◼ العبث ◼

 ◾ العبث ◾


أرى من وجهة نظري المتواضعة أننا لم نستوعب الدرس و لم نعتبر مما أحدثته جائحة كورونا ، 

و الدليل في ذلك أننا لم نغير سياستنا و سلوكنا 

و لم ننهج مسارا لتصحيح أعطابنا و ما أكثرها في كل القطاعات ، و على رأسها التدبير المحكم للمال العام و نحن أحوج ما نكون إليه في هذه الظروف أكثر من أي وقت مضى ، و ما زلنا نسمع و نرى بين الحين و الآخر قرارات غير مجدية تبذر من خلالها أموال طائلة غير ذات نفع و في غير موضعها 

و بكل جرأة دون أدنى خجل و كأنه تحدي لرأي العام .

كلما خرجت الحكومة بقرار يثير استياء الشعب أقول ربما قد ينتبه هذا الوزير أو ذاك لفشله فيتدارك الأمر ، و ينزل قرار آخر و أقول عسى أن يوقظ الضمائر  ،و يصدر آخر و أقول لعله الأخير ، و هكذا مع صدور كل قرار أتأسف حتى أكاد أموت حزنا ، و رغم ذلك لم أيأس ففي كل مرة أفتح لنفسي كوة الأمل و أمني النفس بدخول بصيص من الضوء و لكن كارثة المليار و اربعمائة مليون الأخيرة التي صرفت لفنانين أغلبهم إن لم أقل كلهم ليس بينهم و بين الفن إلا الإسم ، ليتها صرفت لدعم القطاعات الاجتماعية ذات النفع العام أو تدعم بها الفئات الهشة من أبناء الشعب ، فإن كان 

و لا بد أن تصرف في مجال الفن فأقلها أن يستفيد منها عمالقة الفن المغربي الذين أثروا خزانة الإذاعة بروائعهم منذ فجر الاستقلال إلى يومنا هذا .

إذن بهذا الحدث الأخير أكون شخصيا قد قطعت الشك باليقين أننا في طريق الهاوية و أغلقت تماما باب الأمل في أي إصلاح مرتقب .

             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق