😥 من يرثي القيم ؟ 😥
صحيح أن موت الناس يترك حزنا بليغا و جرحا عميقا قد لا يلتئم أبدا خصوصا لدى أهلهم
و ذويهم ، و لكن هي سنة الله في خلقه ، يموت أناس و يولد آخرون و تستمر الحياة ، و ليس في بني البشر من لم يكتو بنار الفراق عند فقدان عزيز و هو أمر ليس بالهين على النفس و إن اختلفت درجات الصبر و التحمل بين الناس ، فتجدهم يقيمون المآتم عند الجنائز ، فيبكون موتاهم بكاء مرا مريرا يخنق الأنفاس و يقطع الأكباد ، و قد يرثونهم شعرا تنذرف له دموع الحاضرين .
نعم هذا ما نراه في حياتنا اليومية المعتادة و هو المعمول به منذ أن خلق الله الإنسان و استخلفه في الأرض ، فليس من الغريب أن نتأثر بموت قريب و نحزن على فقدانه حزنا شديدا هذا أمر طبيعي جبل عليه الانسان ، و لكن الأغرب أنني ما رأيت يوما إنسانا يبكي بنفس المرارة حزنا و كمدا
و تحسرا على موت و فقدان بعض القيم الإنسانية النبيلة ، التي نشيعها واحدة تلوى الأخرى كل يوم ،
و لا نبالي بالفراغ الذي تتركه فينا و قد دفناها
و تجردنا منها و لم يعد لها ذكرا بيننا ، و لو أن أحدنا اغتاظ أسفا عليها ما كان عندي ملوما بل كان به عندي جديرا .
لقد ماتت فينا الفضيلة و المروءة ، و ذهب منا الحياء و الوقار ، و استهزأنا بالصداقة و الوفاء ،
و عفرنا في الوحل الكبرياء و العفاف ، و استنقصنا الكرم و الإيثار ، و وأدنا الفنون الراقية ، و آذينا الطبيعة ووو....
و لا بكيناها يوما و لا تأسفنا على فراق هذه المكارم و لا رثيناها شعرا و لا حتى تذكرناها مجرد ذكرى
و كأنها ليست أغلى ما نملك ،
بل الأدهى أننا عوضناها بنقائضها التي لا تبث للإنسانية بصلة و صرنا كالأنعام نعلف و نلهو
متناسين أننا وارينا انسانيتنا التراب ، و دفنا سعادتنا بأيدينا ، و جلبنا البؤس و الشقاء لحياتنا باسم التقدم و التحرر في حضارة منخورة العظام ، سرعان ما يظهر فشلها و نقائصها عند كل مكروه ،
و لنا في داء كورونا أبلغ عبرة لمن أراد أن يعتبر .
لله درنا ! أليس من أولى الأولويات في نظري المتواضع أن نبكي و نحزن على فقدان أي قيمة من القيم الانسانية السامية المذكورة و الغير المذكورة ، لأن بفقدها نكون قد فقدنا قسطا من سعادتنا ، أما فقدان الأحبة فهو حكمة إلاهية و سنة كونية محسوبة العواقب ، يعتقدها و يؤمن بها كل إنسان في هذا الوجود ، و لا يجحدها إلا كنود
أو مجنون .
منذ الأزل تموت أقوام و تخلفها أقوام ، لكن إذا ماتت القيم فإنها لا تعوض بغيرها إذ ليس لها بديل يقوم مقامها ، و لكن للأسف ما نراه اليوم من تفريط في هذه القيم لا يبشر بالخير و لا يبعث على الارتياح ، و لولا قلة قليلة من الناس الذين ما يزالون متمسكين بهذه القيم ، لقلت جازما بأننا كالأنعام بل نحن أضل منها سبيلا .
ختاما ليس اليتيم من فقد أبويه و لكن اليتيم حقا من فقد قيمه و أضاع مبادئه .
⚫ خاطرة من وحي الواقع لكاتبها زايد وهنا⚫
صحيح أن موت الناس يترك حزنا بليغا و جرحا عميقا قد لا يلتئم أبدا خصوصا لدى أهلهم
و ذويهم ، و لكن هي سنة الله في خلقه ، يموت أناس و يولد آخرون و تستمر الحياة ، و ليس في بني البشر من لم يكتو بنار الفراق عند فقدان عزيز و هو أمر ليس بالهين على النفس و إن اختلفت درجات الصبر و التحمل بين الناس ، فتجدهم يقيمون المآتم عند الجنائز ، فيبكون موتاهم بكاء مرا مريرا يخنق الأنفاس و يقطع الأكباد ، و قد يرثونهم شعرا تنذرف له دموع الحاضرين .
نعم هذا ما نراه في حياتنا اليومية المعتادة و هو المعمول به منذ أن خلق الله الإنسان و استخلفه في الأرض ، فليس من الغريب أن نتأثر بموت قريب و نحزن على فقدانه حزنا شديدا هذا أمر طبيعي جبل عليه الانسان ، و لكن الأغرب أنني ما رأيت يوما إنسانا يبكي بنفس المرارة حزنا و كمدا
و تحسرا على موت و فقدان بعض القيم الإنسانية النبيلة ، التي نشيعها واحدة تلوى الأخرى كل يوم ،
و لا نبالي بالفراغ الذي تتركه فينا و قد دفناها
و تجردنا منها و لم يعد لها ذكرا بيننا ، و لو أن أحدنا اغتاظ أسفا عليها ما كان عندي ملوما بل كان به عندي جديرا .
لقد ماتت فينا الفضيلة و المروءة ، و ذهب منا الحياء و الوقار ، و استهزأنا بالصداقة و الوفاء ،
و عفرنا في الوحل الكبرياء و العفاف ، و استنقصنا الكرم و الإيثار ، و وأدنا الفنون الراقية ، و آذينا الطبيعة ووو....
و لا بكيناها يوما و لا تأسفنا على فراق هذه المكارم و لا رثيناها شعرا و لا حتى تذكرناها مجرد ذكرى
و كأنها ليست أغلى ما نملك ،
بل الأدهى أننا عوضناها بنقائضها التي لا تبث للإنسانية بصلة و صرنا كالأنعام نعلف و نلهو
متناسين أننا وارينا انسانيتنا التراب ، و دفنا سعادتنا بأيدينا ، و جلبنا البؤس و الشقاء لحياتنا باسم التقدم و التحرر في حضارة منخورة العظام ، سرعان ما يظهر فشلها و نقائصها عند كل مكروه ،
و لنا في داء كورونا أبلغ عبرة لمن أراد أن يعتبر .
لله درنا ! أليس من أولى الأولويات في نظري المتواضع أن نبكي و نحزن على فقدان أي قيمة من القيم الانسانية السامية المذكورة و الغير المذكورة ، لأن بفقدها نكون قد فقدنا قسطا من سعادتنا ، أما فقدان الأحبة فهو حكمة إلاهية و سنة كونية محسوبة العواقب ، يعتقدها و يؤمن بها كل إنسان في هذا الوجود ، و لا يجحدها إلا كنود
أو مجنون .
منذ الأزل تموت أقوام و تخلفها أقوام ، لكن إذا ماتت القيم فإنها لا تعوض بغيرها إذ ليس لها بديل يقوم مقامها ، و لكن للأسف ما نراه اليوم من تفريط في هذه القيم لا يبشر بالخير و لا يبعث على الارتياح ، و لولا قلة قليلة من الناس الذين ما يزالون متمسكين بهذه القيم ، لقلت جازما بأننا كالأنعام بل نحن أضل منها سبيلا .
ختاما ليس اليتيم من فقد أبويه و لكن اليتيم حقا من فقد قيمه و أضاع مبادئه .
⚫ خاطرة من وحي الواقع لكاتبها زايد وهنا⚫