صديقي

                     🌲   صديقي  🌲


         اسمه محمد ، و نحن نناديه ( صدوق ) تحببا ، هو أحد الأصدقاء الخمسة الذين جمعني بهم الجوار في نفس الحي ببلدتنا الصغيرة ، 

و شاءت الأقدار أن أودعت فينا ألفة و محبة منذ تلك السن المبكرة ، نلعب سويا ، و نمارس هواياتنا المفضلة كالسباحة و كرة القدم و لعب الورق ( الكارطة ) ، و تعلم العزف على الآلات الموسيقية ، فكان كل واحد يعزف على آلته المفضلة ، إلا أنا كنت لا أجيد العزف على أي منها ، رغم ولعي بالموسيقى .

هذه المحبة لازمتنا في كل مراحل العمر و ما زالت

مستمرة إلى حدود كتابة هذه الكلمات ، و ستدوم

ما شاء الله لها أن تدوم حتى يوارينا الثرى ،

و نحمد الله أن جعلها لمة حلال لا يشوبها حرام من قريب أو بعيد ، بدأت بريئة و بقيت كذلك .

من حق القارئ أن يتساءل ، لماذا استثنيت محمدا

عن بقية الخلان رغم أنهم كلهم على نفس الميزات

و لهم من الحسنات ما لا تجده في باقي شباب

البلدة ؟ .

الجواب بسيط و بكل موضوعية ، أن ( صدوق )

يفوقنا جميعا في خصلة واحدة وهي أنه السباق

في التطوع و مد يد العون في الأفراح كما في

الأتراح ، و لا أحد ينكر ذلك ، بمجرد ما يعلم بالحدث حتى تجده بجانبك مواسيا و مساعدا ، 

لا يبخل علينا بشيء من حيلته و قوته متى كنا

في حاجة إليها ، و لعل هذه الميزة جعلتنا ننتدبه

لكثير من المهام ، فهو من يتولى إعداد الولائم كلما

أجمع الخلان على إحياء ليالي الطرب التي كنا

نعقدها من حين لآخر بمنزل أحدنا ، و نظرا لحسن

تصرف مجموعتنا هذه ، فقد انضم إليها بعض شباب البلدة ممن لمسنا فيهم السلوك القويم ،

و أصبح العدد يقارب إثنا عشر فردا ممن تستهويهم الموسيقى و الطرب ، فالكل يعشق قصائد الملحون و بعض الأغاني الخالدة ، فكانت هذه اللقاءات البريئة تسعد الجميع ، إذ تكسر لديهم رتابة الحياة و مشاغلها ، فكانت بالنسبة لهم محطات يروحون بها عن أنفسهم و يتزودون من خلالها بطاقة الصبر و العزم لمواجهة الصعاب .

كان ( صدوق ) بارعا في الطبخ بشهادة الجميع ،

و كان أكثر براعة في العزف على الدربوكة .

أطال الله في عمره و بقية الإخوة ولا حرمنا من جلساتهم الشيقة ، و زادهم تماسكا و محبة .



                  ✏  أخوك  زايد وهنا   ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق