🔍 عاتب نفسك 🔍
قال السلف في مضرب الأمثال الشعبية :
" للي ضربتو يدو ما يبكي "
بمعنى : من صفع وجهه بيده لا يمكنه أن يبكي ، فهو من فعل ذلك بنفسه .
فلو تلقى الصفعة من غريب لحق له البكاء ، و لكن
أن يصفع وجهه بيده و يبكي فهذا غير منطقي و لا يقبله عقل سليم .
و لكن للأسف هناك الكثير من الناس في أيامنا
هذه و في ظروفنا هذه يبكون من ألم الصفعة
علما أنهم هم من صفعوا وجوههم بأيديهم
و برضاهم ولا أحد أجبرهم على ذلك ، لا لشيء
و إنما لأنهم تلقوا مقابل ذلك وعدا كاذبا أو مبلغا زهيدا لا يسمن و لا يغني من جوع .
و الغريب و الأدهى أنهم صفعوا وجوههم بأيديهم
مرات عديدة قبل هذه و لم يتعظوا ، غير أن هذه الصفعة الأخيرة كانت أشد قوة و ألما من سابقتها ، فهل يا ترى سيمسكون عليهم أيديهم حتى لا يؤدوا أنفسهم ، أم أنهم اعتادوا على ألم الصفع ، فإن كان كذلك فلا داعي للبكاء ، فهم من وضعوا أنفسهم في هذا الموقف البئيس ، فلا يحق لهم أن
يتدمروا من الفساد و الفقر و الغلاء ما داموا قد أخذوا المبالغ الزهيدة و الوعود الكاذبة .
و في هذا السياق قال السلف تتمة لما سبق :
" للي دارها بيديه يفكها بسنيه "
و قالوا أيضا :
" البكاء وراء الميت خسارة " .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق