✏ من لوطننا بأمثاله ✏
أحيانا قد يجمعك العمل بشخص تلمس فيه من
الطيبوبة ما يجعلك تحتار في وصف و تعداد
مناقبه ، و عن أيها تتحدث ، أعن غزارة معارفه
أم عن سعة صدره و نبل أخلاقه أم عن حسن
تعامله و تواصله ، و لا أغلو إذا قلت أن هذه
المحاسن كلها جمعت في شخص ، شاءت الأقدار
أن تجمعني به في العمل ، و هذا النوع من السلوك قلما تجد من يتصف به في أيامنا هذه ، و لعل إعجابي بهذا الرجل هو ما دفعني لأكتب عنه هذه السطور اعترافا و امتنانا و تقديرا من غير محاباة ، لأنه هو نفسه يعرف أنني لا أجامل أحدا ، و لا
تطاوعني نفسي أن أقول عكس ما أشعر به .
هذا الرجل هو مؤطر تربوي من المؤطرين
القلائل الذين أعجبت بنهجهم طيلة مسيرتي التعليمية . و لا أخفي أن أول لقاء معه ترك انطباعا مريحا في نفوسنا ، و قد تكررت اللقاءات ما بين زيارات و تكوينات ، فما لمسنا فيه إلا ذاك المؤطر الكفؤ الذي يمتلك آليات التواصل التي تجعلك
ترتاح إليه ، و تستفيد من خبرته و تجاربه ،
بل يسعى هو كذلك للاستفادة من تجارب المربين
متى لمس فيها طرقا و أساليب مفيدة ، و أسلوبه
هذا كان له أثره الفعال في أوساط المربين ، يشجعهم و يحفزهم على بذل المزيد من العطاء متحدين الاكراهات و العقبات لإفادة النشء .
نعم هكذا عرفت هذا الرجل ، و لكن للأسف الشديد
لم يطل به المقام معنا إذ انتقل إلى مدينة أخرى
غير بعيدة عنا ، و بقي صدى أخلاقه و خبرته
يرن في أذهاننا .
ختاما أغبط هذا الرجل على هذه الأخلاق الإنسانية النبيلة ، و أتمنى أن يتخذه كل مسؤول
في أي قطاع قدوة في حسن السلوك ،
فرعيا له و لأمثاله ممن يسعون لتحقيق أهداف أمتنا .
💼 بقلم صادق لزايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق