⏺ملاحظة وجيهة ، ترى هل الرد مقنع ؟⏺
اتصل بي أحد الأصدقاء المقربين ، و أبدى إعجابه بالمقالات التي أكتب سيما منها هذه الأخيرة التي تناولت فيها الحديث عن شخصيات بصمت تاريخ بوذنيب و تركت أثرها في نفوس من عاصرها ،
و شجعني على الاستمرار بالنبش في ذاكرة بوذنيب ، لما في ذلك من اعتراف لذوي الفضل في أي مجال من المجالات و هو في الوقت نفسه توثيق قد تستفيد منه الأجيال اللاحقة .
و قد نبهني صديقي أثناء حواره معي إلى ملاحظة ذات أهمية ، إذ اقترح علي أن أجعل بين المقال
و المقال حيزا زمنيا قد يصل إلى أسبوعين ،
استحسنت اقتراحه الصائب و شكرته على اهتمامه ، غير أن لي رأي آخر في الموضوع أتمنى أن يتفهمه القراء و يعذرونني .
بوذنيب هذه البلدة التي تسكنني قبل أن أسكنها ، فيها كانت أول صرختي ، استنشقت هواءها و شربت ماءها و طعمت من ثمارها و عفرت جسمي بترابها لعبا ، فيها تلقيت مبادئ القراءة
و الكتابة على يد أساتذة أجلاء منهم من قضى نحبه ( عليهم رحمة الله ) و قليل منهم من ينتظر ( أطال الله عمرهم ) ، و منذ ذلك الحين وقر في نفسي حبها و حاولت أن أرد لها بعضا من جميلها علي ، فاخترتها دون مدن المغرب لأدرس بها ،
و الله يشهد مدى المجهود الذي بذلته في تربية
و تعليم ناشئتها لمدة أربع و ثلاثين سنة ، و لم اكتف بذلك بل حاولت جاهدا و لا فخر أن أرفع من شأنها في المسابقات الثقافية و الأنشطة الفكرية
و الفنية من ندوات و محاضرات و تنشيط في المهرجانات و العمل مع الجمعيات الجادة في كل أنشطتها خلال أربع و ثلاثين سنة ، و لا أظن أن أحدا من أبناء بلدتي ينكر ذلك .
نعم انتقلت من بوذنيب و غادرتها جسدا لا روحا لأكون بجانب بناتي اللواتي يعملن و يدرسن بمراكش ، و لكن حب بوذنيب و أهله هو الدم الذي يفور في عروقي ، و رغم البعد و كبر السن
و مشاغل الحياة لم تطاوعني نفسي أن أدير ظهري
لأرض عشقتها و لأحبة تركوا انطباعات و ذكريات جميلة في نفوسنا ، فلم أجد غير القلم أدون به ما يجول في الخاطر أو الحديث عن بوذنيب عبر جلسات إذاعية متى سمحت الظروف بذلك .
مؤخرا قررت أن أنبش في ذاكرة بوذنيب و أعيد الاعتبار لبعض الشخصيات التي وضعت بصمتها في أحد المجالات الحياتية ، و حتى لا أقصي أحدا من هذا المشروع الذي بدأته منذ مدة قصيرة ، فقد ارتأيت أن أنشر مقالا و أتبعه بآخر مادام في الجسد شهيق و زفير ، قبل أن يدركني الموت و أنا لم أتمم مشروعي هذا لأن الأعمار بيد الله و هو القائل سبحانه و تعالى " لا تأتيكم إلا بغتة " سورة الأعراف الآية 187.
لهذا عزيزي القارئ أتسرع في نشر هذه المقالات تباعا حتى أوفي الكل حقه ما دام في العمر بقية .
ترى هل اقتنعت برأيي ؟
💼 ابنكم البار زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق