لا تنغصوا علينا سفرنا

           ◾   لا تنغصوا علينا سفرنا ◾


            ليس منا من لم يدخل يوما إلى إحدى المحطات الطرقية ببلادنا ، إما مسافرا أو مستقبلا ضيفا عزيزا أو مودعا قريبا ، أو منتظرا طردا ، و لا يخرج منها إلا و قلبه منقبض لما يجري بساحتها من صراخ و عراك بين سائقي الحافلات و أعوانهم لأسباب تافهة كأن يتأخر أحد السائقين عن موعد مغادرته للمحطة أو استمالة أحد الركاب إلى حافلة  أخرى أو غيرها من الأسباب التي تشعل نار الخصام الذي يمتد في أحيان كثيرة إلى العنف الجسدي و تبادل الشتائم بألفاظ ساقطة تخدش حياء المسافرين خصوصا أولئك  الذين يصطحبون معهم أفراد أسرهم أو عائلاتهم مما يلوث أسماعهم و يثير اشمئزازا في نفوسهم ، و ينغص عليهم متعة السفر ، هذا ناهيك عن اللصوص والمشرملين الذين يتربصون بالمسافرين المغفلين.

أما الأزبال و القادورات و الروائح الكريهة فتعد المحطات الطرقية مطرحا لها ، لذلك فهي المكان الوحيد الذي يلوث السمع و البصر و الشم في آن واحد .

و الغريب في الأمر أن هذه الظاهرة تعم أغلب

المحطات الطرقية سيما الموجودة منها في المدن

الكبرى . و لولا قلة قليلة من عمالها الذين يتحلون بالخلق الحسن لظن المرء أن مزاولة هذا النوع من العمل لا تقبل إلا من كان عديم الحياء و المروءة ذا خلق فاسد ، و كأن هذا الفجور هو المطلوب في مثل هذا العمل لكسب الرزق وجلب الأرباح لأرباب الحافلات .

 لهذا لن أكون مغاليا إذا  أجزمت القول أن شر البقاع في يومنا هذا هي محطاتنا الطرقية .


          💼  صور من الواقع لزايد وهنا 💼







 



   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق