزم و عزم .
في صباح اليوم الأول ، استيقظت أمي باكرا ،
و أدت فرض ربها و جلست هنيهة كعادتها تسأل الله سبحانه و تعالى أن ييسر أمورها و أن يوفقني في دراستي و أن يحقق لها ما تقر به عينها ،
بعد ذلك حضرت الفطور و هي تتمتم بما علق في ذاكرتها من أدعية و توسلات ، حينها أيقظتني ظنا منها أنني ما زلت نائمة ، نهضت على التو ، غسلت يداي و وجهي و تناولت فطوري الذي لا يزيد عن قطعة خبز و كأس شاي ثم ارتديت ملابسي المتواضعة و قبلت رأس أمي التي ما انفكت تدعو لي بالنجاح و تنصحني نصائحها المعتادة .
و انطلقت نحو الإعدادية كغيري من التلميذات
و التلاميذ .
مر أسبوع كامل على بداية الدراسة ، و في مساء اليوم الثامن و بينما أنا منهمكة في إنجاز بعض التمارين ، اقتربت مني أمي و ربتت بيدها على كتفي مبتسمة ابتسامة تخفي ما تخفي من أسرار ، و أخبرتني أنها وجدت عملا في بيت أحد أشقياء المدينة عفوا أثرياء المدينة ، و لو أن الأجر زهيد ستضطر للعمل ريثما تجد من يزودها الأجر خصوصا و أنها البداية ، فهي تحتاج لوقت حتى يتأكد الناس من أخلاقها و مهارتها و يذاع صيتها في المدينة كما ذاع في القرية .
كان لكلامها وقع كبير على النفس ، نظرت إليها نظرة المشفق لحالها و ارتميت في أحضانها
و الدموع تهمي ساخنة من مقلتي .
أخرجت أمي من جيب فستانها أحد مفتاحي الغرفة
و ناولتني إياه ، لأتمكن من ولوج الغرفة أثناء غيابها .
التحقت أمي بعملها الجديد في بيت أحد الأغبياء عفوا الأغنياء ، و صرنا لا نلتقي إلا عند حلول المساء ، و قد اعتدت بعد إنجاز الواجبات المدرسية
و تناول العشاء الذي غالبا ما يكون مما تبقى من وجبة الغذاء ، أن أستلقي بجانب أمي و أضع رأسي على صدرها حيث الحب الصادق و العطف الدافق ، أشعر بالطمأنينة و هي تضمني إليها و تمرر أصابعها بين خصلات شعري ، مما يشجعني أن أحكي لها بكل براءة تفاصيل يومي و ما حققته من تفوق ،
و لا أكاد أكمل كلامي حتى أجدها قد غطت في نوم عميق من شدة التعب .
و هكذا على نفس الوتيرة مرت الأيام و الشهور
و السنين ، فكنا أنا و أمي خلال العطل الصيفية نقضي بضعة أيام في القرية نصل الرحم بجدي
و جدتي ، و نزور الجيران و الأحبة ، ثم نعود أدراجنا إلى المدينة لتلتحق أمي بعملها ، حتى السنة الثالثة حيث اجتزت إمتحان نهاية الدروس الإعدادية بكل ثقة في النفس ، و قبل أن تعلن النتائج أخبرني بعض الأساتذة بالمفاجأة التي كنت حقا أتوقعها و هو أنني حزت المرتبة الأولى بنقطة مشرفة جدا ، فما كدت أسمعها حتى انطلقت أعدو نحو البيت لأنقل الخبر السار إلى أمي الغالية ،
صعدت الدرج بخطى سريعة فألفيت باب الغرفة مفتوحا على مصراعيه ، دلفت الى الداخل
و اندهشت مما رأيت ، إذ وجدت أمي تتوسط الغرفة و قد لبست أفخر ثيابها و علامات الانشراح بادية على محياها ، و أمامها مائدة عليها بعض أنواع المشروبات و الحلوى التي لم يسبق لنا أن تناولناها ، فتبادر إلى ذهني للوهلة الأولى أن أحدا سبقني و أخبرها بالنتيجة ، و لكن تبين لي أن سبب انشراحها شيء آخر ، فما كان مني إلا أن أضفت له خبر نجاحي بامتياز ، فارتمت علي بكامل ثقلها تقبلني في كل مكان و قد اختلط عندها الضحك بالبكاء ، و لم تسع أمي الغرفة و لا سطح العمارة على شساعته للتعبير عن فرحتها و شكرها لله الذي جعل فرحتها فرحتين ، كل ذلك و أنا في حيرة من أمري أنتظرها لتهدأ و تخبرني عن سر سعادتها التي لا علم لي بها .
طلبت مني أولا أن أتناول بعض الذي أحضرته
و لسانها لا يفتر عن الحمد و الشكر ، صلينا صلاة العشاء ، و انزوينا إلى ركن الغرفة المخصص للنوم و كالعادة وضعت رأسي في حضنها و سألتها عن سر هذا التصرف المفاجئ وهذا الانشراح الذي لم أعهده فيها منذ غادرنا القرية ، عندها أفصحت عن أمور كثيرة كانت تتعمد ألا تطلعني عليها رأفة بي حتى لا يشغلني ذلك عن الدراسة ، فقالت :
" الآن يا فلذة كبدي و قد بلغت سن النضج ، سأحدثك عن سبب فرحتي هذا اليوم و إن كانت فرحة نجاحك أكبر عندي من أي شيء آخر في هذه الدنيا ، و لكن قبل ذلك سأطلعك على كل ما عانيته منذ وصولنا إلى هذه المدينة و الذي تكتمت عليه رأفة بك ، و تجملت بالصبر حتى لا يكون لذلك تأثير على مردوديتك في الدرس و التحصيل .
لقد كنت أظن أنني سأجد في أهل المدينة ما وجدته في أهل القرية ، و لكن شتان بين هؤلاء
و أولئك ، فأغلب الذين عملت عندهم كخادمة رغم تفاني في خدمتهم بكل صدق و وفاء لا يعيرونني أدنى قدر من الاحترام و كأني أمة ابتاعوها في سوق النخاسة ، فكان لا يطول بي المقام في بيت حتى أغادره إلى آخر حفاظا على كرامتي و عزة نفسي التي لا ترضى الهوان و لا تقبل أن يعفر كبرياؤها في التراب .
بعضهم يا بنتي يفرض علي العمل طول اليوم مقابل أجر زهيد قد لا يتعدى في أحسن الأحوال خمسين درهما في اليوم ، و لا يقبلون أن آكل إلا مما فضل عليهم من فتات موائدهم ، و بعضهم يوثرون كلبهم علي فيقدمون له كل الطعام و لا يبالون بالجوع الذي يمزق أحشائي طول النهار ، و آخرون لا يهنأ لهم بال إلا إذا رأوني أعمل ، فإذا بلغ مني العياء مبلغه و جلست أستريح لبضع دقائق ، تراهم ينظرون إلي بعين السخط و الإزدراء و يطلبون مني القيام بعمل ما حتى لا أجد للراحة سبيلا ، بل منهم من يطلب ذلك بالشتم و القذف ، هذا إذا لم يكن رب البيت ( الحاج ) سفيها مارقا فيراودني عن نفسي كلما وجد لذلك فرصة ، لهذا يا بنتي كنت أتنقل من بيت لآخر لعل الحظ يجمعني بأسرة صالحة متفهمة تقدر عمل الخادمة و تشفق لحالها ، و كنت أسأل الله ذلك عقب كل صلاة و قد استجاب لي حمدا له و شكرا إذ وجدت صدفة بالأمس عملا لدى زوجين فرنسيين مقيمين بالمدينة ، و العجيب في أمرهما أنهما يتكلمان العامية المغربية بطلاقة ، فحكيت لهما عن ظروفنا و ما أعانيه من سوء المعاملة في بيوت الأثرياء السفهاء من بني جلدتنا ، فأثر ذلك فيهما تأثيرا بالغا ، فأخذاني معهما في سيارتهما الى البيت وكنت خلال الطريق أحدثتهما عنك و عن سلوكك و فطنتك ، فأعجبا بما ذكرته عنك ، و طلبا مني أن آخذك معي و نعيش معهما في نفس البيت ما دام ليس لهما أولاد ، على أن أقوم بخدمتهما مقابل مائة درهم يوميا و هو الأجر الذي لم أكن أحلم به يوما ، عند وصولنا أخذتني السيدة ( كاترين ) من يدي
و طافت بي أرجاء البيت الواسع و أطلعتني على كل ركن من أركانه ، أما السيد ( فيليب ) فقد أخرج من حافظة نقوده ألف درهم و ناولني إياها كمساعدة ، و تم الإتفاق على الانتقال للعيش معهما ابتداء من الغذ .
شكرتهما و خرجت من بيتهما و أنا أدعو الله الذي فتح هذا الباب أن يوفقك في دراستك ، فأتيت مسرعة نحو الغرفة لأبلغك بهذا الخبر السار ،
و أعددت لك هذه المفاجأة ، فإذا أنت كذلك تزفين لي بشرى نجاحك ، فأقترنت فرحتي الصغرى بفرحتك الكبرى و تفتحت أمامي كل معاني الحياة ، هذا كل ما في الأمر يا حبيبتي ، و الآن نامي نوما هادئا لنستيقظ باكرا و نجمع أمتعتنا و نذهب الى بيت الزوجين الكريمين ، فهما في شوق لرؤيتك ".
كنت أستمع إلى كلام أمي و أرسم في مخيلتي صورا للزوجين الفرنسيين و حسن معاملتهما
و كرمهما و صورة البيت الفسيح الذي وصفته لي ،
و أصابني تلك الليلة أرق لم أشهده من قبل ، بت أفكر في كل كلمة قالتها أمي و أستغرب كيف جمعها الحظ بل قدرة الله و حكمته بهذين الزوجين الكريمين ، فوجدتني أقارن بين سلوك أثرياء المسلمين الذين عملت لديهم أمي و سلوك هذه الأسرة الغير المسلمة ، فلم أجد مجالا للمقارنة .
قمنا لصلاتي الفجر و الصبح و تناولنا ما بقي من مشروبات و حلويات الأمس ، و شرعنا في جمع الأمتعة ، و لم تكد تصل الساعة الثامنة حتى كنا قد أنهينا كل شيء ، حملنا الأمتعة المتواضعة على العربة و قصدنا إقامتنا الجديدة .
توقفت العربة أمام البيت ، و إذا بالسيد ( فيليب ) يفتح الباب مبتسما و يستقبلنا بحفاوة ، و لم يكتف بذلك بل ساعدنا في نقل الأمتعة إلى الداخل في الوقت الذي كانت فيه زوجته ( كاترين ) تشير إلى مكان وضعها ، و حقيقة الأمر أننا لم نكن في حاجة إليها ، فالبيت مجهز بأحدث التجهيزات مما استوجب إيداع تلك الخردوات في غرفة ثانوية بحديقة المنزل .
أدخلتنا صاحبة البيت غرفة الجلوس ، و قد زينت مائدتها بأنواع العصائر و الفطائر ، و انضم الزوج إلينا ، فتحلقنا الأربعة حول المائدة و كأننا أفراد أسرة واحدة ، و هي اللحظة التي انتابني فيها إحساس غريب امتزجت فيه الدهشة بالإعجاب ،
و خضنا في أحاديث كثيرة ، كان جلها يصب في طرق التعامل و برامج الأعمال اليومية .
قامت السيدة ( كاترين ) و دلتنا على غرفة نومنا ، فما أن فتحت الباب حتى وقفنا مشدوهين ، إذ لم نكن نتوقع أن تكون غرفتنا بذلك الأثاث الفاخر ، غرفة واسعة بها سريران جديدان بينهما منضدة من خشب لماع ،عليها مزهرية أزهارها مختلفة الألوان ، و في سقفها مروحة كبيرة ، و إلى الحائط المقابل للسريرين صوان كبير من نفس نوع خشب المنضدة ، و في أحد أركان الغرفة باب يحجب خلفه حماما و مرحاضا مجهزين بالضروريات
و الكماليات ، عندها استدارت نحونا ( كاتي ) كما يناديها زوجها دلعا و تحببا ، و قالت و هي تستشعر دهشتنا :
" هذه غرفة النوم الخاصة بكما ، خذا لكما حماما ساخنا و استريحا لبقية اليوم ، و بعدها استعدا للخروج معنا ، فقد جرت العادة عندنا كل ليلة سبت أن نتناول العشاء في أحد مطاعم المدينة " .
استحممنا و تخلصنا من العرق الذي نضح من أجسامنا أثناء العمل ثم استلقى كل منا على سريره و أساريرنا تترجم ما يختلج القلوب من سعادة .
عند اقتراب موعد الخروج ، ارتدينا أجمل ثيابنا ،
و ذهبنا جميعا حيث قضينا وقتا مطولا يعجز اللسان عن وصف متعته .
في صباح الغذ ، استيقظت أنا و أمي فجرا ، أدينا صلاة الصبح دون أن نزعجهما ، عدت بعد ذلك الى سريري أتلو ما تيسر من القرآن الكريم في حين اتجهت أمي مسرعة نحو المطبخ ، و ما كان تلهفها على تحضير وجبة الفطور إلا لإظهار موهبتها في الطهي و إبراز قدراتها في العمل .
و فعلا تحقق لها ذلك إذ تعجب الزوجان مما حضرت لنا أمي ، فأقبلا على الأكل بنهم و كأنهما يتذوقان هذه المستحضرات لأول مرة ، لم تجد السيدة ( كاتي ) و زوجها بدا من أن يشكراها
و ينوها ببراعتها .
انفض الجمع عن المائدة و عادت أمي إلى مطبخها تمشي مشية الحازم المجد بينما أخرج الزوج سيارته من المرأب و نادى علي و على زوجته ، لبيت النداء و ركبت في المقعد الخلفي من السيارة ، التي انطلقت تجوب شوارع المدينة دون أن أعلم مسبقا وجهتها المقصودة ، و ما هي إلا لحظات قليلة حتى توقفت أمام متجر كبير لبيع الملابس .
أمسكتني السيدة من يدي و دخلنا المتجر ، كانت كل معروضاته تغري الناظر إليها ، حينها فاجأني السيد ( فيليب ) بما لم يرد بتاتا في حسباني ، إذ طلب مني أن أختار من الملابس ما يلائم ذوقي ،
انتابني الشعور بالخجل ، و قررت ألا أكثر عليهم
فاخترت قميصا صيفيا محتشما و تراجعت إلى الوراء ، تدخلت الزوجة و قد لاحظت خجلي وعفتي فاقتنت لي قميصا من لون مغاير
و سروالين من النوع الفاخر و جزمة و بعض الملابس الداخلية ، أدى الزوج ثمن المشتريات
و خرجنا من متجر الملابس لندخل إلى متجر مخصص لبيع الهواتف النقالة ، و اختار السيد ( فيليب ) هاتفا خلويا و عبأه ببطاقة الاتصالات الهاتفية و وضعه في جيبه ، و انطلقنا عائدين إلى البيت ، لنجد أمي و قد حضرت لنا وجبة الغذاء .
فرحت أمي فرحا كبيرا و هي تتفحص ملابسي الجديدة و شكرت الزوجين على كرمهما و سخائهما.
و قامت على الفور و أحضرت الأطباق التي أعدتها لنا ، فسر الزوجان غاية السرور و هما يتساءلان عن كيفية إعداد مثل هذه الأطباق اللذيذة ، فكانت أمي تقدم الشروحات بكل تواضع و حياء و كأنها أستاذ
يعلم تلامذته ، و هو الأمر الذي جعل الزوجان يسلمانها زمام تدبير شؤون المطبخ بكل حرية ،
و اقتصر دورهما على إحضار ما تطلبه أمي من خضر و فواكه ، و بينما نحن كذلك قام الزوج
و أحضر حاسوبا محمولا و أخرج من جيبه الهاتف الخلوي ، و قال :
" هذا -- مشيرا للهاتف -- هدية لك أيتها الطاهية البارعة ، لنتمكن من الاتصال ببعضنا البعض متى استوجبت الظروف ذلك . أما الحاسوب فهو هدية لابنتي زينب مكافأة لها على تفوقها و تشجيعا لها على طلب العلم و الاستزادة منه ".
حينها لم تتمالك أمي نفسها و ارتمت عليهما تقبلهما
و تشكر لهما حسن صنيعهما و كذلك فعلت أنا و مما زاد من حبي لهما و تعلقي بهما كلمة * ابنتي* التي لم أسمعها من رجل قط فيما مضى من سنوات عمري بسبب اليتم ، و من يومها قررت أن أناديهما بابا ( Papa ) و ماما ( Maman ) .
لن تتصوروا مدى سعادتهما عندما ناديتهما بابا
و ماما ، كاد يطيران فرحا لسماعها و كأن أمنية لهما قد تحققت أخيرا ، أما فرحتنا أنا و أمي فلا تضاهيها فرحة ، أصبحنا بين عشية وضحاها ننعم برغد العيش الذي لم نكن نحلم به يوما في كنف هذين الزوجين الفاضلين و فوق هذا و ذاك تبقى حسن معاملتهما لنا أكبر سعادة من الله بها علينا .
بعد مرور ما يقرب من شهر تلقينا نبأ وفاة جدي ، لم تطق أمي صبرا على رحيل والدها ، و لكن إيمانها بالقضاء و القدر و قوة شخصيتها جعلها تذرف الدموع في صمت ، فتأثرت لحالها ماما ( كاتي )
و انهمر الدمع من عينيها هي الأخرى .
استأذنتهما أمي للترخيص لها بالذهاب إلى القرية
لحضور مراسم دفن والدها ، غير أن بابا ( فيليب ) أبى إلا أن يحضر هو و زوجته و يقدمان ما يمكن تقديمه من المساعدة ، قائلا :
" ألسنا الآن أسرة واحدة "
اشترى بابا ( فيليب ) كل ما يلزم لإقامة المأتم ،و ما هي إلا ساعة حتى كنا أمام البيت بالقرية ، فإذا بنا وسط جمع غفير من أهالي القرية ، انهالوا علينا بالتعازي ، و وزعوا الأدوار بينهم ، تعجب ( فيليب )
من طيبتهم و حسن تعاونهم في مثل هذه المواقف التي لم يسبق له أن رأى مثلها في أي مكان آخر ، كما أعجب أيما إعجاب بما حبا الله القرية من جمال طبيعتها و كرم ضيافة أهلها ، مما جعله و زوجته يقضيان معنا ثلاثة أيام ، و في اليوم الرابع عدت معهما إلى المدينة و تركنا أمي تواسي والدتها لأسبوع آخر .
في طريق عودتنا كان كل كلامهما حول مناظر القرية الخلابة ، و قد سمعت ( فيليب ) يهمس لزوجته بتكرار الزيارة ، و ذاك ما حصل فعلا ، فبعد أسبوع رجعنا ثانية إلى القرية ، و أخذ الزوجان يتجولان في الحقول و البساتين ، و لما شعرا بالتعب جلسا في ظل شجرة على ضفة النهر ، و إذا بأمي تفاجئهما بإحضار الشاي و القهوة و بعض الخبز و السمن و العسل ، و قد استرعى انتباهي إقبالهما على الأكل و الإشادة بجودته و لذته
و ببراعة معده .
عندما اقتربت الشمس من المغيب ، ودعت أمي والدتها و الدموع في عينيها ، كما ودعناها نحن كذلك بعدما زودناها بما تحتاجه من المؤن ، و في الطريق ساد صمت رهيب كسره بابا ( فيليب ) بأن أبدى إعجابه بالقرية أمام أمي و قرر أن نزورها بين الحين و الآخر ، قال ذلك و استدار نحونا مبتسما ،
و كأنه يستطلع رأينا ، فما كان من أمي إلا أن ربتت بيدها على كتفه مرحبة باقتراحه شاكرة له ما أسداه من خدمات و ما قدمه من إعانة .
حل الموسم الدراسي الجديد و التحقت بالثانوية ، و سار كل شيء على أحسن ما يرام ، بابا ( فيليب )
يساعدني فيما عسر علي في اللغة الفرنسية و أنا أساعده في تعلم و إتقان اللغة العربية ، أما أمي
و ( كاتي ) فلهما أنشطتهما الخاصة بالطهي
و أشغال المنزل ، فكنا في كل يوم أحد نزور جدتي في القرية و نقضي اليوم كله نتمتع بجمال الطبيعة التي يقصر عنها الوصف .
مرت سنوات الثانوية الثلاث كلمح البصر ، ازدادت خلالها علاقتنا مع الزوجين توطيدا و محبة و ازداد تعلقهما بي و حبهما لي ، حتى عادا لا يطيقان البعد عني كأني ابنتهما البيولوجية ، حصلت على شهادة الباكلوريا بأعلى معدل في جهتنا ، أقيم على إثره حفل كبير في الثانوية حضرته أمي و ماما ( كاتي )
و بابا ( فيليب ) هذا الأخير الذي ألقى كلمة بالمناسبة عبر فيها عن فرحه العظيم و حبه الكبير لابنته زينب ، أما أمي عزيزة فلم تستطع منع دموع الفرح التي كانت تنذرف من مدامعها ، في الوقت الذي كانت فيه ماما ( كاتي ) تلتقط الصور فخورة معتزة بي ، و لم نكتف بهذا بل أقمنا حفلا فيما بيننا في البيت ، تناولنا فيه أشهى الأطباق مما أعدته لنا أمي ، و في غرفة نومنا صلينا أنا و أمي الفرض جماعة و أتبعناه بنافلة حمدا لله على ما أسبغ علينا من نعم .
هنا بدأت مرحلة جديدة في حياتي حيث استبدت بي الحيرة و أنا أستعرض الخيارات المتاحة لمستقبل دراستي ، فمعدل نجاحي يؤهلني لأي معهد أرغب فيه ، و لو أن دراسة الطب كانت تستهويني منذ طفولتي ، إلا أنني أبحث عن أقصر الطرق لأنقذ أمي و أعوض لها بعض الذي قاسته من أجلي خصوصا قبل أن نتعرف على هذين الزوجين النبيلين .
لاحظ بابا ( فيليب ) شرودي و انشغالي بالتفكير ، ضمني إليه و استفسرني عن سبب شرودي
و ذهولي ، فصارحته بما يشغلني ، فما كان منه إلا أن انتفض واقفا و نادى على أمي و ( كاتي ) ، فلما حضرتا ، قال مخاطبا الجميع :
" ابنتي زينب ترغب في ارتياد كلية الطب ، إذن سيكون لها ما تريد ، و ذاك ما كنت أنا كذلك أرغب فيه ، و سنقف كلنا بجانبها حتى تحقق أمنيتها "
ثم استرسل مازحا :
" أليست أسرتنا السعيدة في حاجة إلى طبيب
يعالج أمراضها "
استحسن الجميع الاقتراح و سادت البهجة المكان .
في نفس الأسبوع و نحن في غمرة الفرحة بالنجاح
تلقينا خبر وفاة جدتي ، فانطلقنا جميعا صوب القرية ، حيث تمت مراسم دفنها عصرا ، و في تلك الليلة اجتمع الجيران في البيت الذي عادت ملكيته لأمي ، و حضر إمام المسجد و نخبة من حفظة القرآن الكريم ، و ارتفعت الأصوات بتلاوة الذكر الحكيم ، تناول الحاضرون وجبة العشاء و رفعت أكف الضراعة بالدعاء لها و لأموات المسلمين ،
و انفض الجمع .
في اليوم الموالي استيقظنا باكرا ، و لم نجد بابا ( فيليب ) و لا ماما ( كاتي )في مضجعهما ، خرجت أبحث عنهما ، فوجدتهما متكئين على سور المقبرة ينظران نحو القبور ، و لما شعرا بخطواتي تقترب منهما ، أخرج بابا منديلا من جيبه و مسح بخفة عينيه ، حينها عرفت أنه كان يبكي ، أو بالأحرى كان يبكيان ، و لكن تغاضيت عن الأمر و كأنني لم ألاحظ شيئا ، وضع يده على كتفي و بدأ يسرد أحداث ليلة الأمس ، و عبر عن إعجابه بالطريقة التي يتلى بها القرآن الكريم ، و أسهب في الحديث عن أخلاق الإمام و الصحبة المرافقة له و كذا أهالي القرية جميعا.
تناولنا الفطور و طلب مني أن أحضر إمام المسجد و بعض الرجال من الجيران ، استغربت الطلب
و ظننت أنه أراد أن يمدهم بشيء من المال مقابل طيبتهم التي ما انفك يتحدث عنها ، أسرعت في تلبية طلبه و ما أن حضر الإمام و من معه حتى كانت المفاجأة الكبرى التي لم يكن أحد منا يتوقعها ، إذ طلب بابا ( فيليب ) من الإمام بصوت مصحوب بالبكاء أن يساعده و زوجته ( كاتي ) لاعتناق الإسلام ، هلل الإمام و كبر ثلاثا و كررها الحاضرون ، و ارتمى الجمع عليه يهنئونه و يقبلون رأسه ، و انطلقت الزغاريد من أعالي بيوت الجيران ، و انتشر الخبر في القرية انتشار النار في الهشيم ، و توافد الناس على البيت مهللين
و مكبرين و مهنئين ، نطق الزوجان بالشهادتين
و قد انسابت على لسانهما بسهولة ، ثم شرح الإمام بكل تيسير و تبسيط للزوجين طريقة الاغتسال
و طلب منهما أن يلحقا به إلى المسجد بعد اغتسالهما ، في المسجد نطقا بالشهادتين مرة أخرى و الدموع تنهمر من أعينهما ، و جلسا يستمعان لبعض ما تيسر من القرآن الكريم بصوت الإمام ،
و لما أنهى الإمام التلاوة و الدعاء عرض عليهما بعض الأسماء ، استشارني بابا فاخترت له ( المهدي ) كاسم جديد ، واختارت أمي لزوجته اسم ( كريمة ) ، فطلبا منا أن نناديهما بإسميهما الجديدين عوض الإسمين الفرنسيين ، و أصبحا يشعران بفرحة عارمة كلما ناداهما أحد بها .
هذا الحدث العظيم بدل حزن أمي فرحا ، و هي تسأل الله عز و جل أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات والديها ، فحمدت الله أن كانت هذه المناسبة سببا في هداية زوجين من أحب الناس إلينا .
قضينا أسبوعا كاملا في القرية ، نتجول حيث نشاء ، و نجلس حيث يطيب لنا الجلوس .
كنت أعلم بابا المهدي و أحفظه بعض السور القصيرة في مقابل أن يعلمني هو السياقة ، وكنا كلما سمعنا النداء للصلاة نتوجه فورا نحو المسجد لأداء الفريضة ، كان هو يصلي مع الرجال و كنا نحن نصلي مع النساء في مكان منعزل من المسجد حيث نسمع تلاوة الإمام دون أن نرى أحدا أو يرانا .
رجعنا إلى المدينة و قد اكتملت سعادتنا ، و إن كنا قبل سعداء ، إلا أن اعتناقهما للإسلام زادنا سعادة
و عطفا و طمأنينة لا يشعر بها إلا من عاشها حقيقة.
بعد أيام من التداريب حصلت على رخصة السياقة ، و التحقت بكلية الطب في نفس المدينة التي نسكنها ، و استمرت الحياة هادئة هنيئة ، أنستنا سعادتها مرارة اليتم و أيام البؤس .
في سنتي الخامسة في الطب ، رحلت عنا ماما كريمة (كاتي ) إلى دار البقاء جراء المرض الخبيث الذي ألم بها ، مخلفة حزنا شديدا و فراغا قاتلا ، لم نطق معه صبرا ، دفناها بمقبرة القرية إلى جانب جدي و جدتي عملا بوصيتها ، و كادت الابتسامة تجف على محيانا لفقدها لولا إيماننا الراسخ بقضاء الله و قدره ، و رغم ذلك ساد نوع من الكآبة المنزل سيما في تلك السنة .
مرت السنتان المتبقيتان ، و تخرجت لأعمل كطبيبة ، و لحسن حظي أو ربما كانت نتيجتي سببا في تلبية طلبي ، أو هو دعاء أمي ، أو كلها هذه مجتمعة ، هي أولا و أخيرا مشيئة الله ، إذ عينت طبيبة بأحد المستشفيات في نفس المدينة .
عادت البهجة من جديد تملأ أركان البيت ، و أقام بابا المهدي حفلا دينيا بالمنزل حيث تمت فيه تلاوة القرآن الكريم و لهجت الألسن بالدعاء للأحياء
و الأموات .
لم يمض شهر واحد على عملي في المستشفى ، حتى زارني بابا المهدي ، و طلب مني أن أحدد له موعدا خارج أوقات العمل ليستشيرني في أمر ذي بال ، في آخر ذلك اليوم وجدته ينتظرني في إحدى المقاهي ، تجاذبنا أطراف الحديث حول ظروف عملي ، و في لحظة استجمع قوته و قال :
" أريد أن أعرض عليك هذا الأمر قبل أن أفاجئ به أمك عزيزة ، فأنا أصبحت أرملا منذ سنتين ،
و أمك ترملت لأكثر من عقدين ، و أنت تعلمين مدى حبي لكما ، أنت تعملين في المستشفى لساعات طويلة ، و أنا و عزيزة في البيت لوحدنا ، فارتأيت أن أتزوجها ليزول الحرج و نعيش ما تبقى من حياتنا في سعادة و هناء ، فهي ذات حسن و جمال و عفة ، فماذا ترين ؟ " .
قبلته في جبينه و قلت :
" لا أظنها ترفض لك طلبا ، فأنت بمثابة أبي ، ألست أنت من انتشلنا من مخالب الفقر و الشقاء ،
و بذلت كل ما في وسعك لتسعدنا ، فكيف نرد لك طلبا ، أمي عزيزة تحبك و إذا عرضت عليها الزواج سيزيدها ذلك فخرا خصوصا و قد اعتنقت الاسلام ، فليس في دنيانا من هو أفضل منك عقيدة و معاملة ، اطمئن يا بابا ، سنعرض عليها الأمر هذه الليلة، و لن يكون إلا ما تريد " .
لاحظت أمي فرحنا و مرحنا أنا و بابا ، فقالت بكل عفوية و هي تحمل صينية الشاي :
" أخبراني عن سر مرحكما "
تحلقنا حول المائدة ، و أخبرتها بكل شيء و هي مطأطئة الرأس ، فاحمرت وجنتاها خجلا و حياء ،
و أومأت برأسها قبولا ، قبلتها على رأسها ، و عقدنا العزم على إبرام عقد الزواج في الأسبوع المقبل .
أحضر بابا المهدي كل ما طلبه العدلان ، و كتب عقد النكاح على أمي ، بعد تلاوة الفاتحة ، و إذا بالمهدي يفاجئنا مرة أخرى بأن سجل لدى العدلين كل ممتلكاته بإسمي ، أدى لهما أتعابهما بعد أن تناولا الشاي و الحلوى ، و دعاهما لحضور الوليمة التي ستقام ليلة الغذ بهذه المناسبة السارة .
حضر المدعوون و الذين كان أغلبهم من رواد المسجد يتقدمهم الإمام و المؤذن ، فكانت ليلة ربانية بامتياز تليت فيها سورا من القرآن الكريم
و ختمت بالدعاء للزوجين الجديدين بالرحمة
و السكينة ، و انفض الجمع بعد أن أكلوا و شربوا مريئا ، مباركين مهنئين لبابا المهدي زواجه .
أما أنا فقد دخلت غرفتي و صليت ركعتين
و حمدت الله أن من على أمي ، و عوضها عن سنوات الترمل و الحرمان بزوج صالح مؤمن متزن
يقدر الحياة الزوجية و يسعى لإرضاء أهله .
وصل يوم الأحد ، فذهبنا إلى القرية كالعادة ،
و بينما نحن نزور موتانا بالمقبرة سمعنا صراخ امرأة في أحد المنازل المجاورة ، فأسرعنا في اتجاه الصراخ ، وجدنا رجلا بباب المنزل ، أخبرنا أن زوجته في حالة مخاض ، أحضرت حقيبتي الطبية و ساعدتها على الوضع ، و تم كل شيء على أحسن ما يرام .
هذا الحدث جعلني أفكر في تقديم المساعدة لأهالي القرية ، ما دامت القرية تفتقر لمستوصف ، فقررت أن أزورها كلما وجدت وقتا لذلك لا لأروح عن نفسي و إنما لأفحص مرضاهم و أمدهم بما هو متوفر لدي من أدوية ، أشتريها من مالي الخاص ،
و لا أبالي ، عساني بذلك أرد بعض الجميل لهؤلاء البسطاء الطيبين .
و تستمر الحياة ..............................................
💼 بقلم الأستاذ زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق