إلى متى ؟
إلى متى و نحن نترفع عن النزول إلى مستوى تلك الشردمة التافهة من سفلة القوم في المجتمع الجزائري الذين أصبح شغلهم الشاغل هو المس بكرامتنا و الإساءة إلى رموزنا و التنطع و التطفل على تراثنا ، مع كامل احتراماتنا لإخواننا الجزائريين الذين يستنكرون ما يقوم به هؤلاء ،
ففي الوقت الذي يسعى فيه الشعبان المغربي
و الجزائري لجمع الكلمة و رأب الصدع و فتح الحدود و ربط علاقة المحبة و التعاون بحكم الجوار و وحدة الدين و اللغة و بحكم العلاقات الاجتماعية التي تجمع البلدين ، تخرج ثلة مارقة
من الجزائريين لزرع الفتنة و التفرقة و إذكاء نار الحقد و الكراهية في النفوس و ذلك بالإساءة إلى المغاربة و بأسلوب غير حضاري ينم عن خساستهم و جهلهم و قلة زادهم المعرفي ، فيخبطون العشواء تارة بالإساءة إلى رموزنا و تارة بالتنطع على تراثنا بادعائهم أن الملحون تراث جزائري و ليس مغربي و غير هذا من الهرطقات و الخزعبلات
فكنا بحكم تربيتنا على القيم الاسلامية و الانسانية نترفع عن السقوط معهم في مثل هذه
الخساسة ، عساهم يوما يستيقظون من غفلتهم
و ينتبهون إلى أوضاعهم المزرية التي فاح ريحها النتن ، فكان الأجدر بهؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم
أشباه مثقفين أن يصلحوا أحوالهم الداخلية ،
فنظامهم العسكري الذي تقوده مجموعة جاهلة من
الجنرالات هو من أوصلهم لما هم فيه .
أما عن تراثنا فهذا هو الجهل بعينه ، فشعر الملحون مغربي أصيل لا غبار على ذلك ، نعم لهم
أشعار شعبية كما في جميع الأقطار العربية و لكن
شعر الملحون عندنا خاص له مميزات و ضوابط و قواعد لا توجد في غيره من الأشعار الشعبية ،
و أبسط دليل على ذلك أن اللهجة المغربية التي ينظم بها شعراؤنا الفطاحل تختلف كثيرا عن اللهجة العامية بالجزائر بل تستعصى عليهم في
نطقها مما جعلهم يغيرون بعض الكلمات ، كما أن القياسات التي تؤدى بها قصائد شعر الملحون
و ألحانها تستعصى عليهم كذلك فيؤدونها على
الشكل الذي يلائمهم ، إذن فالملحون عندنا يحمل في معجمه و بحوره و قياساته و مرماته و مكونات قصائده من سرابات و أقسام و كراسي و زروب ما يجعله يدافع عن نفسه و يثبت أنه مغربي قح و لا يحتاج إلى دليل آخر رغم كثرتها .
ختاما نحن شعب لسنا باللعانين و لا نرد الشتائم بمثلها لأن تربيتنا لا تسمح لنا بذلك و لكن نقول لكم أنظروا إلى وجوهكم في المرايا لعلكم تتعظون أما تطاولكم علينا فلن يزيدنا إلا تقدما و تشبتا بصحرائنا و لن يزيدكم إلا تخلفا و مقتا بين
الشعوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق