⚽ رجل المواقف ⚽
قد تظن عزيزي القارئ أن ما أقوله لك هو من باب المبالغة و الغلو أو من باب المجاملة و المحاباة الزائدتين ، و لكن في الحقيقة لا هذه و لا تلك ، فالكاتب الذي لا يتحرى الصدق في كتاباته حري به أن يضع القلم و يتنحى جانبا ، و إلا نعت بالمروق
و التملق ، و سقط في أعين الناس ، و هذا ما لا أرضاه لأحد فكيف أرضاه لنفسي ، إن ما أنقله لك هو واقع يشهد به العدو قبل الصديق و البعيد قبل القريب .
هذا الذي بسببه كتبت هذا المقال هو من أبناء بوذنيب ، بها ولد و فيها ترعرع ، و هو أحد الأصدقاء الخمسة الذين قضيت معهم مرحلة الطفولة حيث كان اللعب هو عربون الصداقة ، هذه الصداقة التي بدأت تتوطد في مرحلة الشباب بتهورها و مغامراتها و ممارسة هوايات مختلفة ككرة القدم و الموسيقى و السباحة و لعب الورق ، و هذه كلها زادت الارتباط وثاقا ، و استمرت تتوطد مع مرور الأيام و أصبح لها معناها الحقيقي
و جوهرها القيمي الانساني في مرحلة الكهولة ، إذ تمتنت عراها بحيث لا يمكن انفصامها مهما كان الأمر ، و ها نحن على مشارف الشيخوخة
و الصداقة لا تزيد إلا محبة و وفاء و تضحية .
إنه رجل من عيار ثقيل و معدن نفيس ، يتميز بمواقفه الرجولية ، و بعزة النفس و الكبرياء ، فهو الشجاع في المواقف التي تتطلب الشجاعة
و هو الكريم السخي إذا سئل ، و هو القنوع إذا وجد ، و الصبور إذا منع ، لا يخشى في الحق لومة لائم ، يقف بجانب أهل البلدة في الشدة أكثر من منها في الرخاء ، يقدم المساعدة ما استطاع إليها سبيلا بجهده و ماله بل أحيانا بكل ما يملك .
فهو الحاضر المعين في الجنائز و مآتمها ، في الأفراح و مآدبها ، في اللقاءات الثقافية و الفنية
و الرياضية و أنشطتها .
أعطى الكثير من وقته و جهده في سبيل الرفع من شأن كرة القدم ببوذنيب ، فقد كان لاعبا ماهرا يهبه مدافعو الخصم و يحسبون له ألف حساب قبل أن يلاقوه على رقعة الملعب ، و في عهده اكتسبت كرة القدم البوذنيبية سمعة طيبة إقليميا و جهويا ،
و حتى لا نكون مجحفين في حق الآخرين ، لا ننكر ما قدمه السيد عبد الحق المرابط و السيد محمد الابراهيمي و السيد لحسن كريم و السيد عبد المجيد حسناوي و السيد مولاي الطاهر المحمدي
و غير هؤلاء من الأبطال الأشاوس الذين شرفوا الكرة البوذنيبية في عدة ملتقيات .
و لكن ما يميز صاحبنا الذي هو موضوع حديثنا ، هو تنوع مواهبه ، فإلى جانب كرة القدم فهو عازف ماهر على آلة العود ، و قد أحيى العديد من سهرات الأعراس و المناسبات الوطنية ، و الجلسات الحبية مع ثلة من المولوعين بالغناء و الموسيقى في البلدة و خارجها ، و هو الممارس للعبة الكرة الحديدية و نظرا لمهارته فقد حصل على ألقاب محليا و إقليميا و جهويا ، و هو الآن رئيس جمعية الكرة الحديدية ببوذنيب .
لقد ذكرت لك عزيزي القارئ كل ما أعرفه
عن هذا الصديق الحميم ، و لم يبق إلا أن أبوح لك باسمه و لكن أنا على يقين أنك عرفته الآن ، إنه الأخ عبد الحفيظ دحو ، فإذا كنت تعرفه حقا ، فهل توافقني الرأي فيما قلته عنه ، و إن كان كذلك ، فالكمال لله و كلنا نتصف بالنقص و لنا عيوب كثيرة و نحب من ينبهنا إليها و يشير علينا بالنصيحة لإصلاحها ، و كذلك الأمر بالنسبة لصاحبنا فعيبه الذي طالما جادلته حوله هوأنه سريع الغضب خصوصا إذا شعر بإهانة من أحد ، فإذا بلغ منه الغضب فوق ما يطيق فقد يميل إلى العنف ،
و الحمد لله أن هذا الأمر أصبح يتناقص مع تقدمه في السن ، و لا أظن بقي منه شيء .
إذن هل تعلم لماذا أكتب عن هذا الرجل
و عن غيره من الرجال الذين بصموا تاريخ بوذنيب ، و تركوا صدى طيبا في نفوس الناس ، فقط لسببين ، أولهما هو الاعتراف لذوي الفضل بفضلهم فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، و ثانيهما و هو أن نطلع الجيل اللاحق بما أسداه الجيل السابق عساه يتخذه قدوة في نبل الأخلاق و السعي في أعمال الخير التي تعود عليه و على البلدة
و المجتمع بالنفع ، هذا هو الهدف الأسمى من كل هذا ، و الله من وراء القصد عليم ...
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تعظم في عين الصغير صغارها
و تصغر في عين العظيم العظائم
🌒 محبكم في الله : زايد وهنا 🌘
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق