🌷 مراتب الأخيار 🌷
لا أحد من أهل البلدة يجادل في سيرة هذا الرجل ، الكل يجمع على نبل أخلاقه و صفاء سريرته ، قضى زمنا طويلا في تدريس التربية البدنية بإعدادية بوذنيب حتى أحيل على التقاعد ، فما ثبت عنه يوما أن ساء معاملة أحدهم ، و كيف يسيء لأحد و هو الصبور الكتوم ، لا يتكلم إلا نادرا ، و إذا تكلم أوجز ناصحا أو مشيرا بالرأي السديد ، عرفته طالبا بمستوى الباكلوريا بثانوية ابن طاهر بالرشيدية في أول سنة لي برسم الموسم الدراسي ( 1975 -74 ) ، و كان لي بمثابة الأخ الأكبر ، فلا يجرأ أحد أن يعتدي علي ، لأنه يعرف
أن ابن بلدتي هذا سيلقنه درسا لن ينساه إن فعل ،
و كم كنت أفخر به على زملائي لأنه كان لاعبا ماهرا في كرة اليد و كان ضمن فريق الرشيدية الذي كان آنذاك يلعب الأدوار الطلائعية على المستوى الوطني .
لعل حبه للرياضة جعله يلتحق بمدرسة أساتذة التربية البدنية ، تخرج منها بتفوق ،
و التحق ببلدته بوذنيب للعمل بالإعدادية ، و قد عمل لسنوات كمعد بدني و مدرب لفريق كرة القدم
ببوذنيب ، و بلغ به مراتب مشرفة على صعيد عصبة الجنوب الشرقي .
ساهم صاحبنا كذلك في العمل الجمعوي بالبلدة بطلب و إلحاح من جمعية الواحة فقدم خدمات جليلة بعيدا عن الأضواء في صمت و تفان و نكران للذات .
و نظرا لسمعته الطيبة و حرصه على الأمانة فقد طلبت منه جمعية نساء بني وزيم أن يتولى منصب الأمين في جمعيتهن ، فعرفت الجمعية حقا تقدما في مشاريعها و ذاع صيتها بفضل حنكته و حسن تدبيره .
ربما عزيزي القارئ قد عرفته الآن ، إذن ارفع أكف الضراعة إلى الله سبحانه و تعالى أن يتغمده
برحمته الواسعة و أن يجعل صالح أعماله في ميزان حسناته ، فموته ترك فراغا لدى محبيه ،
و لكن مشيئة الله فوق كل مشيئة ، و كل من عليها فان و لا يبقى إلا هو جل في علاه .
أيها الشاب القارئ ما حدثتك عن السيد محمد نوالي رحمه الله و أوجزت في سيرته إلا لتعتبر من أمثال هذا الرجل و تنهل من سيرهم الدروس
و العبر و تحاول أن تسدي لنفسك و أهلك و بلدتك
أعمالا صالحة تنفعك في الدنيا و يبقى أثرها طيبا بعد موتك ، قد تشفع لك يوم القيامة فتدخل بها الجنة إن شاء الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاث ، صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " ، رواه مسلم .
فلا تحرم نفسك من عطاء الله ، فإن لم تستطع أن تقدم شيئا ، فتصدق بالكلمة الطيبة .
💼 العبد الضعيف زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق