وجهة نظر
في كل يوم نسمع بنعي أحد الموهبين في أي مجال من مجالات الحياة الثقافية أو الفنية أو الرياضية أو الإعلامية ، فنأسف أشد الأسف على فراق مثل هؤلاء ، و لكن لا مرد لقضاء الله و قدره و لا حول لنا في مشيئته ، فهو الفعال لما يريد ، غير أن ما يؤسفنا أكثر من فقدانهم هو عدم وجود خلف في مستوى السلف ، و لو تصفحنا تاريخنا منذ الاستقلال الى اليوم ، سنقف عند كثير من المحطات التي رزئنا فيها بفقدان أحد الأعمدة إن في المجال الثقافي و الأدبي و نذكر على سبيل المثال لا الحصر السادة : المختار السوسي، عبد الله گنون ، محمد الفاسي ، المهدي بن بركة ، المهدي المنجرة ، عبد العزيز لحبابي ، المكي الناصري ، الجابري ...واللائحة طويلة ممن أغنوا المكتبات بمؤلفاتهم و تتلمذ عليهم الكثير من حملة العلم و المعرفة ، غير اننا لم نعوض بخلف في مستواهم ، اما المجال الفني فحدث و لا حرج ، و انظر هل تجد خلفا لأحمد البيضاوي و اسماعيل احمد و ابراهيم العلمي و المعطي بالقاسم و محمد الحياني وعبد السلام عامر و عبد الرحيم السقاط و الحاج الحسين التولالي و بوجميع و العربي باطما و الشريف المراني و ماجدة عبد الوهاب و غيرهم كثير ممن أمتعوا و شنفوا الاسماع بأغانيهم الخالدة ، و في مجال الاعلام اين تجد امثال ابو الصواب و الجفان ومشبال و غيرهم ممن ابدعوا فأجادوا و أفادوا و امتعوا، و ما قيل عن الثقافة و الفن و الاعلام ينطبق على جميع المجالات الأخرى ، و لعل التردي الثقافي و الفني راجع بالاساس الى اسباب متعددة و متداخلة يأتي في مقدمتها اسلوب التعليم الحالي باعتباره الركيزة الاساس لكل تنمية و ارتقاء ، يليه الاعلام الذي لم تعد تهمه الجودة بقدر ما يهمه الربح المادي ، و عموما طغت الماديات و تاه الانسان و انساق وراء هذه المدنية الدافق تيارها بخيره و شره ، و لم تعد للقيم و الاخلاقيات قيمة ، وساد التافه و اعتلى منصات التتويج ،ففسدت الأذواق ، و تبلد الحس ، فأصبح كل من هب و دب كاتبا و شاعرا و ملحنا و مغنيا و رساما و اعلاميا ، فكثر الفنانون و لكنهم غثاء كغثاء السيل ، و قل الفن بمعناه الراقي و إن كان - على قلته - فهو مقصي غير مرغوب فيه إلا لدى فئة قليلة ممن ارتووا من الينابيع الثقافية و الفنية التي قلنا عنها أن روادها فارقوا الحياة ، فدفنت معهم روائعهم الغالية و بدائعهم الزهراء التي تركوها لنا نتأسى و نتآنس بها و ننظف بها هذا التلوث السمعي البصري ، فرحمة الله عليهم أجمعين و الحقنا بهم مسلمين لا مبدلين و لا مغيرين ، و أحمد الله و لا أحصي ثناء عليه ..
في كل يوم نسمع بنعي أحد الموهبين في أي مجال من مجالات الحياة الثقافية أو الفنية أو الرياضية أو الإعلامية ، فنأسف أشد الأسف على فراق مثل هؤلاء ، و لكن لا مرد لقضاء الله و قدره و لا حول لنا في مشيئته ، فهو الفعال لما يريد ، غير أن ما يؤسفنا أكثر من فقدانهم هو عدم وجود خلف في مستوى السلف ، و لو تصفحنا تاريخنا منذ الاستقلال الى اليوم ، سنقف عند كثير من المحطات التي رزئنا فيها بفقدان أحد الأعمدة إن في المجال الثقافي و الأدبي و نذكر على سبيل المثال لا الحصر السادة : المختار السوسي، عبد الله گنون ، محمد الفاسي ، المهدي بن بركة ، المهدي المنجرة ، عبد العزيز لحبابي ، المكي الناصري ، الجابري ...واللائحة طويلة ممن أغنوا المكتبات بمؤلفاتهم و تتلمذ عليهم الكثير من حملة العلم و المعرفة ، غير اننا لم نعوض بخلف في مستواهم ، اما المجال الفني فحدث و لا حرج ، و انظر هل تجد خلفا لأحمد البيضاوي و اسماعيل احمد و ابراهيم العلمي و المعطي بالقاسم و محمد الحياني وعبد السلام عامر و عبد الرحيم السقاط و الحاج الحسين التولالي و بوجميع و العربي باطما و الشريف المراني و ماجدة عبد الوهاب و غيرهم كثير ممن أمتعوا و شنفوا الاسماع بأغانيهم الخالدة ، و في مجال الاعلام اين تجد امثال ابو الصواب و الجفان ومشبال و غيرهم ممن ابدعوا فأجادوا و أفادوا و امتعوا، و ما قيل عن الثقافة و الفن و الاعلام ينطبق على جميع المجالات الأخرى ، و لعل التردي الثقافي و الفني راجع بالاساس الى اسباب متعددة و متداخلة يأتي في مقدمتها اسلوب التعليم الحالي باعتباره الركيزة الاساس لكل تنمية و ارتقاء ، يليه الاعلام الذي لم تعد تهمه الجودة بقدر ما يهمه الربح المادي ، و عموما طغت الماديات و تاه الانسان و انساق وراء هذه المدنية الدافق تيارها بخيره و شره ، و لم تعد للقيم و الاخلاقيات قيمة ، وساد التافه و اعتلى منصات التتويج ،ففسدت الأذواق ، و تبلد الحس ، فأصبح كل من هب و دب كاتبا و شاعرا و ملحنا و مغنيا و رساما و اعلاميا ، فكثر الفنانون و لكنهم غثاء كغثاء السيل ، و قل الفن بمعناه الراقي و إن كان - على قلته - فهو مقصي غير مرغوب فيه إلا لدى فئة قليلة ممن ارتووا من الينابيع الثقافية و الفنية التي قلنا عنها أن روادها فارقوا الحياة ، فدفنت معهم روائعهم الغالية و بدائعهم الزهراء التي تركوها لنا نتأسى و نتآنس بها و ننظف بها هذا التلوث السمعي البصري ، فرحمة الله عليهم أجمعين و الحقنا بهم مسلمين لا مبدلين و لا مغيرين ، و أحمد الله و لا أحصي ثناء عليه ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق