🕸 التوأمان الطموحان 🕸
كثير هم الذين يستعصى عليهم التمييز بين حسن بنيعيش و توأمه لحسن بنعيش ، اللذان يعودان في الأصل إلى قرية بني وزيم ببوذنيب ،
ولا يستطيع التمييز بينهما إلا قلة قليلة من الناس الذين عاشروهما ، إذ أن هذين الشابين لا يتشابهان في الخلقة كسائر التوائم فحسب ، بل يتعدى التشابه بينهما إلى أمور أخرى تغيب عمن لا تربطه بهما رابطة الدم أو علاقة الصداقة .
العجيب في أمرهما أنهما يتحليان بنفس الخصال
ونفس السلوك ، بل حتى في حركاتهما و طريقة التواصل مع الغير ، لهما نفس الميول الثقافي
و الذي يغلب عليه الطابع الأدبي و يتجلى ذلك في ضبطهما للغة العربية و فنونها كتابة و تعبيرا ،
و في حفظهما لأشعار العرب و سيرهم و ملاحمهم من العصر الجاهلي إلى يومنا هذا ، يحملان نفس الأفكار و المبادئ التي يناضلان من أجلها ، و هي إرساء ثقافة هادفة ، فاختارا مهنة التعليم أو بالأحرى اختارتهما هي ليبلوا البلاء الحسن في تلقين التلاميذ و الرفع من مستواهم اللغوي
و الثقافي .
إذا حضر أحدهما مجلسا أدبيا يغنيك عن حضور توأمه ، فإن حضر الإثنان فاعلم أنه لن يفوتك شيء بحيث يذكر أحدهما الآخر ، أما و إن كنت محظوظا في مجالستهما و شاءت الصدف أن يكون معهما أحد أصدقائهما المقربين السيد ( علي عديدو ) فابشر و اعلم أنك في مكتبة ، فلن تخرج من ذلك المجلس خاوي الوفاض ، و لا بأس أن أذكر في سياق الحديث أن أخانا السيد ( علي عديدو ) قد صدرت له مؤخرا رواية بعنوان
" بين اللحاء و اللحى " .
باختصار شديد ، إذ المقال لا يتسع لذكر كل التفاصيل التي تستثقل القراءة لدى المتصفح ، فهذان التوأمان بحزمهما حصلا على الإجازة في الأدب العربي بميزات مرضية .
غير أن الحسن بنيعيش زاد على ذلك بأن حاز شهادة الدكتورة سنة 2019 في الآداب و العلوم الانسانية تخصص " اللغة العربية و آدابها " بميزة مشرف جدا مع التوصية بالطبع ، أما عن إنجازاته العلمية فهي متنوعة ، فقد حاضر في موضوعات عديدة و شارك في ملتقيات أدبية و تربوية و قدم قراءات في الانتاجات الأدبية للكتاب المبدعين .
له كتاب " النبراس الساطع في نقد القرن الرابع ".
كما تم تعيينه مؤخرا و بصفة رسمية مديرا للتحرير بمركز الاصباح للتعليم و الدراسات الحضارية
و الاستراتيجية بفرنسا ، و يعمل كذلك محكما في إدارة تحرير مجلة " توازن " .
أما توأمه لحسن بنيعيش فلا يقل عن شقيقه حزما و عزيمة و لكن نظرا لظروفه الصحية فقد أجل التحضير للدكتورة إلى وقت لاحق ، نتمنى أن يتم له ما أراد في القريب العاجل إن شاء الله ،
و مهما يكن فالسيد لحسن بنيعيش لم يتراجع القهقرى أمام الصعوبات التي تعترض مساره و التي لا ترحم أحيانا فحصل على دبلوم الدراسات العليا تخصص " نقد قديم "
و بالموازاة مع ذلك له مشاركات فعالة و مكثفة في عدد من الأنشطة الثقافية ببوذنيب و بمدن مغربية أخرى ، نشرت له مقالات في مجلات و جرائد ورقية و الكترونية ، كما شارك في برامج إذاعية ،
من مؤلفاته المجموعة القصصية " أحلام مؤجلة "
كعمل إبداعي ، و له أيضا عمل أدبي نقدي بعنوان
" جنين المعنى " .
هذه بايجاز أهم المحطات في حياة هذين التوأمين ، و العجيب في أمرهما أنهما يحبان بلدتهما بوذنيب و لهما غيرة كبيرة عليها ، إذ يتتبعان كل كبيرة و صغيرة و أملهما أن يسمعا عنها ما يفرح النفس و يبهج الخاطر .
أيها الشباب البوذنيبي ، إن الغرض الأسمى من التعريف بالشخصيات التي ذكرناها فيما سلف من المقالات و التي سنتعرض لها مستقبلا إن كان في عمرنا بقية ، هو أن نعتبر و نشحد العزم و الهمة في أخلاقنا و علمنا و عملنا لنحقق لنا و لأسرنا
و لبلدتنا و مجتمعنا ما يصبو إليه ، و نزرع نفس الحزم في الأجيال اللاحقة ، و من سار على الدرب وصل .
كل صعب على الشباب يهون
هكذا همة الرجال تكون
💼 محبكم الغيور زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق