ابن ابراهيم

                         🌷 ابن إبراهيم 🌷


        رجل على مشارف الستين من عمره ، اسمه أحمد و لكن الجميع ينادونه بحميد تحببا ، رجل ذو قامة معتدلة و مظهر أنيق و شخصية مهابة ، يفرض عليك احترامه لا لشيء و إنما لحسن خلقه 

و جميل تصرفه و حلو حديثه .

لم تكن تربطني به فيما مضى أي علاقة سوى علاقة تبادل التحايا من بعيد ، شأنه في ذلك شأن أبناء بلدتي الذين تكون معرفتي بهم معرفة سطحية ، خصوصا و أن هذا الشخص كان و لفترة طويلة جنديا مرابطا في تخوم الصحراء المغربية  

فلا يزور البلدة إلا على فترات متباعدة ، لذلك

ظلت علاقتي به لا تتعدى ذلك اللقاء العابر ،

و لكن ما لبث أن انتقل إلى بلدتنا حيث أكمل

مشواره في الجندية حتى أحيل على المعاش .

في هذه المدة التي قضاها بين ظهرانينا تعرفت

عليه عن قرب ، و لمست في الرجل ما كنت أجهله

عنه ، لقد حباه الله أخلاقا فاضلة و سلوكا قويما

و تصرفا لبقا جعلت له محبة و قبولا عند الناس ، و لعل هذه الأوصاف التي يندر وجودها في بعض

الناس هي التي قربتني إليه و قربته مني ، و كأن

القلوب تلاءمت مع بعضها ، فأصبحت أرغب في

مجالسته و إثارة العديد من المواضيع معه ، إذ

وجدت فيه الشخص المتزن الذي صقلت التجارب

وعيه ، متفهما لأمور الحياة و مصاعبها ، له اطلاع

غير يسير في مجال العلم و الآداب ، متذوقا للفنون الجميلة ، لا تشعر و أنت في صحبته إلا

بما يثير إعجابك و ينال رضاك ، لا يبخل عليك

بشيء من قوته و حيلته ، و الأهم من كل هذا

و باختصار شديد رجل شهم صافي السريرة لا

يحمل حقدا و لا كراهية لأحد ، يحب الجميع

و الجميع يحبه .

فاللهم احفظه لنفسه و لأسرته و لبلدته ، و زده

طيبوبة على طيبوبته ، إنك ولي ذلك و القادر عليه .


            ✏  محبك في الله : زايد وهنا ✏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق