🚲 رجل في الذاكرة 🚲
إني مخبرك عن رجل كان من أوائل الرجال الذين عرفتهم في طفولتي بحكم الجوار ، كان حقا أغرب الناس في نظري و كان رأس ما أغربه عندي ، طريقته في تدبير أمور حياته ، ما رأيت له شبيها فيمن عرفتهم من الرجال في تلك السن و بعدها ، إذا صادفه في الطريق من لا يعرفه و أمعن النظر في ثيابه الرثة و نعليه المهترئتين ظنه مجنونا
أو فقيرا معدما، و لكن الحقيقة لا هذا و لا ذاك مما يظنه البعض و إنما هي فلسفته في الحياة ، يعيشها وفق هواه ، و كأن لسان حاله يقول لكم عالمكم
و لي عالمي .
تراه يمشي وحيدا بخطى وئيدة مطأطأ الرأس ، لا يلتفت البتة ،غير مكثرت بما يجري حوله و كأن العالم بصخبه و حركته لا يهمه منه غير رغيف خبز و علبة سردين يبتاعها من متجر جاره و ما سوى ذلك لا يعنيه في شيء .
ما ثبت عنه يوما أن شارك أهل البلد في تجمعاتهم سواء كانت أفراحا أو أتراحا أو غير ذلك مما ينجذب إليه الناس ، و رغم ذلك فالجميع يعرفه ، لأنه هو الوحيد في البلدة الذي كان الأهالي يقصدونه لإصلاح دراجاتهم الهوائية كما يقصده الأطفال لاكتراء الدراجات الصغيرة التي تناسب أعمارهم ، و كنت أحد هؤلاء الأطفال الذين ما أن تقع بين أيديهم القطعة النقدية الصفراء من فئة عشرين سنتيما إلا و انطلقت أسابق الريح صوب ورشته لأظفر بتلك الدراجة الصغيرة الزرقاء قبل أن يسبقني إليها أحد الأقران ، فإذا لم أجدها أنتظر عودتها في شوق و لهفة لمدة عشرين دقيقة ، إذ هي المدة التي تخولها عشرون سنتيما لمكتريها ،
و المحظوظ من الأقران في ذلك الزمن من جادت عليه الأقدار بالقطعة النقدية الصفراء الكبيرة الحجم من فئة خمسين سنتيما ، فهو يقلبها بين يديه و يعتد مزهوا بنفسه و بقطعته ، و لم لا يفاخر و هو يعلم أنها تمكنه من ركوب الدراجة لمدة ساعة ، ففرحته بذلك لا تضاهيها فرحة ، و اعتزازه بما يملك يشعل نار الغبطة و الغيرة في نفوس الأتراب .
هكذا عرفنا هذا الرجل و نحن أطفال ، و لم يكن يهمنا من حياته سوى تلك المتعة التي توفرها لنا دراجاته ، ولكن عندما كبرت ، بدأت أتساءل في قرارة نفسي عن طباع هذا الرجل الغريبة ، خصوصا و أنني سكنت في نفس الحي الذي يسكنه قبل أن تنتقل أسرتي الى حي جديد ، فقد تعود أهل الحي و الجيران على رتابة حياة هذا الرجل الأعزب الذي لم يسبق له أن تزوج ، بل كرس حياته في خدمة والدته التي بلغت من الكبر عتيا ، إلى أن غادرته الى دار البقاء ، فأصبح يعيش وحيدا في بيت من تراب جد متواضع ، يفتقر لأدنى ضروريات العيش .
لا يمكنك أن تمر يوما أمام ورشته دون أن ترى مجموعة من القطط تحوم حوله ، بل إن بعضها تتخذ ركبتيه متكأ تستلقي عليها في اطمئنان
و هدوء شامل و كأنها في حضن أمها ، و كيف لا تعتبره كذلك و هو الذي يطعمها يوميا لحما
و سمكا ، و ربما قبل أن يطعم نفسه .
كما لا يمكن أن تمر به دون أن تسمع صوت مذياعه ، يملأ المكان من حوله أخبارا و ألحانا ، مذياع أخضر اللون متوسط الحجم و قد وضع له غلافا من الجلد ، دأب على تعليقه بعتبة باب الورشة على مرمى من يده ليتمكن دون أن يتنحى عن كرسيه من تغيير الموجات الإذاعية تبعا للبرامج التي كان يترصد موعد بثها بدقة متناهية ، ولعل إدمانه على الاستماع للبرامج الإذاعية المتنوعة أكسبه ثقافة إعلامية قل نظيرها حتى في أوساط المهتمين ، فأغلب دول العالم يعرف عواصمها
و رؤساءها و زعماءها السياسيين ، و لا يقتصر الأمر على هذه المعارف بل له إلمام بالمجال الفني خصوصا مجال الغناء فبمجرد أن يسمع أغنية من أغاني ذاك الزمن الجميل إلا و ذكر لك شاعرها
و ملحنها و مغنيها ، و قد يزيد على ذلك .
كان هذا دأبه في كل يوم ، يعمل منشرح الصدر ، لا يتبرم و لا يتسخط و لا يشكو ألما الى أحد ، يتقن عمله بأجر زهيد ، و إذا أعطيته أجرته شكرك قبل أن تشكره .
ينهي العمل قبل حلول الظلام إذ ليس في الورشة إنارة كهربائية ، فيأخذ المذياع --أنيسه الوحيد -- على كتفه و يتجه صوب المقهى المعتاد حيث يقضي وقتا يسيرا يجالس فيه ثلة من الرجال ممن اعتاد على مجالستهم ، و الذين هم بدورهم ينتظرونه ليطلعهم عما جد في الأخبار الوطنية
و العالمية .
يحتسي الشاي في صمت و لا يتدخل في النقاش إلا لتوضيح فكرة أو تقويم اعوجاج ، فإذا حان موعد العشاء حمل مذياعه كعادته على كتفه
و انصرف بهدوء مودعا جلساءه .
كان عالمه ينحصر بين البيت و الورشة مرورا بالمقهى الشعبي المتواجد بينهما في مسار يكاد يكون مستقيما ، و لا يذكر أحد من الأهالي أن رآه في مكان غير هذا المسار .
لا أنكر انه كانت تتملكني رغبة في معرفة بعض أسرار هذا الرجل ، و لكن لم أستطع أن أخوض في خصوصياته إذ لا حق لي في ذلك ، بل كنت من حين لآخر أمازحه بطرح أسئلة فنية قصد تعجيزه ، فكان يومئ برأسه في حركة استهزائية من سؤالي ، إذ يعتبره سهلا و بسيطا فيجيب عنه إجابة شافية ، و شيئا فشيئا بدأت أتجرأ في طرح الأسئلة و أتوسع في النقاش سيما أن الرجل ليس لديه ما يخفيه ، يتحدث بعفوية و براءة ، فأطلعني على أمور لم أكن لأتخيلها أو أتوقعها ، إذ أخبرني أنه منذ سنة 1959 لم يغادر البلدة و العجيب في الأمر أنه منذ ذلك العهد لم يزر مدشرا من المداشر المحيطة بها بل الأغرب من ذلك كله أنه خلال كل هذه المدة التي تزيد عن الخمسين سنة لم تطأ قدمه مصلحة من المصالح العمومية التي يرتادها الناس لقضاء حاجاتهم الإدارية ، و لم يقصد قط مستوصفا للاستشفاء إلا مرة واحدة حيث سيق إليه مرغما مكرها جراء نزيف حاد من جرح غائر كاد يفقده يده لولا تدخل أحد الجيران الذي سمع أنينه و هاله ما رأى من خطورة الجرح فطلب الاسعاف على وجه السرعة ، فكانت تلك أول و آخر مرة يركب وسيلة نقل --الساعفة-- كما كانت أول و آخر مرة يزور فيها المستشفى حتى أنه غادره قبل أن يأذن له الطبيب و دون أن يراه أحد ، مستعجلا عودته إلى عالمه المتحرر من كل القيود .
إذن إلى هذا الحد لم أستطع معه صبرا
و تساءلت كيف يقضي مآربه الإدارية إذا كان حقا لا يزور المصالح العمومية ، فاكتشفت أمرا محيرا إذ أخبرني أنه لا يملك بطاقة هوية و أضاف أنه ليس في حاجة إليها ما دام لا يسافر و لا يشارك في الاستحقاقات الوطنية ، لأن اسمه غير مدرج في اللوائح الانتخابية ، كما أنه لا يملك هاتفا و لا يتراسل مع أحد ، و أكثر من هذا و تفاديا لأي علاقة أو احتكاك بينه و بين المؤسسات العمومية آلى على نفسه ألا يربط ورشته و بيته بشبكة توزيع الماء و الكهرباء لئلا يكون لديه ما يربطه بالمخزن على حد تعبيره .
هكذا اختار الرجل أن يعيش حياته على الهامش بل هكذا قدر له أن يقضيها غاية في البساطة و القناعة ، و لكنها متحررة من كل قيد يعكر صفوها ، لذلك عرفت السعادة طريقها الى قلبه في حين ضلت طريقها الى قلوب الكثيرين ،
و هنا استبدت بي الحيرة ، و وجدتني أسائل نفسي سؤالا فلسفيا ، كيف خلق هذا الرجل عالمه الخاص ، و تعايش معه طيلة هذه المدة دون كلل أو ملل ، راضي النفس مطمئن البال ؟؟؟
نعم هكذا عاش المسكين في صمت و رحل في صمت ولم يترك خلفه غير قططه ترثيه مواء.
و لم يبق في خاطري أنا غير أثر من ذكريات الزمن الجميل ، ذكريات عاثت بها عوادي الليالي فأمست جمرا يتأجج كلما هبت عليه رياح الحنين فيذرف الشوق حبرا أسكبه عبرات و أدعية على أبواب المدافن .
🚵الكاتب : زايد وهنا🚴
إني مخبرك عن رجل كان من أوائل الرجال الذين عرفتهم في طفولتي بحكم الجوار ، كان حقا أغرب الناس في نظري و كان رأس ما أغربه عندي ، طريقته في تدبير أمور حياته ، ما رأيت له شبيها فيمن عرفتهم من الرجال في تلك السن و بعدها ، إذا صادفه في الطريق من لا يعرفه و أمعن النظر في ثيابه الرثة و نعليه المهترئتين ظنه مجنونا
أو فقيرا معدما، و لكن الحقيقة لا هذا و لا ذاك مما يظنه البعض و إنما هي فلسفته في الحياة ، يعيشها وفق هواه ، و كأن لسان حاله يقول لكم عالمكم
و لي عالمي .
تراه يمشي وحيدا بخطى وئيدة مطأطأ الرأس ، لا يلتفت البتة ،غير مكثرت بما يجري حوله و كأن العالم بصخبه و حركته لا يهمه منه غير رغيف خبز و علبة سردين يبتاعها من متجر جاره و ما سوى ذلك لا يعنيه في شيء .
ما ثبت عنه يوما أن شارك أهل البلد في تجمعاتهم سواء كانت أفراحا أو أتراحا أو غير ذلك مما ينجذب إليه الناس ، و رغم ذلك فالجميع يعرفه ، لأنه هو الوحيد في البلدة الذي كان الأهالي يقصدونه لإصلاح دراجاتهم الهوائية كما يقصده الأطفال لاكتراء الدراجات الصغيرة التي تناسب أعمارهم ، و كنت أحد هؤلاء الأطفال الذين ما أن تقع بين أيديهم القطعة النقدية الصفراء من فئة عشرين سنتيما إلا و انطلقت أسابق الريح صوب ورشته لأظفر بتلك الدراجة الصغيرة الزرقاء قبل أن يسبقني إليها أحد الأقران ، فإذا لم أجدها أنتظر عودتها في شوق و لهفة لمدة عشرين دقيقة ، إذ هي المدة التي تخولها عشرون سنتيما لمكتريها ،
و المحظوظ من الأقران في ذلك الزمن من جادت عليه الأقدار بالقطعة النقدية الصفراء الكبيرة الحجم من فئة خمسين سنتيما ، فهو يقلبها بين يديه و يعتد مزهوا بنفسه و بقطعته ، و لم لا يفاخر و هو يعلم أنها تمكنه من ركوب الدراجة لمدة ساعة ، ففرحته بذلك لا تضاهيها فرحة ، و اعتزازه بما يملك يشعل نار الغبطة و الغيرة في نفوس الأتراب .
هكذا عرفنا هذا الرجل و نحن أطفال ، و لم يكن يهمنا من حياته سوى تلك المتعة التي توفرها لنا دراجاته ، ولكن عندما كبرت ، بدأت أتساءل في قرارة نفسي عن طباع هذا الرجل الغريبة ، خصوصا و أنني سكنت في نفس الحي الذي يسكنه قبل أن تنتقل أسرتي الى حي جديد ، فقد تعود أهل الحي و الجيران على رتابة حياة هذا الرجل الأعزب الذي لم يسبق له أن تزوج ، بل كرس حياته في خدمة والدته التي بلغت من الكبر عتيا ، إلى أن غادرته الى دار البقاء ، فأصبح يعيش وحيدا في بيت من تراب جد متواضع ، يفتقر لأدنى ضروريات العيش .
لا يمكنك أن تمر يوما أمام ورشته دون أن ترى مجموعة من القطط تحوم حوله ، بل إن بعضها تتخذ ركبتيه متكأ تستلقي عليها في اطمئنان
و هدوء شامل و كأنها في حضن أمها ، و كيف لا تعتبره كذلك و هو الذي يطعمها يوميا لحما
و سمكا ، و ربما قبل أن يطعم نفسه .
كما لا يمكن أن تمر به دون أن تسمع صوت مذياعه ، يملأ المكان من حوله أخبارا و ألحانا ، مذياع أخضر اللون متوسط الحجم و قد وضع له غلافا من الجلد ، دأب على تعليقه بعتبة باب الورشة على مرمى من يده ليتمكن دون أن يتنحى عن كرسيه من تغيير الموجات الإذاعية تبعا للبرامج التي كان يترصد موعد بثها بدقة متناهية ، ولعل إدمانه على الاستماع للبرامج الإذاعية المتنوعة أكسبه ثقافة إعلامية قل نظيرها حتى في أوساط المهتمين ، فأغلب دول العالم يعرف عواصمها
و رؤساءها و زعماءها السياسيين ، و لا يقتصر الأمر على هذه المعارف بل له إلمام بالمجال الفني خصوصا مجال الغناء فبمجرد أن يسمع أغنية من أغاني ذاك الزمن الجميل إلا و ذكر لك شاعرها
و ملحنها و مغنيها ، و قد يزيد على ذلك .
كان هذا دأبه في كل يوم ، يعمل منشرح الصدر ، لا يتبرم و لا يتسخط و لا يشكو ألما الى أحد ، يتقن عمله بأجر زهيد ، و إذا أعطيته أجرته شكرك قبل أن تشكره .
ينهي العمل قبل حلول الظلام إذ ليس في الورشة إنارة كهربائية ، فيأخذ المذياع --أنيسه الوحيد -- على كتفه و يتجه صوب المقهى المعتاد حيث يقضي وقتا يسيرا يجالس فيه ثلة من الرجال ممن اعتاد على مجالستهم ، و الذين هم بدورهم ينتظرونه ليطلعهم عما جد في الأخبار الوطنية
و العالمية .
يحتسي الشاي في صمت و لا يتدخل في النقاش إلا لتوضيح فكرة أو تقويم اعوجاج ، فإذا حان موعد العشاء حمل مذياعه كعادته على كتفه
و انصرف بهدوء مودعا جلساءه .
كان عالمه ينحصر بين البيت و الورشة مرورا بالمقهى الشعبي المتواجد بينهما في مسار يكاد يكون مستقيما ، و لا يذكر أحد من الأهالي أن رآه في مكان غير هذا المسار .
لا أنكر انه كانت تتملكني رغبة في معرفة بعض أسرار هذا الرجل ، و لكن لم أستطع أن أخوض في خصوصياته إذ لا حق لي في ذلك ، بل كنت من حين لآخر أمازحه بطرح أسئلة فنية قصد تعجيزه ، فكان يومئ برأسه في حركة استهزائية من سؤالي ، إذ يعتبره سهلا و بسيطا فيجيب عنه إجابة شافية ، و شيئا فشيئا بدأت أتجرأ في طرح الأسئلة و أتوسع في النقاش سيما أن الرجل ليس لديه ما يخفيه ، يتحدث بعفوية و براءة ، فأطلعني على أمور لم أكن لأتخيلها أو أتوقعها ، إذ أخبرني أنه منذ سنة 1959 لم يغادر البلدة و العجيب في الأمر أنه منذ ذلك العهد لم يزر مدشرا من المداشر المحيطة بها بل الأغرب من ذلك كله أنه خلال كل هذه المدة التي تزيد عن الخمسين سنة لم تطأ قدمه مصلحة من المصالح العمومية التي يرتادها الناس لقضاء حاجاتهم الإدارية ، و لم يقصد قط مستوصفا للاستشفاء إلا مرة واحدة حيث سيق إليه مرغما مكرها جراء نزيف حاد من جرح غائر كاد يفقده يده لولا تدخل أحد الجيران الذي سمع أنينه و هاله ما رأى من خطورة الجرح فطلب الاسعاف على وجه السرعة ، فكانت تلك أول و آخر مرة يركب وسيلة نقل --الساعفة-- كما كانت أول و آخر مرة يزور فيها المستشفى حتى أنه غادره قبل أن يأذن له الطبيب و دون أن يراه أحد ، مستعجلا عودته إلى عالمه المتحرر من كل القيود .
إذن إلى هذا الحد لم أستطع معه صبرا
و تساءلت كيف يقضي مآربه الإدارية إذا كان حقا لا يزور المصالح العمومية ، فاكتشفت أمرا محيرا إذ أخبرني أنه لا يملك بطاقة هوية و أضاف أنه ليس في حاجة إليها ما دام لا يسافر و لا يشارك في الاستحقاقات الوطنية ، لأن اسمه غير مدرج في اللوائح الانتخابية ، كما أنه لا يملك هاتفا و لا يتراسل مع أحد ، و أكثر من هذا و تفاديا لأي علاقة أو احتكاك بينه و بين المؤسسات العمومية آلى على نفسه ألا يربط ورشته و بيته بشبكة توزيع الماء و الكهرباء لئلا يكون لديه ما يربطه بالمخزن على حد تعبيره .
هكذا اختار الرجل أن يعيش حياته على الهامش بل هكذا قدر له أن يقضيها غاية في البساطة و القناعة ، و لكنها متحررة من كل قيد يعكر صفوها ، لذلك عرفت السعادة طريقها الى قلبه في حين ضلت طريقها الى قلوب الكثيرين ،
و هنا استبدت بي الحيرة ، و وجدتني أسائل نفسي سؤالا فلسفيا ، كيف خلق هذا الرجل عالمه الخاص ، و تعايش معه طيلة هذه المدة دون كلل أو ملل ، راضي النفس مطمئن البال ؟؟؟
نعم هكذا عاش المسكين في صمت و رحل في صمت ولم يترك خلفه غير قططه ترثيه مواء.
و لم يبق في خاطري أنا غير أثر من ذكريات الزمن الجميل ، ذكريات عاثت بها عوادي الليالي فأمست جمرا يتأجج كلما هبت عليه رياح الحنين فيذرف الشوق حبرا أسكبه عبرات و أدعية على أبواب المدافن .
🚵الكاتب : زايد وهنا🚴
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق