💼الرسالة النبيلة💼

 💼  الرسالة النبيلة  💼


هو ابن بلدتي و زميلي في العمل و جاري في السكن ، باختصار هو بمثابة الأخ الأكبر ، تعلمت منه أشياء كثيرة و أخذت عنه بعض الخصال الحميدة ما عدا الصبر ، فهذه هي الخصلة التي لم أستطع أن أتحلى بها رغم أني أحاول ، و كان أطال الله في عمره يوصيني بها و لكن لا أشعر بنفسي في بعض المواقف حتى أثور خصوصا إذا ظلمت ( مبني للمجهول ) أو تعرضت لموقف استفزاز من أحد .

       منذ أن التحقت للعمل معه في نفس المدرسة ،

لم أر في هذا الرجل إلا الجد و التفاني و الإخلاص في العمل ، له ارتباط وثيق مع المستوى الأول ، فهو المستوى الذي عمل به إلى أن أحيل على التقاعد ، لا لشيء و إنما لحبه لتلك الفئة الصغيرة من الأطفال ، و كثيرا ما يردد أن براءة  تعاملهم 

و عفويتهم تشجعه على تربيتهم أولا و تعليمهم ثانية ، و لعل طول المدة بهذا المستوى اكسبته مهارات و طرق بيداغوجية ، استفاد منها الكثير من الأساتذة الجدد .

        قضيت معه و مع مجموعة من الأساتذة الأفاضل أزهى الأعوام في التدريس الجاد 

و الأنشطة الهادفة ، و جلسات الترفيه و الترويح عن النفس في بيت أحد الزملاء إما بمناسبة عقيقة أو ختان أو زفاف أو نجاح من سلم إلى آخر ، 

و ربما أحيانا بدون مناسبة ، كل ذلك في جو أخوي قل نظيره ، ما حدث يوما أن وقع سوء تفاهم بيننا و إن وقع فنادر جدا ، و لا نبرح مكاننا حتى يسوى المشكل و كأن شيئا لم يقع ، فكان صاحبنا هذا هو مصلح ذات البين إذ لا يمكن لأحدنا ان يرد له طلبا ،  

أو يعصي له أمرا حياء منه ، و تقديرا لمنزلته بيننا .

         لا يمكن لأستاذنا الجليل هذا أن يغيب عن أي عمل خيري أو أي مبادرة ذات منفعة عامة أو أي نشاط هادف تنظمه إحدى الجمعيات بالبلدة ، مساعدا أحيانا و متدخلا أحيانا أخرى بأفكاره 

و آرائه السديدة ، قصده في ذلك أن يتنور شبابنا 

بنور العلم و المعرفة و تستقيم أخلاقه ، لأنه يعلم أن نهضة الأمم في صلاح أبنائها .

          تقاعد عن العمل و لم يتقاعد عن حب بوذنيب و أهله ، فهو و إن رحل عن بوذنيب لظروف شخصية فقلبه و كل جوارحه معه ، و لا يسعد إلا إذا سمع خيرا عنه و العكس صحيح .

       أظنكم عرفتموه الآن إنه با سيدي شدلي ، أطال الله في عمره و تقبل منه صالح أعماله 

و جزاه خيرا لما أسداه من مجهودات سواء للناشئة أو لأبناء البلدة عموما ، فقد ترك بصمات لا يجحدها أحد فعسى أن يتخذه شبابنا قدوة في إخلاصه 

و صفاء طويته و نبل أخلاقه ، و صدق الشاعر إذ يقول :

      كن مهذب الطباع حافظا

                  لأدب و حكم مفترق

      و عاشر الناس بخلق حسن

                 تحمد عليه زمن التفرق


         💼   الفقير إلى عفو الله  زايد وهنا    💼

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق