👌 البورجوازية العمياء 👌
كثيرا ما نسمع أن أحد الأثرياء عربيا كان أو أعجميا قد اشترى لوحة لأحد الرسامين المشهورين بمبالغ مالية تفوق الخيال ، و منهم من
يشتري تحفة فنية تعود صناعتها إلى قرون خلت
بمبلغ كبير من المال ، أو سيارة من النوع القديم جدا بل منهم من جمع أعداد كبيرة من موديلات
السيارات القديمة و الحديثة على السواء ،
و أنفق من أجل ذلك ثروة هائلة لا تعد و لا تحصى
علما أنه لا يستعملها و إنما يحتفظ بها للزينة
و التفاخر .
و لم يقتصر الأمر على اللوحات و التحف
و السيارات بل امتد بهم الأمر إلى شراء حذاء
لاعب كرة قدم مشهور أو قميص لاعب كرة سلة
ماهر أو نظارات مغن كبير أو ساعة أحد المشاهير
كل هذه المقتنيات و غيرها مما لا يتسع المقال لذكره بأموال طائلة يعجز الإنسان عن عدها ،
لا لشيء و إنما ليفتخر و يفاخر بها غيره من أمثاله
الأثرياء أينما وجدوا في العالم .
في الحقيقة أنا شخصيا أستغرب مثل هذه التصرفات و لا أجد لها مبررا مقنعا و لا أثرا في
الحياة الاجتماعية ، و أجزم حسب رأيي الشخصي
أن فاعلها بلغ به الجهل و الغباء أقصى الدركات
إذ لا يعقل أن ينفق شخص سوي هذه المبالغ الطائلة على أشياء تافهة لا تسمن و لا تغني من جوع ، في حين لو استثمرها في مشاريع كبيرة
تعود عليه و على بلده و على الناس بالنفع العميم
لكان أفضل و أجدى نفعا و في الوقت ذاته يكون قد أنقذ عددا كبيرا من شباب بلده و أسرهم من قبضة الفقر ، و لم لا ينفق ما فضل عليه من أموال في أعمال البر و الإحسان كتجهيز مستشفيات أو مؤسسات تعليمية أو الإنفاق على دور العجزة
و ملاجئ الأيتام أو غيرها من وجوه الخير و ما أحوج الناس إلى هذه الخدمات في كثير من بلدان العالم ، و لو فعل لأحس حقا بسعادة غامرة لا
تضاهيها سعادة ، و لكن البورجوازية العمياء طمست بصيرته و جعلته ينفقها في التفاهات ظنا منه أنها ستحقق له السعادة ، فمتى كانت مثل هذه المقتنيات تجلب السعادة لمن أشقاه الثراء حتى صار نقمة عليه عوض أن يكون نعمة ، و الحقيقة شتان بين هؤلاء و بين السعادة ، فهم مهما فعلوا لن يسعدوا أنفسهم لأنهم بعيدون كل البعد عن
أسبابها و شروطها .
✏ وجهة نظر للنقاش : زايد وهنا ✏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق