🦂 تصرف غريب 🦂
إني مخبرك عن رجل ، ليس لي به سابق معرفة، يحترمني كثيرا ، و يبادرني بالتحية كلما صادفني و لا يكتفي بها من بعيد بل يهرول نحوي ويصافحني بحرارة و يسأل عن أحوالي الشخصية ، فكنت أتعجب من هذه التصرفات
و هذا الإهتمام المبالغ فيه ، فأنا لا أعرفه و لا أعرف عنه شيئا بل أجهل حتى اسمه و مهنته ،
و لعل هذا ما زاد من تعجبي ، و رغم ذلك كنت أعامله بالمثل ، و لكن في حدود الحيطة و الحذر ، استمر الحال على ما هو عليه ، حتى أنني فوجئت بزيارته لي في مقر عملي أي في المدرسة ، و بعد أن صافحني و سأل عن أحوالي كعادته ، انتقل بحديثه يسأل عن سيرة ابنه عملا و سلوكا ، حينها اتضح الأمر و عرفت أنه والد أحد تلامذتي ، فقلت في نفسي ، هذا هو إذن سر اهتمامه بي ، و هو أمر محمود أن تعامل أستاذ ابنك المعاملة اللائقة وأن تتواصل معه فذاك كله يصب في مصلحة التلميذ ،
و هو ما نسعى إليه جميعا . و لكن ما يستغرب له أنه بعد انقضاء العام الدراسي و انتقال ابنه إلى مستوى أعلى ، انقطعت الصلة تماما ، إذ أصبح الرجل يراني و كأنه لا يعرفني البتة ، فصارت كل تلك المصافحات و الكلام الطيب من الماضي ، أدت مهمتها في وقتها و انتهى كل شيء .
قلت سبحان الله ما كانت مصافحته لي
و حلو حديثه إلا من أجل مصلحة ابنه ، ظنا منه أن ذلك سيجعلني أهتم بابنه أكثر ، و لكن ما لا يعرفه هو أن الأستاذ يهتم بجميع تلامذته و لا فرق عنده بين هذا و ذاك ، و مادام هذا هو السبب في لطف معاملته لي في السنة الماضية ، فليته لم يفعل ، ما ربح من وراء ذلك شيئا سوى أنه صنف نفسه ضمن قائمة اللئام .
💼 من صميم واقع زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق