💼 هل من متعظ 💼
لعل الدافع الأساس لكتابة هذه السطور هو غيرتي على وطني و حبي لأهله ، و إيماني الراسخ بأن سعادتي رهينة بسعادة الناس جميعا ، كما أن مستقبل أبنائنا و الأجيال اللاحقة عموما أسسه
و دعائمه بين أيدينا ، فإن أتقنا بناءها فلا خوف مما سيقوم عليها من بنيان ، و هذا هو أملنا ،
و الله من وراء القصد عليم .
كنت أظن أن جائحة كورونا التي ابتلينا بها ستكون لنا أكبر واعظ ، و كنت أعتقد أن كثيرا من الأمور سيتم إعادة النظر فيها بالتقويم و التغيير إلى الأحسن ، و لكن بعد مرور ما يقرب من سبعة أشهر ، اتضح أن لا شيء قد تغير و أننا لم نستوعب الدرس ، و أننا في طريقنا -- لا قدر الله --
نحو مآسي لا تحمد عقباها .
سبعة أشهر من المعاناة النفسية و المادية و ضعف البنيات التحتية ، و غيرها من المعضلات
و ما زال ( ت ) :
⏺ الإعلام يبث التفاهة عبر قنواتنا التلفزية .
⏺ تبذير المال العام بخلق مناصب برواتب خيالية في هيئات ليست بالضرورية في الوقت الراهن كهيأة ضبط الكهرباء ...
⏺ قاطرة التعليم معطوبة قبل كورونا و توقفت أثناء كورونا و ليست هناك استراتيجية واضحة المعالم لاصلاح أعطابها .
⏺ جل المستشفيات تعاني نقصا كبيرا في التجهيزات و الأطر الطبية .
⏺ الارتجالية في اتخاذ القرارات ( أيام عيد الأضحى نموذجا ) .
⏺ نسبة البطالة في تزايد مستمر ، تتزايد معها نسبة الاجرام و الانتحار .
⏺ الطاقات الفكرية ذات الكفاءة العالية مهمشة
و لا يؤخذ برأيها في تدبير الشأن العام .
⏺ إنفاق الأموال الطائلة على الأضرحة و الزوايا
و المواسم و التي لا يجني المجتمع من ورائها إلا الجهل و التخلف .
⏺ تبذير المال العام ( الراتب الخيالي لمدرب كرة قدم أجنبي نموذجا ) .
⏺ المصاريف الخيالية تنفق يوميا على السيارات المخزنية على كثرتها في كل القطاعات
و التي تستعمل غالبا لأغراض شخصية ، باستثناء الأمن و الصحة .
⏺ المجانين و الحمقى يجوبون الشوارع
و الأزقة ، و لا من يهتم لأمرهم .
⏺ الكلاب الضالة في كل الاحياء ، تتنقل بين القمامات ، تنهش المارة و تنقل الأمراض .
⏺ فواتير الماء و الكهرباء و الاتصالات باهضة السعر ، و خدمات رديئة خصوصا في قطاع الاتصالات .
⏺ المساطر معقدة أمام المواطن للحصول على بعض الوثائق الإدارية أو القيام باستثمار يعود بالنفع على المجتمع .
⏺ المواطن يعيش في خوف من المشرملين الذين يعترضون المارة بأسلحتهم البيضاء .
⏺ الفوضى و عدم الانضباط يسود المؤسسات التعليمية باسم الحرية وحقوق الانسان .
و غير هذا كثير مما يحز في نفس كل مواطن غيور ، يهفو لأن يرى وطنه في مصاف الدول المتقدمة ، و الحقيقة أن هذه الجائحة جاءت لتدق ناقوس الخطر عسانا نستيقظ من سباتنا ،
و نضع قاطرة مجتمعنا على سكتها الصحيحة ،
و لن يتأتى لنا ذلك إلا ب :
🔹 نكران الذات و مجاهدة النفس الأمارة بالطمع ...
🔹 الاهتمام بالقطاعات الاجتماعية ذات الأولوية و على رأسها التعليم و الصحة ...
🔹 ترشيد المال العام ، ففي ترشيده الاستغناء عن الاقتراض الدولي ...
🔹 استئصال الفساد من جميع القطاعات ...
🔹 حب الخير لجميع الناس بتوفير فرص الشغل بأجر يضمن العيش الكريم ...
🔹 تقليص البون الشاسع بين الرواتب و الأجور...
🔹 السعي في طلب العلم بجد و حزم مع تشجيع البحث العلمي ...
🔹 تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن ، حضريون
و قرويون ، أغنياؤهم و فقراؤهم ...
🔹 فسح المجال أمام الخبرات و الكفاءات
و المواهب النافعة و القطع مع التفاهة و التافهين...
🔹 الضرب بيد من حديد على كل من يهدد أمن المواطنين ، و إلحاق أقصى العقوبات به دون رأفة.
🔹 إرجاع الهيبة للمؤسسات التعليمية بالانضباط و الاحترام ، و التعامل وفق المفهوم السليم
و الصحيح لحقوق الإنسان ...
و باختصار شديد عقد النية و العزم على الاصلاح عموما ، هذا إذا كنا فعلا ننوي الإصلاح ، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه ، فلن يزيد إلا سوء قد ينذر بكارثة تأتي على الأخضر و اليابس حينها يصدق فينا قول الشاعر بدر شاكر السياب :
"فلا ذكرتنا بغير السباب أو اللعن أجيالنا الآتية"
💼 الغيور الحالم : زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق