*** كيف ننهض بتعليمنا ؟ ***
لعل ما نسمعه و نطلع عليه في الاعلام الالكتروني و الصحافة المكتوبة عن جهود الدولة في الرفع من مستوى التعليم الذي وصل حدا من التدني لا يمكن السكوت عنه ، بعدما خضع في العقود الأخيرة لتجارب عديدة لم تزد حالته إلا سوءا ، فقد ارتأت وزارة التربية الوطنية بعد أربع سنوات من البحث و التمحيص أن تحدث بعض التغييرات على البرامج و المناهج الدراسية في الأسلاك الثلاث مركزة جهودها على التعليم الإبتدائي باعتباره اللبنة الأساس و المنطلق السليم نحو مسيرة علمية موفقة ، و ركزت اهتمامها على إدماج اللغات الحية في سنوات التمدرس الأولى ، ناهيك عن بعض الإصلاحات و الإضافات البيداغوجية التي تساير النظرة الشمولية لتحقيق الأهداف المرجوة .
فإذا سلمنا جذلا أن نية الوزارة صادقة في تحسين صورة التعليم ببلادنا من خلال بحثها عن حلول مناسبة و ملائمة لنساير العصر الحديث و نلحق بالركب الحضاري ، فالذي يعاب عليها هو تركيزها على الجانب البيداغوجي في المناهج و المقررات و إغفالها لجوانب أخرى أكثر أهمية بل و لن يستقيم أمر التعليم إلا بها و أي إصلاح أو بحث أو اجتهاد لن يؤتي أكله في غيابها و هي ما تغفله الوزارة و الباحثون في هذا المجال عن قصد أو غير قصد .
فالطبيب الكفؤ لا يقتصر في علاجه لمريض يشكو تقيحا في أحد أعضائه بوضع البلسم و الضماد على العضو المصاب ، بل يدعم ذلك بمضادات حيوية و تنظيف وتعقيم مستمرين ، و يحتفظ بالمريض تحت المراقبة الدائمة لمدة من الزمن
و غيرها مما يعرفه أهل الاختصاص ....، و هذا ما ينبغي أن ينطبق على إصلاح التعليم ، فالاهتمام بالمناهج و البرامج و اللغات و البيداغوجيات هي فقط جزء من الإصلاح العام و لن نجني منها ثمارا في غياب النقط التالية :
● الاهتمام بالبنية التحتية للمؤسسات
● توفير مختبرات و مكتبات و معلوميات
● انتقاء الكفاءات العلمية العالية للتدريس ، فقطاع التربية و التعليم هو العمود الفقري ، و هو
الركيزة الأساسية لنهضة المجتمع و تقدمه ، و رسالته انسانية نبيلة لا يمكن أن يقوم بها إلا الأكفاء ، علما و سلوكا .
● تكوين بيداغوجي لا يقل عن سنتين
● الرفع من مستوى رجل التعليم ماديا
و معنويا ، و تحسين أوضاعه ليتبوأ المنزلة الاجتماعية اللائقة ، لأنه هو القدوة و هو مكون أجيال المستقبل .
● تخفيف العبء عن الأستاذ ، خصوصا أستاذ التعليم الإبتدائي .
⚫ فتح باب الترقية إلى خارج السلم أمام الجميع .
⚫ التراجع عن قرار تمديد سنوات العمل فوق الستين ، فالأستاذ فوق هذا السن يقل مردوده
و تتكالب عليه الأمراض لأنه قضى أكثر من 38 سنة في القسم ، علما أن مهنته أكثر المهن تعبا .
● إرجاع الهيبة و الانضباط للمؤسسات ،
و جعل كلمة المدير و الأساتذة فوق كل اعتبار .
● التصدي الرادع و العقوبات الزجرية لمن تسول له نفسه المساس بالتنظيم الداخلي للمؤسسة أو المس بكرامة الأستاذ تحت أي ظرف كان ، و محاربة الفوضى و التسيب بيد من حديد ، و لا تأخذنا رأفة بمن لا رغبة له في الدراسة ، فطرده أفيد للآخرين .
● الفهم الصحيح و السليم لحقوق الإنسان .
● لا نجاح إلا بالإستحقاق دون خضوع للخريطة المدرسية .
● التركيز على هندام الطالب و حلاقة شعره ، بحيث تكون تربوية أخلاقية غير منافية لقيمنا
و خصوصياتنا .
● تقديم المساعدة الضرورية و العاجلة لرجل التعليم و لأسرته في قضاء مآربهم بالادارات العمومية الأخرى ، ليتسنى له الالتحاق بعمله .
● جعل الاعلام في خدمة العلم و الأدب ....
بحيث يتم القطع مع التفاهة و كل ما يسيء إلى تربية الأبناء .
و غير هذا مما يعضد و يدعم العملية التربوية التعلمية ، و يهذب السلوك ، و يوقظ الحس الوطني لدى أبنائنا ليكونوا على كامل الأهبة لتحمل المسؤولية و الرفع من شأن امتنا بين الأمم.
حينها يقينا سنصل الى ما نصبو إليه ، و لن تذهب الجهود سدى ما دمنا قد عقدنا العزم و أخذنا بكل الأسباب الممكنة ، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه ، فلننتظر الأسوأ ، و هذا ما لا يرغب فيه عاقل غيور محب لوطنه .
💼 وجهة نظر الأستاذ : زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق