أموات أحياء

                     🌒  أموات أحياء  🌘


           كثيرا ما تراود مخيلتنا صور لأناس كانوا بالأمس بيننا و اليوم هم في قبورهم راقدون ، أناس طبعوا حياتنا بأحداث و مواقف أصبحت مجرد ذكرى تؤرقنا كلما تذكرناهم ، بعضهم من أهالينا و ذوينا تربطنا بهم صلة الرحم ، رحلوا عن دنيانا و تركوا لوعة و حزنا عميقين لا تمحوهما الأيام ، و بعضهم لا تجمعنا بهم أي صلة قرابة 

و لكننا نعرفهم من خلال ما قدموه لنا من أفضال في حياتهم ، سواء كانوا علماء أو فقهاء أو أدباء

أو فنانين أو غيرهم ممن بصموا في ذاكرتنا بصمات ما زلنا بين الحين و الآخر  نردد صداها الجميل فتتأجج في نفوسنا نار فراقهم  فلا نملك إلا أن نعزي النفس بالرجوع إلى ما قدموا من رونق إنتاجاتهم في مجالات الفكر و الأدب و الفن ، لنستحضر ذلك الزمن الجميل ببدائعه الزهراء 

و روائعه الغالية  ، عساها تخفف من وطأة  الغصة التي تخنقنا من جراء ما آلت إليه الحركة الفكرية و الفنية في أيامنا هذه من انحطاط و وضاعة .

و نظرا لهذا الأثر الطيب الذي تركه هؤلاء الموتى في نفوسنا ، تجدنا من حين لآخر نستحضر صورهم و نسترجع ذكرياتهم و أعمالهم الخالدة ، 

و نأخذ العبرة منهم لنعلم علم اليقين أننا في يوم ما سنغادر هذه الدنيا إلى حيث لا رجعة .

 فهل يا ترى قدمنا بين أيدينا ما يشفع لنا يوم نصير إلى ما صاروا إليه ؟ 

و هل يا ترى تركنا خلفنا أثرا طيبا تذكرنا به أجيالنا الآتية  فنؤجر عليه ؟

بالنسبة لي ، الجواب عن هذين السؤالين هو ما يقض مضجعي و يندرف له دمعي أكثر من حزني على فراق الأحبة .


            💼  العبد المذنب  زايد وهنا  💼


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق