🌒 فن الرسيم بمنطقة كير 🌘
لعل هذا النوع من الزجل قد أخذ اسمه من إيقاعه ، و هو عبارة عن أشعار زجلية يغلب عليها طابع الذكر و المديح النبوي و الوعظ و الارشاد يختص به كبار السن من أهالي القبيلة ، فهم بحكم سنهم لم يعودوا يشاركون الشباب و الكهول في أهازيجهم و رقصاتهم في الأعراس و المناسبات السارة كما كانوا يفعلون في شبابهم ، الآن و قد صاروا عجزة لا يليق بهم فعل ذلك في نظرهم مما جعلهم يختارون لأنفسهم هذا اللون الذي اصطلح عليه بالرسيم أو (الرسمة )أو( الرسم ) ، لأن أشعاره
و التي تكون من نظم الفقهاء و الحكماء تذكرهم بالآخرة و تزهدهم في الدنيا و تحثهم على فعل الخيرات و العمل الصالح ليظفروا بحسن الخاتمة .
لهذا قلنا هذه الفئة من العجزة يعتزلون شباب القبيلة لهذه الأسباب أساسا و كذا لعدم إحراج أبنائهم بوجودهم معهم في نفس المجلس خصوصا أن الشباب في وقت مضى كانوا يستحيون من الغناء و الرقص في حضرة شيوخهم .
بعد وليمة العشاء المقامة ببيت العرس ( الفرح ) ، ينسحب الشيوخ ( كبار السن ) ، و يتجهون مباشرة الى الممر الذي يربط بين باب القصر ( فم القصر )
و المسجد ( الجامع ) حيث ينشدون الرسيم بعيدا عن ضوضاء العرس .
يجلسون في الزقاق في صفين متقابلين ، يستفتحون بما تيسر من القرآن الكريم ، بعد ذلك يقوم إثنان أو ثلاثة منهم ممن يتقنون هذا الفن ، يسيرون بين الصفين وهم ينشدون أشعار الرسيم التي تكون أبياتها غالبا من قياس مكسور الجناح او المبيت ، كل بيت ينشدونه يردده الجالسون في هدوء و تخشع ، فإذا انتهى القسم الأول من القصيدة تأتي بعده مباشرة الرسمة و هي أشعار قصيرة عبارة عن سويرحات تنشد بميازين خفيفة جدا مصحوبة بإيقاع من أرجل الواقفين منهم إيقاعا موازيا لميزان تلك الأشطار القصيرة ، إلا السويرحة الأخيرة من الرسمة أي البيت الأخير ينشد بطيئا و يرمز الى نهاية الرسمة الأولى في القصيدة ، و هكذا كل قسم من أقسام القصيدة ينتهي برسمة حتى نهاية القصيدة ، فإذا نال العياء و التعب من الرسامين يتم استبدالهم بآخرين .
و هذا نموذج لقصيدة من فن الرسيم ، و هي من نظم الفقيه الزجال الطالب لحبيب بن عبد القادر بن محمد بن الصغير بن جعفر من قصر بني وزيم بوذنيب ، المتوفى سنة 1940.
القسم الأول :
يا عاشقين في المصطفى ذكروه لا تملوش صلاتو
هي كنز للي بغى يسلم
يا عاشقين في المصطفى عنوا للذكر سعد اوقاتو
معدودة في الحين بالمواسم
و صلاتو تزهي من هو معشوق في المحبة وتاتو
و رافق للي فقيه عالم
اعلمو المحمودة في الادب باش تقيم صلاتو
مرضية متابعة غنايم
اعلمو فرايض دينو و للي به تطهر ذاتو
و الواجب بالوضوء الى التيمام
الرسمة :
الدنيا دنية الخسارة
تغوي لسلام و النصارة
مرة نوار في كرارة
مرة ياتي جذوب غاير
من قال الخالية عمارة
تعقب لرسام الاولين
يا بويا ما يهولوني غير إلا جاو حاجين
القسم الثاني :
إلا تابع كتسرد و اختار للي يلاقلك في تحداثو
تلقى راسك في الطريق سالم
و إلا عرضوك شياطين الناس في طبايع ليلاتو
جاوبهم بللي انت تنجم
صلى الله عليه قد ما في الدنيا من نهار و ليلاتو
حية و ميتة من أولاد آدم
و طيور و نحل و جراد للي عد الله حياتو
و حجر و رمل في المقاسم
و ملايك في السماء تعبد ربي كلها يلغي بلغاتو
لا تحرمنا يا الله دايم
الرسمة :
بسم الله نبدا في الألف للي جديد و للي بالي
و نصلي على المرسلي
و نزيد الصلاة على محمد
بولالة فاطم الزهراء عدد ما خلق الحنين الجواد
و ارضى على صحابو عشرة
على عداد المحبة في الدنيا كلها كيما جاتو
لا تحرمنا يا الله دايم
من حب الرسول للي هي للقلب دواتو
انا و الحافظ بنعايم
قوي ضعاف هاذ الناظم يا الله و امحي سياتو
جعفري نسبو و الله عالم
🔷 الناظم : الطالب لحبيب 🔷
إذن هذا باختصار شديد ما يمكن أن يقال عن فن الرسيم ، غير أن هذه الفنون الزجلية بكل أنواعها لا يمكن أن يتذوقها الإنسان إلا إذا حضر طقوسها
و سمع كلماتها العامية المحلية و رأى رقصاتها
و الحركات المصاحبة لها ، أما نقلها كتابة على هذا النحو يبقى مجرد نظري يحتاج الى تطبيق لتكتمل الصورة معنى و تذوقا خصوصا لدى فئة الشباب ممن فاتتهم فرصة حضور مثل هذه الأعراف
و التقاليد التي حافظ عليها الأباء و الأجداد
و فرطت فيها الأجيال الحالية .
💼 بقلم الباحث : زايد وهنا 💼
لعل هذا النوع من الزجل قد أخذ اسمه من إيقاعه ، و هو عبارة عن أشعار زجلية يغلب عليها طابع الذكر و المديح النبوي و الوعظ و الارشاد يختص به كبار السن من أهالي القبيلة ، فهم بحكم سنهم لم يعودوا يشاركون الشباب و الكهول في أهازيجهم و رقصاتهم في الأعراس و المناسبات السارة كما كانوا يفعلون في شبابهم ، الآن و قد صاروا عجزة لا يليق بهم فعل ذلك في نظرهم مما جعلهم يختارون لأنفسهم هذا اللون الذي اصطلح عليه بالرسيم أو (الرسمة )أو( الرسم ) ، لأن أشعاره
و التي تكون من نظم الفقهاء و الحكماء تذكرهم بالآخرة و تزهدهم في الدنيا و تحثهم على فعل الخيرات و العمل الصالح ليظفروا بحسن الخاتمة .
لهذا قلنا هذه الفئة من العجزة يعتزلون شباب القبيلة لهذه الأسباب أساسا و كذا لعدم إحراج أبنائهم بوجودهم معهم في نفس المجلس خصوصا أن الشباب في وقت مضى كانوا يستحيون من الغناء و الرقص في حضرة شيوخهم .
بعد وليمة العشاء المقامة ببيت العرس ( الفرح ) ، ينسحب الشيوخ ( كبار السن ) ، و يتجهون مباشرة الى الممر الذي يربط بين باب القصر ( فم القصر )
و المسجد ( الجامع ) حيث ينشدون الرسيم بعيدا عن ضوضاء العرس .
يجلسون في الزقاق في صفين متقابلين ، يستفتحون بما تيسر من القرآن الكريم ، بعد ذلك يقوم إثنان أو ثلاثة منهم ممن يتقنون هذا الفن ، يسيرون بين الصفين وهم ينشدون أشعار الرسيم التي تكون أبياتها غالبا من قياس مكسور الجناح او المبيت ، كل بيت ينشدونه يردده الجالسون في هدوء و تخشع ، فإذا انتهى القسم الأول من القصيدة تأتي بعده مباشرة الرسمة و هي أشعار قصيرة عبارة عن سويرحات تنشد بميازين خفيفة جدا مصحوبة بإيقاع من أرجل الواقفين منهم إيقاعا موازيا لميزان تلك الأشطار القصيرة ، إلا السويرحة الأخيرة من الرسمة أي البيت الأخير ينشد بطيئا و يرمز الى نهاية الرسمة الأولى في القصيدة ، و هكذا كل قسم من أقسام القصيدة ينتهي برسمة حتى نهاية القصيدة ، فإذا نال العياء و التعب من الرسامين يتم استبدالهم بآخرين .
و هذا نموذج لقصيدة من فن الرسيم ، و هي من نظم الفقيه الزجال الطالب لحبيب بن عبد القادر بن محمد بن الصغير بن جعفر من قصر بني وزيم بوذنيب ، المتوفى سنة 1940.
القسم الأول :
يا عاشقين في المصطفى ذكروه لا تملوش صلاتو
هي كنز للي بغى يسلم
يا عاشقين في المصطفى عنوا للذكر سعد اوقاتو
معدودة في الحين بالمواسم
و صلاتو تزهي من هو معشوق في المحبة وتاتو
و رافق للي فقيه عالم
اعلمو المحمودة في الادب باش تقيم صلاتو
مرضية متابعة غنايم
اعلمو فرايض دينو و للي به تطهر ذاتو
و الواجب بالوضوء الى التيمام
الرسمة :
الدنيا دنية الخسارة
تغوي لسلام و النصارة
مرة نوار في كرارة
مرة ياتي جذوب غاير
من قال الخالية عمارة
تعقب لرسام الاولين
يا بويا ما يهولوني غير إلا جاو حاجين
القسم الثاني :
إلا تابع كتسرد و اختار للي يلاقلك في تحداثو
تلقى راسك في الطريق سالم
و إلا عرضوك شياطين الناس في طبايع ليلاتو
جاوبهم بللي انت تنجم
صلى الله عليه قد ما في الدنيا من نهار و ليلاتو
حية و ميتة من أولاد آدم
و طيور و نحل و جراد للي عد الله حياتو
و حجر و رمل في المقاسم
و ملايك في السماء تعبد ربي كلها يلغي بلغاتو
لا تحرمنا يا الله دايم
الرسمة :
بسم الله نبدا في الألف للي جديد و للي بالي
و نصلي على المرسلي
و نزيد الصلاة على محمد
بولالة فاطم الزهراء عدد ما خلق الحنين الجواد
و ارضى على صحابو عشرة
على عداد المحبة في الدنيا كلها كيما جاتو
لا تحرمنا يا الله دايم
من حب الرسول للي هي للقلب دواتو
انا و الحافظ بنعايم
قوي ضعاف هاذ الناظم يا الله و امحي سياتو
جعفري نسبو و الله عالم
🔷 الناظم : الطالب لحبيب 🔷
إذن هذا باختصار شديد ما يمكن أن يقال عن فن الرسيم ، غير أن هذه الفنون الزجلية بكل أنواعها لا يمكن أن يتذوقها الإنسان إلا إذا حضر طقوسها
و سمع كلماتها العامية المحلية و رأى رقصاتها
و الحركات المصاحبة لها ، أما نقلها كتابة على هذا النحو يبقى مجرد نظري يحتاج الى تطبيق لتكتمل الصورة معنى و تذوقا خصوصا لدى فئة الشباب ممن فاتتهم فرصة حضور مثل هذه الأعراف
و التقاليد التي حافظ عليها الأباء و الأجداد
و فرطت فيها الأجيال الحالية .
💼 بقلم الباحث : زايد وهنا 💼
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق