⛏ لا تستنقص من شأنهم ⛏
أعمال في ظاهرها بسيطة و لكن في عمقها شريفة
و فاضلة ، أصحابها مغمورون لا ينتبه إليهم أحد و لا تعطى لأعمالهم قيمة ، بل هناك ضعاف العقول ممن يزدرونها
و يعتبرونها خاصة بأولئك الفقراء البسطاء ، الذين سدت في وجوههم أبواب أعمال أخرى ، و لكن العكس هو الصحيح فهذه الأعمال التي تظنها بسيطة لها دور كبير في حياتنا
و لا يزاولها إلا الصابرون المتواضعون ، و نذكر على سبيل المثال لا الحصر :
غسال الموتى - حفار القبور - عامل النظافة -الحارس الليلي - و .....
حقيقة الأمر لو تجرد الناس من أنانيتهم و تمعنوا قليلا في هذه الأعمال و أصحابها لاتضح لهم عكس ما يعتقدون ، فمثل هذه الأعمال لا يقوم بها إلا الشرفاء الذين يكسبون قوتهم اليومي من عرق جباههم و ينالون من ورائها ثوابا عظيما .
تخيل لو أن أحد أقاربك وافاه الأجل و لم تجد من يقوم بتغسيله ، أو من يتولى حفر قبره ، كيف ستتصرف في موقف كهذا ، علما بأنك أنت نفسك عاجز عن فعلها و غير ملم بقواعدها و لم تعود نفسك على فعلها إذ منعك جهلك
و تكبرك ، حينها ستنزل من برجك العاجي و تعترف رغما عن أنفك بقيمة هؤلاء و أهمية أعمالهم .
تصور منظر الشوارع بمدينتك و هي تعج بالأزبال
و القاذورات التي تنبعث منها الروائح الكريهة و تضج بكل أنواع الفيروسات الفتاكة ، لعلك حينها تدرك دور عامل النظافة الذي كنت فيما قبل تنظر إليه نظرة دونية .
كيف سيكون موقفك إذا وجدت زجاج سيارتك مهشم
و أجهزتها مخربة ، طبعا ستنتابك هيستريا الغضب والسخط ، ألا ترى أن الحارس الليلي جنبك هذا الموقف إذ قضى ليله يقظا لكي تنام أنت مطمئنا على بيتك و سيارتك .
أعرفت الآن قيمة هذه الأعمال و تضحيات أصحابها ، إذن أعد النظر في تصورك هذا و عوض نظرة الاحتقار
و النقص بنظرة الإعجاب و التقدير و لا تساومهم على ذلك المبلغ الزهيد الذي تؤديه مقابل خدماتهم بل أجزل لهم العطاء متى أسدوك خدمة لتبعث في نفوسهم الحماس في مواصلة تضحياتهم و حتى لا تنقطع مثل هذه الأعمال ما دمت لا تستطيع القيام بها و أنت في أمس الحاجة إليها لأنها من ضروريات الحياة و لا غنى لك عنها و عن مزاوليها إن لم يكن اليوم فغدا .
✏ بقلم زايد وهنا ✏
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق