🔼 التبعية العمياء 🔼
يقال :
🍎 كل بشهوتك و البس بشهوة الناس 🍎
مثل شائع في ثقافتنا الشعبية ، ورثناه عن السلف و ما زلنا نتداوله كلما وجدناه يوافق سياق
الحديث ، و معناه أن تختار لنفسك من المأكولات ما تشتهيه ، و لكن اللباس ينبغي أن تلبس ما يروق
الناس و يوافق أذواقهم ، بحيث لا يكون لك في
اللباس خيار إلا ما يرضي الناس و يبهرهم إذا رأوك
ترتديه . غير أن لي رأيا مخالفا للشطر الأخير من
المثل ، فكما أنني أتناول من الأكل ما أشتهيه ، فما
المانع أن أرتدي من اللباس ما أشتهيه كذلك ، بغض
النظر عن رأي الناس في ذلك ، إذ المطلوب من
اللباس أن يكون نظيفا ساترا يريح صاحبه ، و قد يزيد على ذلك حسنا إذا كان يوافق خصوصيات
الانسان و يعبر عن أصالته ، أما إذا حاولنا أن نرضي الناس فيما يعشقونه سيما في وقتنا الحاضر ، فالسواد الأعظم من الناس اليوم يرتدون
ثيابا لا أشتهي أن أراها عليهم ، فهي إما ضيقة
تثير الحرج في الحركة و إما سافرة تبدي مفاتن
لابسها وإما ممزقة و مدلاة تكشف عن أماكن يستحيي الإنسان النظر إليها إلا اختلاسا ، و هذا النوع من اللباس أصبح عاما بين الناس يرون فيه
الحداثة و الموضة ، فكيف لي أن أرتديه و أنا غير مقتنع به ، و لا مستريح فيه ، فهل أرتديه لأن الجميع يشتهيه ؟ لا أبدا إنه لأمر في غاية السخافة
أن أفعل شيئا عن غير اقتناع لأرضي غيري سواء
في أكلي أو لباسي أو حتى سلوكي و تصرفاتي ،
فالمطلوب من الإنسان أن تكون لديه قناعة شخصية في كل المواقف و ألا يغتر بأي تصرف
صدر من الناس ما لم يقتنع بجدواه ، لدى عليه أن يستحضر عقله و يتصرف وفق ما يرضي الله
و يرضاه الضمير و ذاك لعمري عين الصواب الذي
يستحسنه عقلاء القوم .
💼 هكذا يرى زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق